عزيزي شهاب،
حسنا سأترك الانبا بيشوي، و ما قاله، و القصد من وراء قوله هذا، للزمن كي يوضحه، فليست هذه قضيتنا.

(09-21-2010, 02:24 PM)شهاب الدمشقي كتب:  

اقتباس:و هنا احب ان استغل هذه النقطة، لألفت نظرك بأنك تحمل ميزان دقيق، تقيس عليه الاحداث و تفسر و تستنتج من خلاله للجميع، و هذا يصح لو ان الجميع (مسلمين و مسيحين، عرب و يهود، شرق و غرب،...الخ) لهم نفس الثقافة التي يبنون عليها افعالهم و ردات افعالهم. فمثلا من قولك أعلاه ماذا تعني بتحريض الغوغاء؟؟!! هل تعتقد بان الاقباط بمجرد سماع كلام الانبا بيشوي سوف يقومون بمهاجمة الازهر و السيدة زينب و سيدي الحُسين؟؟!! الاسقف يعي جيدا ان هذا لن يحدث. و لكن من الممكن ان يحدث العكس، و هو بسبب تحريض من هم على امثال العوا للمسلمين ان يقوموا بمهاجمة كنائس و اديرة، وحصل هذا بالفعل قبل اسابيع قليلة جدا، عندما ادعى شيخ عادي جدا ان كاميليا شحاتة اسلمت على يديه و ان الكنيسة اختطفتها

ألا ترى معي أن كلامك مغرق في التعميم غير العلمي وغير المنهجي وغير الموضوعي !؟ ..

هل صحيح أن غالبية المسلمين (همج وغوغاء وقطيع من الرعاع) يملك أي شخص ان يحرضهم على العنف ؟ ..

وهل صحيح أن غالبية المسيحيين (منضبطين وموضوعين ومثالين) ومن الصعب تحرضيهم ودفعهم لعنف ؟ (الم تدفع بعض التحريضات المسيحية المتطرفة مئات المسيحيين في فرنسا لاحراق دار سينما كانت تعرض فيلم الاغراء الأخير للمسيح ؟ .. الم تحرض بضعة مواعظ كنسية آلاف المسيحين لخوض حمام الدم المقدس: الحروب الصليبية ؟ ) ..

عزيزي شهاب، انا امام واقع حقيقي استطيع لمسه و مشاهدته، فان كنت تنكره، فهلا فسرت لي رد الفعل بالشارع الاسلامي يوم الرسوم الكاريكيتيرية، و ردة فعله يوم محاضرة البابا في جامعة ريغنزبورغ، و التهديد و الوعيد للعالم الغربي فيما لة قام القس المعتوه بحرق القرآن؟؟!! وهل رأيت ردة فعل الشارع الاسلامي المصري على قضية ''خطف المسلمات''؟ و ردة فعله لمجرد سماعه ببناء كنيسة بلا ترخيص؟ هل تابعت في العام ٢٠٠٠ مشاكل ارض وقف شهاب الدين بمدينة الناصرة المقابلة لثالث اقدس كنيسة مسيحية في العالم، حينما خرج الشارع الاسلامي في اراضي العام ٤٨ متوعدين مهددين بتخريب الاحتفالية بالالفية الثالثة بحضور البابا في الاراضي المقدسة؟ عزيزي الشواهد كثيرة و أكثر من أن تحصى.
و هنا لا احبذ استعمال كلمة غوغاء و همج و قطيع، اذ لربما يرجع هذا الى درجة حساسية المسلمين المفرطة تجاه دينهم. بالنسبة للمسيحيين فالامر يختلف، و لو ذهبت الى الغرب و دخلت الى بعض المحلات التي تبيع الاكسسوارات فستجد العجب العجاب من قلادات و صور و عبارات تزدري اقدس المقدسات المسيحية، ولا احد يحرك ساكن بل بالكثير، تظاهرة سلمية لا يزيد عدد افرادها عن بضع عشرات تستنكر هذا العمل و المطالبة بسحب الفيلم اذا كان فيلما مسيئا او غيره.
قبل اسبوع سألت صديقا مشرقيا مسيحيا، ماذا يمكن ان تفعل لو ان احدهم هدد بحرق الانجيل؟؟؟ قال لو اني مررت بأحدهم في وسط السوق ممسكا بالانجيل بيديه ليحرقه، لهززت رأسي مستنكرا و قلت في نفسي جزائه على الله و مضيت في طريقي.
هذا لا يعني ان مئة بالمئة من المسلمين هكذا و مئة بالمئة من المسيحين هكذا، و لكن لو القيت خطبة تحريضية تمس الدين،فان الاحتمال ان تقع اعمال عنف عند المسلمين اعلى منه بكثير فيما لو حدث هذا عند غيرهم.

اقتباس:قد يكون كلامك صحيحا .. ولكن الأخطر برأيي التعامل مع الواقع بمعاييز مزدوجة، بحيث نكون في منتهى الدقة والصرامة العلمية والنزاهة الوطنية عندما نتعامل مع الآخر .. ثم نعجز حتى عن الاعتراف باخطائنا ومواجهة الحقيقة الصعبة والتي تتلخص في أننا لا نختلف كثيرا عن الآخر !!!! ..

في حالة الوعي التام في المجتمع، و الوضع المثالي، يكون كلامك صحيح. اذ اننا نقيس على المعيار المشترك لدى الجميع و هو الانسان. و لكن، بما ان الوضع ليس هكذا اطلاقا، فالمطلوب من الاكثرية يجب ان يكون اكثر مما هو مطلوب من الاقلية ولو بشكل مؤقت و ذلك للحفاظ عليها. و لهذا السبب بالذات وجد مثلا نظام الكوتة التمثيلية للاقليات العرقية و الدينية و احيانا النسائية في العديد من البرلمانات.