اعتقد ان الالحاد ليس بصورة دائمة يستند الى فساد الفكر او الاخلاق بل على العكس نجد ان كثير من الملحدين علماء وفلاسفة ومفكرين ومبدعين، ولكننا نتأثر بصورة كفار قريش فى الافلام المصرية عندما نفكر فى الملحدين.

وفى اغلب الظن يأتى الالحاد نتيجة لعدم فهم معنى (الله) بصورة صحيحة - وهنا انا اتكلم من منظورى كمسلم-
فلمعرفة من هو الله يجب ان ادرك اولا من هو الانسان وما له وما عليه حتى ادرك من هو الله.

الله هو اسلوب استمرار الحياة على الارض باقل قدر من الآلم والمعاناة ، والله هو صياغة الالم والمعاناة فى اعادة بناء الحياة.

وعندما نقول ان الله خلقنا ، فهذا معناه وحدة المصير لدى البشر ، والايمان بالله يكون سقفا لرغبات البشر فلا تتجاوزه ، وميزة وجود هذا السقف الذى يحد من رغبات البشر هو أن البشر مختلفين فى الشكل والقوة والصحة والمال ، ومن هنا يكون وجود الله فى حياتهم هو عنصر امان يحميهم من شر هذا الاختلاف عليهم.

فليس المعنى بالايمان بالله هو ان اقول لك انظر كيف خلق الكواكب او السماوات ، ولكن المعنى الاهم هو ان نعرف اننا سواء امام الله فلا تظلمنى ولا اظلمك لأن الله سيقدر على حسابنا.

وهنا يكون الالحاد خطرا على البشر ، ولا يعنينى هنا ان يكون اصحاب الاخلاق الحسنة ملحدين ولكن ما اخشاه هو ان يكون اصحاب الاخلاق السيئة ملحدين ، فمن يحمينى منهم وهم لا يخشون بعثا ولا حسابا.

ففى عبادة الله يكون تسلط البشر على البشر بحق وبشرعة الله ولكن فى حالة الالحاد تكون الشريعة لبشر والقانون لبشر، وليس ما اقوله بعيدا عن الواقع ، فهناك علماء كبار من مخططى الاستراتيجية الدولية يتبنون فكرة ان موارد الارض تكفى 4 مليارات من ضمن 6 مليارات ولذلك هناك 2 مليار انسان يزيدون عن الحاجة ومن الافضل التخلص من وجودهم.

مثل هذه الفكرة يستحيل ان تتطرق لذهن من يؤمن بالله ويؤمن بأن الله هو الرزاق الكريم.

بالاضافة للتأثير النفسى للايمان او عدم الايمان عند تعرض الفرد لأختبارات الحياة المختلفة من فقر ومرض وموت عزيز وفشل وغير ذلك من البلايا ، وهنا اتحدث عن التأثير النفسى لمن يعتقد فى البعث بعد الموت ويؤمن بوجود حياة آخرى وبين من يؤمن بأن له الحياة الدنيا فقط.