عزيزي،

حين يعيش البشر كافة في أبراج عاجية يحلمون بأحلام وردية، حينها فقط يمكن الدعوة إلى عدم امتلاك السلاح..

لكن أن يتملك العالماني الديمقراطي الرأسمالي المتلبرر المتنور السلاح الذي يناسبه، ويمنع من ذلك الإسلامي الظلامي الرجعي الغارق في غبار خير القرون، أو يمنع من ذلك الخيالي الاشتراكي الشيوعي الفوضوي التقدمي البروليتاري، فليس إلا دكتاتورية أيدولوجية..

كافة الأيدولوجيات تستعمل كافة الأسلحة لحرب الخصوم، ومنع امتلاك النووي لمن هو خارج النادي هو جزء من الحرب الأيدولوجية، ولو انقلب الحال وصارت الأيدولوجية العليا هي الإسلامية والغربية هي السفلى لمنعت العليا السفلى من امتلاك السلاح المتطور.. هي سنن تاريخية جرى عليها الإنسان منذ قديم الزمان، ولا علاقة لها فيمن سيستعمل السلاح ومن لن، إذ هنالك عقلاء مسؤولين في كل الأيدولوجيات المتصارعة، وهناك متطرفون، وكثير من المتلبرلين المتغربنين المتنورين لن يرمشوا للحظة حين يأمرون بتفجير العالم، وكثير من الملالي الظلاميين يشعرون بالمسؤولية الكوكبية بما يجعلهم ينأون عن هذا الخيار بأنفسهم ولو ملكوه.. القضية لا تتعلق بإسلامية أو غربية، القضية تتعلق بمدى آخر ليس هذا وقت تفصيله.


يعجبني كثيرا وثوق الليبراليين التقدميين العرب بأنفسهم، يذكرني بوثوق الاشتراكيين العرب بأنفسهم إبان ستينات وخمسينات القرن المنصرم.. حالة نفسية نادرة تجعلهم القوامين على فكر المجتمع وضميره، حراس الديمقراطية الشجعان الذي يريدون منع الإسلاميين من قتلها قبل أن تولد حتى... لعلهم لو صرفوا معشار جهدهم على لبرلة المجتمع حقيقة ونزع السلطة من يد المستبد وإرجاعها لأصحابها الشرعيين، إذن لشكرتهم الأمة وسارت في ركابهم، بل لعلي أنا شخصيا أصير منهم وأسير في ركابهم وأعمل كعملهم.