منعت القنصلية المصرية في لندن وصول تقرير طبيب شرعي بريطاني حول وفاة خالد سعيد إلي محكمة جنايات الإسكندرية، يدحض النتائج العلمية والاستنتاجات التي خلص إليها تقريران رسميان يقولان: إن سعيد توفي اختناقًا بعد محاولته ابتلاع لفافة بلاستيكية تحوي مخدر البانجو.

وقال الدكتور عبدالمجيد زيدان - وهو طبيب مصري في لندن - مكلف من قبل أسرة سعيد بالتنسيق مع معد التقرير جون كلارك - المدير الشرفي للجمعية البريطانية للطب الشرعي والأستاذ بجامعة جلاسجو بالمملكة المتحدة - إن القنصلية البريطانية في لندن رفضت توثيق التقرير الذي أعده الطبيب البريطاني مما عطل إرساله إلي هيئة المحكمة بالإسكندرية لاعتماده في وثائق القضية.

وأوضح زيدان، في اتصال تليفوني مع «الدستور» من لندن: إنه ذهب إلي القنصلية المصرية لتوثيق التقرير فماطلوا معه منذ الاثنين الماضي، وحتي نهاية الأسبوع مما دفعه إلي المطالبة بسحب التقرير من القنصلية دون توثيقه.

وتابع زيدان: إن القنصلية رفضت إرجاع التقرير إليه، عندما رفض طلبهم بالتوقيع علي تعهد بسحب التوثيق. وأشار عبدالمجيد إلي أن التقرير موثق من الخارجية البريطانية وأنه بعث بنسخ منه إلي الاتحاد الأوروبي.

وقال زيدان: إن معد التقرير الطبيب جون كلارك وهو أحد أشهر أساتذة الطب الشرعي في العالم «مستاء جدا» بسبب موقف الخارجية المصرية وأنه - كلارك - مؤلف التقرير، علي استعداد للقدوم لمصر للإدلاء بشهادته حول ما كتبه في تقريره.

وأضاف زيدان: «نتمني أن يقدم معطلو سير العدالة إلي المحاكمة فهذا ما يحدث في بريطانيا.. إللي بيعطل سير العدالة بيتحاكم»، مشيرا إلي أن القنصلية المصرية «صادرت التقرير». وعن مصير التقرير البريطاني، وما سيكون إذا لم يتم اعتماده من قبل المحكمة كإحدي كأحد وثائق القضية، قال زيدان: إنه أجري اتصالا مع فريق المحامين عن خالد سعيد وقالوا: إنهم سيتقدمون بطلب إلي هيئة المحكمة لنظر التقرير.

وقال الدكتور كلارك في تقريره: إن الصور التي أخذت لسعيد بعد وفاته تعطي الانطباع عن أنه تعرض للضرب المبرح، والدليل علي ذلك وجود إصابات وآثار دماء علي وجهه ومنطقة أسفل الرأس والتشوه البالغ في الشفة السفلية. وأضاف: إن هذه الإصابات لا يمكن أبدًا أن تكون لمجرد شخص وقع علي الأرض ثم من عربة، ولكن علي النقيض هي تمثل إصابات لشخص تعرض لمعاملة جافة وقاسية وضربات مبرحة.

ويوضح جون أن الاختناق سبب غير شائع للوفاة وخاصة في حالة هذا الشاب الصغير الذي ثبت أنه لم يكن ثملاً عند وفاته، وهذا ما أكده الشهود علي الجريمة حيث قالوا: إنهم لم يلاحظوا أنه كان يختنق أو يعاني ضيقًا في التنفس وقتها.

وانتقد الطبيب البريطاني ما توصل له إخصائيو البلع المصريون الذين خلصوا إلي أن سبب الوفاة هو الاختناق دون تفسير سبب هذا الاختناق، معتبراً أن ذلك كان مجرد تخمين منهم. وأشار إلي أنه لم يجد أي علامات تشير لحدوث اختناق قبل الوفاة وهذا يشير إلي احتمالية وضع لفافة البانجو بعد أن توفي خالد سعيد ليبدو وكأنه مات مخنوقًا. وأضاف: إن مثل هذه الإصابات التي تعرض لها كفيلة بأن تقتله وهذا يثير الشكوك حول مدي مصداقية تقارير التشريح بعد الوفاة. من جانبها، قالت صحيفة «الجارديان» البريطانية حول محاكمة خالد سعيد أمس: إن محاكمة المتورطين في القضية اجتذبت تعاطف الشعب في مصر خاصة أن فساد مسئولي الشرطة وعدم محاسبتهم هو معلم من معالم الحياة اليومية للمصريين. ونقلت الصحيفة عن هبة مرايف - الباحثة في منظمة هيومان رايتس ووتش الحقوقية - القول: إنه لابد من صدور حكم قوي بالإدانة إذا كانت الأدلة كافية. وأضافت مرايف أن القضية أثبتت أنه من الممكن لرد الفعل الشعبي أن يتجاوز في قوته غريزة السلطات في التستر علي هذه الحوادث».

http://dostor.org/politics/egypt/10/september/25/29943