(09-21-2010, 10:34 PM)المعتزلي كتب:  اتعجب كيف أن هذا الموضوع مفتوح في نادي الفكر و مع ذلك لم يتكلم أي مسلم أو أي مسيحي بصراحة و بدون رتوش!
الوحيد الذي عبر بصدق عن نفسه و عن معظم المسلمين هو ريفرينس
نعم هناك كراهية متبادلة بين مسلمي و مسيحي مصر و لن اقول كلهم و لكن سأقول الغالبية العظمى
المسيحي يعتبر المسلم "عربي" دخيل و أن مصر محتلة منذ ان دخلها العرب و يتمنى لو يأتي اليوم الذي تأتي فيه امريكا لتحررهم من "العرب" و أتخيل وقتها مجزرة للمسلمين المصريين و بلا مبالغة فالكنيسة شحنت المسيحيين بشحنة حقد متوارثة و حكاية الاسلحة معروفة من زمان خصوصا في الصعيد و يمكن لهذا السبب تتساهل الحكومة في تهريب السلاح للصعايدة باعتبار أنهم سيكونوا حائط الصد الأول اذا حدث و خرجت الاسلحة من كنائس الصعيد
على الشاطىء الأخر المسيحي بالنسبة للمسلم كافر و ان ارض مصر ارض مسلمة فتحت بحق الله و الاسلام و بناء على طلب شخصي من الله و بالتالي فحق المسيحي فيها يأتي بعد المسلم لأنه كافر فإذا اسلم كان له ما للمسلم

أليست هذه هي الحقيقة؟

عزيزي المعتزلي،
اسمح لي اتسائل، من هو المسؤول عن هذه الحالة التي تتكلم عنها؟؟ هل الاقلية المسيحية التي لا حول لها ولا قوة، ام الاكثرية الاسلامية التي بيدها التشريع و القانون و الحكومة و الاعلان و الاقتصاد و غيره؟؟!!! فالنظرة للمسيحي و القانون في اي بلد اسلامي لا يعتبران المسيحي مساوٍ للمسلم بالمواطنة، كما ان الثقافة الاسلامية هناك سواء على مستوى الاعلام كالراديو و التلفزيون او الصحف اليومية او على مستوى المناهج التعليمية المدرسية كمناهج التاريخ و اللغة العربية و غيرها كلها مشحونة ضد كل ما هو مسلم، و في احسن الاحوال لا ذكر للمسيحي فيها، و كأن المنطقة علاقتها بالمسيحية كعلاقة مملكة بوتان في اعلى جبال الهملايا بها.
سأعطيك مثال من الوضع الفلسطيني: بالنسبة لفلسطينيي الداخل كنا نعتقد، ان العلاقة المسيحية الاسلامية متميزة عن مثيلاتها في باقي الدول العربية المجاورة، و كنا نعزي ذلك الى الوعي السياسي بسبب المعاناة من الاحتلال، اذ اننا كنا جميعا مسلمين و مسيحيين موحدين و متساويين تحت بسطار جندي الاحتلال الاسرائيلي. فقاتلنا سويتا من اجل تحرير وطن و اقامة دولة مثالية حديثة تعتمد مبدأ المواطنة حتى لليهودي الذي يرغب في العيش بكنفها، حسب ميثاق منظمة التحرير الفلسطينية، الذي كان يوازي ارقى دساتير العالم.
و مع تقدم العملية السياسية، اخذنا نكتشف اننا كنا نناضل مع اخواننا المسلمين ليس من اجل ذلك الوطن الذي نحلم به جميعا، بل من أجل دولة منسوخة نسخة كربونية عن اي دولة عربية مجاورة، فذهب ميثاق منظمة التحرير ادراج الرياح، ليحل محله دستور فلسطيني يرى ان الاسلام دين الدولة، و اصبح لدينا مناهج وطنية تعليمية فلسطينية تخدم البرباجاندا الاسلامية كما هو الحال في بقية الدول العربية، و اصبح لدينا قاضي قضاة و مفتي يُدفع راتبه من دافع الضريبة الفلسطيني المسلم و المسيحي، ليخرج الفتاوة المفصلة حسب المصالح الاسلامية. و اكتشفنا اخيرا اننا كنا كمسيحيين نناضل و نكافح من اجل عدم تهويد القدس و لكن من اجل اسلمتها، بعدم اصدر مفتي الاراضي الفلسطينية فتوى، تحرم بيع العقارات لغير المسلمين.
و مما زاد الطين بِلة، هو صعود نجم حركة حماس الاخوانية و التي لا ترى بفلسطين أكثر من قضية وقف اسلامي، للملا كويكار مثلا بالعراق الحق في ابداء الرأي فيها. و اصبحت حماس تقدم علينا نحن الفلسطينيين المسيحيين كل واحد في العالم قال لا اله الا الله محمد رسول الله.
فما رأيك، اين تقع هنا مسؤوليتنا كأقلية، فيما حدث و يحدث؟؟!!!