(09-27-2010, 06:03 PM)ابن نجد كتب:  انا قصدي ان مقولة بعض الكتاب العرب عن مؤامرة الغرب ضد بلادهم كانت تؤخذ بمأخذ السخرية من بعض المفكرين الليبراليين .

نظرية المؤامرة تؤخذ بسخرية لأن من يطلقها هم كتاب او شيوخ اسلاميون ومن يسخر منهم فهو يسخر من واقع العرب والمسلمين وليس من النظرية نفسها لأنه لم يفكر فيها كما تستحق التفكير.

فنظرية المؤامرة من واقع الاسلام ورؤية الاسلام قائمة ، فالعداء مع اليهود امر ثابت فى عقيدة المسلمين ، ولا ينتظر احد ان يكون قبول اليهود للامر كأنه تراهات وتخاريف مسلمين لن تهمهم فى شئ وسيلقونها وراء ظهورهم ، فهم ليسوا كذلك بل هم قوم خبيرون بالبشر وبالدينا ويجيدون دراسة التاريخ بل ويزيفونه. والوضع الحالى به سيطرة كبيرة لليهود على اعظم قوة فى العالم واتفاقهم فى المصلحة بما يحقق نبؤة القرآن. وقد يصيغ الله الامور ليتحقق قوله فى صورة قيام كيان محتل يهودى له طموح فى التوسع وطموح اكثر فى القضاء على اى مقاومة لرغبته التوسعية ولتحقيق مصلحة مشتركة مع الكيان الاكبر المتمثل فى الامبراطورية الامريكية.

ونظرية المؤامرة من منظور سياسى قائمة ايضا ، فكل قوة تظهر تهتم بالقضاء على أى قوة محتملة الظهور ويهمها ان تحقق رفاهية شعبها على حساب غيره من الشعوب ولهذا فالمؤامرة قائمة على العرب وعلى المسلمين وعلى العالم الثالث كتطور طبيعى للقوى العظمى والامبراطوريات ، فلم يعرف التاريخ أى أمبراطورية مدت يدها لدولة أخرى حتى تصير امبراطورية مثلها، فلا بد من ازاحة اى قوة اخرى من طريق منافستها ، وإن كان الاستعمار العسكرى قد انتهى ، فالقوى العظمى يهمها وجود مستهلكين لانتاجها وموردين للمواد الخام وتابعين لها وعمق استراتيجى لحدودها.