هذا الفيلم عن التعليم المدرسي أثار الجدل بأمريكا
من حيث تردي مستوى النظام التعليمي مقارنة بدول العالم المتقدمة ومن حيث تردي مستوى الطلاب في تحصيل الرياضيات والعلوم مقارنة بالدول الاخرى ومن حيث تردي مستوى المعلمين وترهلهم ورفضهم من خلال نقابتهم أن يخضعوا لأي معايير تقيم أداء يتم بموجبها إنهاء عقود عملهم والمساس بأمنهم الوظيفي ومن حيث عدم قدرة جزء كبير من الأمريكان تعليم أبنائهم حتى في المدارس الحكومية التي تدفعهم أقساط كبيرة عليهم وتخلي الدولة عن وظيفتها إلى الحد الذي أصبحت فيه فرص التعليم والحصول على المقاعد الدراسية تتم عن طريق اليانصيب لكثير من فئات المجتمع الأمريكي.
سأحاول أن أشاهد الفيلم ومن ثم أعود لاحقا للتعليق على الفيلم وعلى النظام التعليم في دولة فلندا التي حاز طلابها على اعلى مراتب في كل دول العالم بالرياضيات والعلوم
وفقا للفيلم ووفقا للجدول بالرابط أدناه
http://en.wikipedia.org/wiki/Programme_f...Assessment
قبل أن أنهي هذه المداخلة الافتتاحية أود أن أشير إلى أمرين
أولا أحييي السيدة / Michelle Rhee
التي طردت نصف مدراء المدارس في ولايتها لأنها اعتبرتهم مقصرين ولأنها تحمل المعلمين مسؤولية تأخر المستوى التعليمي لطلابهم في الوقت الذي ترفض النقابات تحميل هذه المسؤولية هذه المسؤولية للمعلم
ثانيا أؤكد على ما قلته سابقا من ان الأمن الوظيفي الذي تطالب به النقابات واليساريين للموظفين ووضع القيود على تسريحهم هو أفضل وصفة للترهل في الأداء وهو ما احتج عليه بعض الزملاء
فـي تفسير صعود فنلندا إلى القمة فـي التعليم
الكاتب: حسني عايش
2008/08/05
في أقل من عقدين من الزمان تحولت فنلندا من دولة مهمشة متخلفة أوروبياً تدور في فلك الاتحاد السوفييتي الذي كان يجثم على صدرها بحكم موقعها منه ويعتمد اقتصادها عليه، إلى دولة متقدمة تتربع على قمة التعليم في العالم. وكما تدل عليه اختبارات التقييم الدولي للتلاميذ في العلوم والرياضيات)2006
(PISA: Programme in International Student Assessment، لقد تمكنت فنلندا بالإرادة السياسية الثابتة في التطوير العام وبخاصة في مضمار التعليم والصناعة والتكنولوجيا المتطورة من احتلال القمة، وحصة عالمية كبيرة من سوق الهاتف الخلوي (نوكيا) في وقت قياسي فقد بلغت مبيعاتها في الربع الأول من هذا العام 7,12 بليون يورو و2,13 بليون يورو في الربع الثاني منه. وقد شرحت تجربتها التنموية فــــي كـــتاب عنــــوانه: استراتيجــية البلدان الصــغيرة للتنـــمية (Small Countries Strategies for Developments) وكما ترون فإن الاستثمار في الإبداع والابتكار أبقى وأقوى من (النفط الناضب).
عندما تسأل القادة الفنلنديين كيف صنعتم هذا التقدم السريع والمذهل في هذا الوقت القصير؟ يجيبونك على الفور: بالاستثمار القوي في إعداد المعلمين والمعلمات وتفعيل مهنة التعليم. بانتقاء معلمي ومعلمات المستقبل من بين خريجي الجامعات وخريجاتها وإخضاعهم لبرنامج إعداد يستمر لثلاث سنوات على حساب الدولة، يتعلمون في أثنائه أساليب التعليم وطرائقه والتدرب لمدة سنة كاملة على التعليم في المدارس بإشراف الجامعات *.
ويتم التركيز في البرنامج على تعليم المعلمين والمعلمات كيفية مخاطبة واستنفار القدرات العقلية، وبخاصة التفكير الناقد، والإبداعي وحل المشكلات... عند تلاميذهم وتلميذاتهم. وكذلك كيفية إعداد مناهج متحدية لهم، وأفضل الأساليب والطرق لتقييم أدائهم وبخاصة في مضمار البحوث والاستقصاء.
