{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
محمود أمين العالم.. رائد المدرسة الواقعية في النقد الأدبي
هاله غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,810
الانضمام: Jun 2006
مشاركة: #1
محمود أمين العالم.. رائد المدرسة الواقعية في النقد الأدبي
قلم: د. فؤاد المرعي

ليس من قبيل المصادفة أن نختار المفكر الراحل محمود أمين العالم ممثلاً للمدرسة الواقعية في النقد من بين كل الأعلام الكبار الذين رفعوا راية هذه المدرسة عالياً في ساح النقد الأدبي الحديث. لقد بدأ بروز هذه المدرسة النقدية في النصف الثاني من الثلاثينيات، وقام الكاتب الكبير عمر الفاخوري بترسيخ أسسها في الواقع الأدبي العربي، وعززت كتابات رئيف الخوري وشحادة الخوري في الأربعينيات والخمسينيات مكانتها بين المدارس الأدبية.

ولكن تاريخ ميلاد المدرسة النقدية الواقعية الحقيقي يتحدد بظهور كتاب (في الثقافة المصرية) لمحمود أمين العالم وعبد العظيم أنيس، إذ كان هذا الكتاب بالنسبة إلى الأدب العربي في مستهلّ الخمسينيات ما كانه (الديوان) و(الغربال) بالنسبة إلى هذا الأدب في مستهل العشرينيات. كان كتاب العالم وأنيس مراجعة عامة لأدب المرحلة السابقة ودفاعاً عن أدب المرحلة الجديدة الذي رفعت مجموعة من الكتاب والشعراء علم انتصاره منذ مطلع الخمسينيات.
وهكذا ارتبط ميلاد المدرسة النقدية الجديدة باسم الناقد والمفكر محمود أمين العالِم الذي مازال إلى يومنا هذا رائدها الأول في الوطن العربي. لقد تتالت كتابات العالِم النقدية في العقود الثلاثة الماضية مغنية الاتجاه النقدي الواقعي ومطورة هذا الاتجاه تطويراً يتماشى مع تطور الأدب العربي الحديث نفسه، ورابطةً مسيرة أدبنا بتطور الأدب العالمي، غير أننا سنكتفي في هذا البحث بمحاورة أعماله الأولى المؤسِّسة للنقد الواقعي.
ونحن، إذ نقرّ للناقد الكبير الراحل محمود أمين العالم بحق الريادة في تأسيس المدرسة الواقعية في النقد الأدبي العربي، لا نفكر مطلقاً بإهمال دور رفاقه في المهمة النبيلة، مهمة الدفاع عن الأدب الأصيل والارتقاء بدوره ليصبح عنصراً فعالاً في تطوير الحياة نحو الأفضل والأجمل والأسمى. فالتيار الواقعي اليوم يضم أسماء نقادٍ كبار، ولكن حدود الدراسة تلزمنا باختيار نموذج واحد. ومادام الأمر كذلك، فالعدالة، كل العدالة أن يقع اختيارنا على الرائد الحقيقي لهذه المدرسة محمود أمين العالم.
اهتم العالم في بداية حياته بدراسة أشكال التفكير الإنساني المجرد وبدراسة المنطق الشكلي، غير أن هذا الاهتمام ما لبث أن تعانق مع اهتمامه بالتعبير الأدبي ليصوغا معاً (حلماً كبيراً)، على حدّ قوله، هو أن يكتشف، بأداة المنطق الشكلي، أشكال التعبير. فكان هذا مدخله إلى النقد الأدبي. ويصف العالم المجال الجديد الذي دخله بقوله: (وهكذا وجدت نفسي متشابكاً مع عالم مزدحم بالمشاكل، عالم يزخر بالفوضى والتخلف، يواجهني بضرورة الإجابة عن أسئلته الملحّة: ما قوانين حركته؟ ما طريق تغييره وتطويره؟ يواجهني بضرورة اتخاذ موقف من أحداثه. ولم يكن هذا الموقف إلا الحركة والفعل الثوري.
وهكذا، منذ البداية، لم يكن النقد الأدبي في نظر محمود أمين العالم ترفاً ثقافياً أو عملاً نظرياً خالصاً أو بحثاً بلاغياً عقيماً، بل كان جزءاً من الوعي النظري للواقع من خلال الإبداع الفني وممارسة عملية واعية تهدف إلى تغيير هذا الواقع إلى الأفضل والأسمى. والعالم يرى أن المرحلة المعقدة التي (تمرّ بها مجتمعاتنا العربية تدفع جيلنا إلى أن يحمل على عاتقه مسؤوليات متنوعة. والعزاء أنها مسؤوليات تتضافر معاً، لتشقّ طريقاً واحداً متسعاً، للتقدم. والأمل أن نحسن القيام بهذه المسؤوليات وأن نمهد الأرض الطيبة للقادمين من بعدنا..) وسنحاول فيما يلي أن نستخلص آراء العالم النقدية من كتاباته المختلفة المؤسسة للمدرسة الواقعية في النقد.

