لم اتعامل يوما فى عبادتى لله بمذهب محدد ولكن اتعامل مع الله بقلبى فى ضوء القرآن والسنة ، ومفهوم الاسوة الحسنة لا يعنى ان افعل كل ما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم بصورة مطلقة ، فالرسول كان متزوج من اكثر من اربعة نساء، وهذا لا يجوز لمسلم ان يفعله.

اما اللحية فهى ليست شرط للايمان او شرط للاسلام ولكنها سنة مؤكدة عن الرسول صلى الله عليه وسلم لتابعيه ومن اراد ان يأخذ بها بأشراطها فهو خير له ومن لم يرد فله امره وعلى الله حسابه ولا اعتقد ان على ولى الامر حسابه. فالغرض من اللحية للرجل هو تميز الرجل المسلم عن غيره بمظهر معين ولكنه لا يعنى هذا ان تكون اللحية هى محل خلاف المسلمين حيث انها تدخل فى نطاق الحرية الشخصية التى لا تضر أحد ولكن للحية وقارها والتى تقى الرجل منا فى بعض الاوقات مواطن الزلل او السلوك المشين، تماما مثل شرف البدلة العسكرية ، ففى بداية دخول الكليات العسكرية كان معلمينا يقولون لنا وانت ترتدى الزى العسكرى لا تجالس السفهاء ولا تغازل أمرأة ولا تتشاجر بل تمشى فى الطريق مثالا للانضباط ، وكذلك اللحية تؤدى نوعا من كبح جماح الرجل فى ان يهرج أو يتصرف بما يقلل من هيبته بل إن من يلتحى ولا يحترم تلك اللحية (وهذا هو الغرض الحقيقى من اللحية) فإنه يكون مذنب أمام الله.

ونجد ان اللحية كانت لدى داروين ولدى كارل ماركس ولم يعلق عليها احد ، ولكن التعليق على اللحية جاء بعدما وجدنا رجالا يربطون بين الايمان واللحية وبعدما وجدنا رجالا لا يفقهون شيئا من علوم الدنيا والدين ويتحدثون عن ان اللحية فرض على المسلم وهم يتعلقون بأذيال الحضارة الحديثة، ولكننا لو قرأنا كتاب مثل كتاب وصف مصر لوجدنا أن أحد علماء الحملة الفرنسية يقول عن اللحية التى كان يتميز بها المماليك بأنها كانت مع تقدم السن ومخالطة المشيب لشعر اللحية كانت تزيد الرجل منهم بهاءً وجمالا ووقاراً وتعطيه روعة فى المظهر.