ولا يقتصر الإعداد على ذلك، بل يضاف إليه تعليمهم وتدريبهم على التعليم حسب طرائق التعلّم بما في ذلك عند ذوي الاحتياجات الخاصة. وهم يرون أنه إذا تمكن المعلمون والمعلمات من تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة فإنهم بعدئذ يستطيعون تعليم كل تلميذ أو تلميذة بنجاح. ونتيجة للتركيز على تعليم معلمي ومعلمات المستقبل وتدريبهم على إجراء البحوث والممارسات التعليمية الإبداعية، يتحول المعلمون والمعلمات إلى مشخصين مفذلكين للتعلم (Sophisticated diagnosticians) . ولا يهمل برنامج الإعداد العمل الجماعي أو الفريقي اللازم لتصميم منهاج كل مادة حسب حاجاتها ومتطلباتها وحاجات التلاميذ والتلميذات ومتطلباتهم في كل صف ومرحلة.
نفهم من ذلك أن واضعي السياسة التربوية في فنلندا يعتبرون الاستثمار في إعداد المعلمين والمعلمات هو العامل الحاسم في تطوير التعليم، وأنه بتوفير المعلمين والمعلمات الجيدين في المدارس يمكن تمتع المدارس بقدر كبير من الاستقلال والقرار فيما تعلم وكيف تعلّم.
لقد قامت فنلنذا بوأد نظامها التربوي المركزي القمعي السابق، وكذلك الأوامر والتعليمات أو الوصفات المركزية للمدارس التي كانت تغطي أكثر من سبعماية صفحة (نحتاج في الأردن إلى وزنها بالكيلوغرامات أو إلى قياس ارتفاعها بالأقدام لثقلها و كثرتها) كما تم دفن نظام التشعيب الذي يوزع التلاميذ والتلميذات حسب نتائج الامتحانات، إلى جانب النظام البائد.
بدلاً من ذلك تم وضع مناهج إجمالية أو رؤوس أقلام إرشادية للمدارس لا تزيد عن عشر صفحات لتعليم الرياضيات ? مثلاً? هدفها إرشاد المعلمين إلى وضع المنهاج المدرسي وإلى تقييمه.
لا يوجد في النظام التربوي الفنلندي الجديد الذي نهضت فنلندا به، امتحانات عامة أو خارجية تصنف التلاميذ والتلميذات والمدارس عمودياً، وتشيع جو الطوارئ أو الإرهاب في البلاد ، لكن يتم قياس الأداء دورياً بالعينة وبخاصة في نهاية الصف الثاني والصف التاسع الأساسيين.
لقد أثبت النظام التربوي الفنلندي الجديد نجاحه، واحتلت فنلندا القمة العالمية في التعليم به. ومع هذا نرى مدعي الإصلاح التربوي في بلاد العرب يركضون نحو أمريكا (ترتيبها واحد وعشرون في العلوم وخمسة وعشرون في الرياضيات في بيزا 2006) التي تغار من فنلندا، ليشتروا الإصلاح منها، على الرغم من قرب فنلندا والدانمارك وغيرهما في أوروبا منهم.
وختاماً أكرر التحية والتقدير للأستاذ الدكتور صلاح جرار لكشفه النقاب عن أحوال الطلاب فذكرنا بهذا الموضوع المهم.
؟ لا يحتاج التعليم العام في الأردن إلى معلمين ومعلمات جامعيين لكل درجاته. يمكن لخريجي دور المعلمين والمعلمات المؤهلة المتوسطة القيام بتعليم أفضل للأطفال حتى الصف السادس الأساسي وأحياناً حتى الصف التاسع الأساسي.
حسني عايش
اقتباس:لا يوجد في النظام التربوي الفنلندي الجديد الذي نهضت فنلندا به، امتحانات عامة أو خارجية تصنف التلاميذ والتلميذات والمدارس عمودياً، وتشيع جو الطوارئ أو الإرهاب في البلاد ، لكن يتم قياس الأداء دورياً بالعينة وبخاصة في نهاية الصف الثاني والصف التاسع الأساسيين.
حسب النظام الفلندي بالتعليم المدرسي
فمن الناحية العملية فهذا يعني أن الإختبار يجرى ليس للتلاميذ بل للمعلم بالدرجة الأولى وهذا يعني أنه يتحمل مسؤولية تدني مستوى طلبته وليس العكس وهو نفس ما تنادي به Michelle Rhee في الفيلم