نعود لأصل الموضوع المطروح ، لعلنا نصل لنقاط يمكن التحاور بخصوصها ، وسألخص كلامي على شكل نقاط محددة :
1- الشيخ بن باز لا يمثل الإسلام ، والإسلام ليس محصوراً داخل فرد واحد أو عالم مسلم واحد ، إنما هو منظومة متكاملة من القوانين والنصوص الشرعية ، وعند المناقشة الموضوعية والمنهجية عن الإسلام يتوجب علينا دراسة نصوصه وقواعده الأصلية أولاً ، وبعد الحديث المستفيض عن هذه القضايا يمكن لنا دراسة وبحث فتاوي العلماء .
2- من وجهة نظري البحتة يتوجب أن تكون السعودية بشكل عام ومكة والمدينة بشكل خاص عبارة عن مناطق إسلامية خاصة نتيجة لمكانتها الروحية والمعنوية والقدسية عند المسلم " مثل الفاتيكان اليوم " .
3- إن النبي صلى الله عليه وسلم كان نبياً وكان قائداً أيضاً وكان زوجاً وكان أباً وكان معلماً ، ففضلاً عن مكانته الروحية والقدسية التي اكتسبها من نبوته ورسالته ، فهو أيضاً قائد سياسي وعسكري بارع جداً لا يمكن لخصومه مهما بلغوا من درجة العداء له أن ينفوا هذا الأمر بالمطلق ، ولذلك عند الحديث عن غزوات النبي فهو كان يتصرف كنبي وكقائد دولة يسعى لحماية الدولة المسلمة ، فعظمة النبي الكبيرة بالنسبة الي أنه جمع بين النبوة والبشرية أيضاً فكان محمد النبي ومحمد الإنسان ، حتى هو صلى الله عليه وسلم كان يؤكد على هذا الأمر فيقول " قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي " فالتفضيل والعصمة بسبب الوحي ولكني بشر في النهاية وانتم أعل مني بأمور دنياكم .
4- الإستشهاد بغزوة بني قريظة أمر غير موفق لأن الخائن مصيره القتل والتنكيل وليس شيئاً آخر .
5- الحديث عن العبودية والاسترقاق قبل الحديث عنه يتوجب علينا دراسة الوضع الإجتماعي والسياسي والحربي والتاريخي لتلك الفترة ودراسة أعراف الحروب والسلم ، وبعد ذلك يمكن لنا تصور الأمر بشكله الصحيح .