النقد الأدبي ورسالته:

يعرّف محمود أمين العالم النقد الأدبي بقوله:
(النقد الأدبي في كل مرحلة من مراحل حياتنا الاجتماعية وعي نظري لما يتضمنه التعبير الأدبي من قيم وخصائص في هذه المرحلة، ومع تطور حياتنا الاجتماعية وتطور أشكالها ومعاركها، يتطور الأدب وأشكاله وقيمه، ويتطور كذلك وعينا النظري للأدب. ويحدد وظيفة النقد الأدبي بقوله:
(إذا كان الأدب والفن نقداً للحياة، كشفاً وتنمية لقيمها الجديدة، فإن النقد لا يقف عند حدود التحليل الجمالي والاجتماعي للأدب فحسب، وإنما هو نقد لهذا النقد للحياة، وهو نقد لهذا الكشف ولهذه التنمية للحياة، وهو حكم على القيمة الجمالية والقيمة الاجتماعية للأدب، وهو دعوة متصلة للمزيد من النضج الفني، ومزيد من التمرس بالحياة، والمشاركة في تطوير الحياة وتجديدها، إنه ليس رصداً وليس تسجيلاً، وإنما هو حكم وتقييم ودعوة لا ينفصل فيها الجانب الفني عن الجانب الاجتماعي، عن الجانب الفكري، وهذا هو ما أراه وظيفة للنقد الأدبي، وبهذا لا أقف عند حدود الحكم الجمالي ولا التفسير الاجتماعي، وإنما أواصل السير لتحديد الموقف من الواقع الاجتماعي نفسه. هذه هي المسيرة النقدية المتكاملة، إنها غير منفصلة عن مسيرة الأدب والحياة معاً، في تفاعلهما وترافدهما، تأثير الحياة في الأدب وتأثير الأدب في الحياة، بهذا يكون النقد حكماً جمالياً وحكماً اجتماعياً إنسانياً وموقفاً حيّاً كذلك.
إن للفنان والأديب حريته في أن يعبر عما يشاء، وأن يؤمن بما يشاء، ولكن من واجب الناقد -كما يرى العالم- أن يسأله: ماذا تفعل بحريتك؟ ماذا تقول للناس؟ ماذا تقدم لهم من غذاء للوجدان والضمير؟

يتبع
09-27-2010, 08:37 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
محمود أمين العالم.. رائد المدرسة الواقعية في النقد الأدبي - بواسطة هاله - 09-27-2010, 08:37 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  القربان ..محمود درويش وفرج فوده .. لقاء الكلمة و المعنى . بهجت 1 1,025 07-26-2012, 01:23 PM
آخر رد: بهجت
  الرد الإخونجي على قصيدة محمود درويش thunder75 2 2,735 02-10-2011, 07:00 AM
آخر رد: أندروبوف
  للتاريخ: هذا ما قاله محمود درويش عشية انقلاب حماس الدموي في غزة طلال محمود 1 1,328 01-18-2011, 02:21 PM
آخر رد: الجواهري
  أزمة الضمير الأدبي احمد زكريا 4 1,521 10-31-2010, 06:08 PM
آخر رد: عادل نايف البعيني
  محمود درويش: قصائد غير منشورة العلماني 4 2,697 04-30-2009, 10:46 AM
آخر رد: ليلاء

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS