عزيزى اوبزيرفر

ما يهمنى فعلا هو ان يكون اعتراضك بوصفك انسان وليس بوصفك العقائدى واحييك لهذا، فما يهمنى ادراكه هو ان لا يكون الاعتراض على تطبيق الشريعة الاسلامية يتعلق بموانع دينية تدخل فى صلب العقيدة المسيحية ، وكل نقاط الخلاف الأخرى من وجهة نظرى هى قابلة للتوفيق والتقارب طالما انها لا تمس العقيدة المسيحية ، فمن اسس ايمانى بالاسلام هو حماية حرية العبادة لدى اهل الكتاب.

اما الديمقراطية ، فنحن نتحدث عنها من جانب واحد فقط وهو الايجابى ونتجاهل باقى جوانب الديمقراطية السلبية التى قد تواجه المجتمع الحر. فالديمقراطية التى تقوم على المساواة والعدل من الممكن تطبيقها فى المجتمع الاسلامى ولكن الديمقراطية التى تقوم على حرية الافراد المطلقة التى يقرها القانون والمجتمع ولكنها تخالف الشرع لن يقبلها لا المسلم ولا المسيحى وقد لا يقبلها العلمانى على نفسه ولكن ميثاقه الذاتى سيمنعه من تقييد حرية الآخرين.

ودائما ما ننسى ان الاتجاهات الفكرية الحديثة هى لازالت موضع اختبار ولم يثبت بعد انها افضل من الأديان، فالمسيحية منذ اكثر من ألفين عام والاسلام منذ اكثر من ألف وأربعمائة عام ولا زالا يكتسبان اتباعا يوما بعد يوم. ولو نظرنا الى مثال حديث مثل تحرر المرآة ، فهل المسيحية او الاسلام ينكران حق المرآة فى التعليم او حقها فى العمل ، وهل ظهور تحرر المرآة فى الغرب وفى أوربا ظهر نتيجة ادراك اهمية المرآة فى الحياة والانتاج أم كان تعويضا عن قلة عدد الرجال فى سوق العمل بسبب الحرب العالمية الاولى والثانية ؟ وخارج الموضوع ومع احترامى للمرآة كأم وزوجة وإبنة وأخت فى الله ولكن لمن يعتبرون المرآة نصف المجتمع (العامل) أتسائل ، ما أهم عمل تجيده المرآة تاريخيا ؟ سنجد أنه الطهى والحياكة ، ومع ذلك ستجد معظم أكثر الاسماء شهرة فى عالم الطهى والموضة هى لرجال وليست لنساء. لذلك فالاديان تنذر المرآة لأهم وظيفة وهى تربية أبناء صالحين للمجتمع وفى نفس الوقت لا تنكر حاجتها للعمل والعلم ولكن تركز اكثر على الاسرة والمنزل لأن هذا المطلوب اساسا اما العمل فهو نسبى لمن ترغب فيه لحاجة مادية او نفسية.

وبصورة اخرى لعيوب المجتمعات الحرة، هل تقبل تطبيق نموذج غربى فى بلدك يوفر لك الديمقراطية وفى نفس الوقت يوفر حريات الافراد فى حياتهم الخاصة كما فى الغرب ، هل تقبل لإبنك او لأخيك ان يكون شاذ جنسيا او متحول ، هل تقبل لأبنتك أو لأختك ان يكون لها صديق يقيم علاقة معها خارج أطار الزواج ؟.

الحريات الخاصة للافراد ليست دائما سببا للابداع والتقدم ، بل ان كثير من المفكرين يرون ان المجتمع الغربى فى طريقه للانهيار بسبب زيادة مساحة الحريات الخاصة للافراد والتى ستؤدى الى تحلل المجتمع ومن ثم انهياره.

الحرية الخاصة للافراد فى المجتمع الغربى من وجهة نظرى هى أسلوب للسيطرة على المجتمع الذى فقد الجانب الروحى ، فكان لابد من المبالغة فى اشباع الجانب المادى حتى يتم السيطرة على الأفراد ، بحيث تضعف الروابط العائلية والاسرية ويصبح الاله الاعظم للمواطن هو دولته ومن وراء دولته يكون مجموعة من عائلات الأعمال هى المسيطرة على هذا المواطن وتسخره لزيادة قوتها وثروتها من خلال سيطرتهم على الحكومات الديمقراطية، ولنا فى الولايات المتحدة خير شاهد على ذلك وكيف يستطيع اللوبى الصهيونى المتحكم فى المال والأعمال اختيار الرؤساء.

ولكننا فى المجتمع الدينى (النموذجى) لا سلطة إلا لله علينا ونقبل ما يقبله الله ونرفض ما يرفضه الله . ولسنا مطالبين بأن يكون المجتمع الاسلامى يركب الجمال ويتداوى ببول الابل ويستاك بالمسواك ويرتدى جلباب قصير ويقوم بالحروب على جيرانه.

واتمنى فى مداخلات اخرى ان اقدم فكرتى بصورة اكثر وضوحا.

وتقبل تحياتى.