لو تدبرت في القران الكريم لعلمت الجواب

قال تعالى

انا من المجرمين منتقمون

فكيف ستتجلى صفة الانتقام من المجرمين ان لم يكن هناك مجرمون يمارسون الظلم بارادتهم

وكيف سيستمر هذا ان كان الله تعالى بمجرد ان يدعو المظلوم على الظالم يتم تدمير الظالم فورا

فان قلت لما فيه صفة الانتقام

اقول هذا هو اله الكون و لست انا من اعطيته هذه الصفات

ولذلك اشفق منه من عرفه واحبه كذلك من عرفه

وصفة الانتقام هي سبب و جود المجرمين و ليس المجرمون هم سبب وجود صفة الانتقام فالله تعالى ازلي لا يكتسب الصفات

وكيف سيحب الناس العدل و يشتاقون اليه ان كنانت حياتهم كلها عدل



ومن قال ان الله تعالى لم يستجب لهم

المشكلة انك ترى الامر بمنظور دنيوي فقط

فنحن نقول ان الله تعالى عنده الدنيا و الاخرة

فان اردت البحث فلا تخرج الاخرة من الموضوع

وان قلت ان الاخرة وضعها الناس لتبرير استمرار الظلم في الدنيا

فنحن لا نبني اعتقادنا بالاخرة على وجود الظلم في الدنيا
فكما تعلم فان كفار قريش كانوا ينكرون الاخرة ودينهم دين من الاديان فثبت ان الدين لم يوجد كما يزعم الملحدون لتعزية الناس عن الام الدنيا

ولكننا نومن بالاخرة لان الله تعالى اخبرنا بذلك اقام علينا الحجة وهدانا
ففسر لنا ايماننا سبب وجود هذه المظالم كما فسر لنا سبب وجود الحياة من قبل

اما ان انكرنا الدين و الاخرة وقلنا ان سبب هذه المظالم غياب الاله وحدنا انفسنا مضظرين للايمان بخرافات دروين والمهازل العلمية التي ينشرها الماسونيون اصحاب ابليس وجدنا انفسنا منكرين للكثير من الحقائق الاخرى مثل وجود السحر و تاثير الجن على عالم الناس مما يدل على وجود عوالم اخرى فيتسلط علينا الشيطان

يا استاذ

اعلم ان الله تعالى يبتلي الناس كما يريد

و المطلوب من الناس النجاح في الاختبار

وكلما كان اصعب كان الجزاء اكبر

فالله تعالى ابتلاك بهذه الشكوك فان تغلبت عليها كنت والله اعلم ارفع درجة ممن لم يبتلى بها من الناس العاديين
ولكنك ان استسلمت لها و تعبت من البحث سريعا فقد فشلت في الامتحان
و الله كامل و عقلك ناقص والناقص لا يدرك الكامل

لذلك يقول تعالى
الله يضل من يشاء و يهدي اليه من اناب


والله تعالى اعلم بما يطمان قلبك و يرفع عنك الشبهات

فتوجه اليه صادقا ليهديك

عساك تكون من اهل الدرجات العلى