المعتزلي /

مفهوم الإلحاد أوسع من إنكار وجود الخالق ، بل يدخل فيه ما يسمى بالإلحاد العملي وهو الاعتراف بخالق وإنكار الأديان فهذا إلحاد أيضاً ، وأستغرب منك ومن الزميل مسلم تجاهل هذا المفهوم الواسع للإلحاد ، فالزميل مسلم أقل أحواله أنه متشكك في توحيد الألوهية ، وهذا كاف لتأكيد فكرة الإلحاد العملي عنده ، مع أنه لم يصرح بكمال أو إجلال الرب في نطاق الربوبية وإنما ذكر أنه مجرد قبول عقلي ...

ثم إنك ذكرت أن الله لم يرسل الرسل لبعض القرى وهذا يناقض النص الديني :
فهذا الكلام مغالطة منك لأن الرسل شملت جميع القرى قبل رسالة نبينا محمد ، ثم أرسل محمدا كافة للناس كما يشهد بذلك النص الديني ، فجميع مناطق العالم وزواياه مشمولة برسالة محمد فتأمل حيث لا تناقض ..

أما عن التواتر !!

فاليهودية والنصرانية لم تحرف أو تغير بالتواتر وإنما حصلت حيثيات أخرى سهلت التحريف ، بدليل بقاء كثير من اليهود والنصارى على دينهم حتى أدركوا الرسول محمدا فاتبعوه ، وهذا ينفي قضية الاتفاق على الكذب والتواطؤ عليه ..

ثم إن لأمتنا خصيصة تميزت بها عن الأمم الأخرى في باب الخطأ وهو أنها لا تجتمع عليه (( لا تجتمع أمتي على ضلالة )) ثم إن الله قد تكفل بحفظ القرآن (( وإنا له لحافظون )) ...

أما الزميل مسلم /

فإنه يلزمني بتقديم جميع النصوص الدينية على العقل ، فأقول له نعم بشرط عدم التحريف ، فعند ذلك يكون تقديم التوراة والانجيل على العقل هو تقديم للقرآن لأنهما يبشران به وبمحمد فهما قد تضمنا الإقرار بنسخه لشرائعهما وتقريره لأصول التوحيد فيهما ، وهذا ظاهر ...

أما أن نقدم النص المحرف على العقل فهذا هراء ...

العقل الذي نفهم به الوحي ليس العقل الذي يزكي نفسه ، ويدعي أنه مصدر المعارف المطلقة ، بل هو عقل يتبع منهج التفكر الذي أمر به النص الديني ، ولكنه يقف موقف القبول والتسليم عند مواطن الحكمة !! وهذه لا تروق لمسلم !!!

أما الزميل أنس /

فيكفيني أن تعترف بأنك تقول (( لا يليق أن أسمي خالق الكون بالمتكبر أو خير الماكرين أو المضل أو المنتقم !! )))

فمن يعتقد هذا الكلام الذي تقوله لا يسمى مؤمنا بالله في ميزان شريعة الإسلام ..

ثم لنقف عند تناقض عجيب عندك :

تقول في ردك إن الله هو الهادي ولكنه ليس المضل !!!!!!

يا عزيزي من لا يملك القدرة على تصريف القلوب جهة الضلال لا يملك تصريفها جهة الهداية !! فتأمل وقف عند هذه أرجوووووووووووووووووووووووووووووووووك ..

لقد أيقنت أن مشكلة الملحد هي في الإيمان والتسليم بحكمة الله فيما يخلق من الأعمال خيرا أو شرا وهذه النقطة مكانها القلب وليس العقل يا جماعة ..

من لم يؤمن بحكمة الله فلن يؤمن بعلمه ولا بقدرته ولا بأنه خالق هذا الكون ...

أيها المجادلون في الله !

(( وهم يجادلون في الله ،،، وهو شديد المِحال ))

ليتكم تتأملون المعنى الخطير والعظيم والمخيف الذي ترشد إليه هذه الآية الكريمة .. أنتم تجادلون في الله وهو شديد المحال ..

وقفة أخيرة /

شريعة الإسلام ناسخة لما قبلها ليس بسبب التحريف في تلك الشرائع ، بل لو سلمنا سلامتها من التحريف فإنها منسوخة ، وقد قال محمد بأن موسى وعيسى لن يسعهما إلا اتباعه لو أدركاه ...