(10-01-2010, 04:56 AM)ابو القيرواني كتب: السوال الاول
لما يحتاج كلام الله الى تفسير
فالتفسير ان كان تعريفا للقارىء بمعاني الكلمات فالامر واضح فالغة العربية كغيرها من اللغات تتغير مع الزمن وما كان مفهوما بيسر في الماضي يمكن ان لا يكون كذلك بعد زمن
ولو انزل الله كلاما بسيطا يستوي في فهمه المتعلم والجاهل والباذل لوقته في سبل التعلم والمتكاسل عنه لكان ظلما للمتعلم
ومن سنن الله تعالى انه لا يستوي عنده الذين يعلمون والذين لا يعلمون
ومن صفاته انه الرافع
فالله يرفع بالقران اقواما
اما بخصوص ان القران كلام الله بذاته
فالله تعالى ازلي و كلامه ازلي
وقد كلم موسى تكليما
والله تعالى منزه عن الزمان والمكان
وموسى عليه السلام ليس منزها عن الزمان و المكان
والكلام اما ان يكون وحيا او يكون بانتقال ذبذبات الهواء
والكلام هو تعبير عن معلومة يجعلها اللسان ذبذبات هوائية تلتقطها الاذن فتحولها الى سيالة عصبية تذهب الى مركز الاسقاط السمعي و مركز الادراك
فلو ان السيالة العصيبة وجدت مباشرة في مركزالسمع لسمع الانسان كلاما ولو كان في الفضاء الخراجي
والكلام ليس عبارة عن مجرد ظواهر صوتية كان نقول قطشفغ فهذا لا معنى له و لا يقال لمثل هذا انه كلام
ولكن الكلام هو تركيب هذه الظاهر الصوتية بنظام معين يفهمه المتلقى لهذه الظواهر الصوتية
وبالتالي فاستعمال الله تعالى لظواهر صوتية مخلوقة لا ينفي انه متكلم او ان كلامه غير مخلوق
فانت لو حدثت نفسك وحاورتها فستقول كلام دون ان يخرج منك صوت
ثم تكتب كلامك على ورق او تلقيه شفاهية
فان كان على ورق انتقل الى المتلقي عبر الاشارات الضوئية بحاسة الابصار ويكمنه ان يحدث به نفسه و يقول هذا كلام فلان
وان قلته مشافهة انتقل الى المتلقي بحاسة السمع
والانسان يفكر بلغته الام
فانت مثلا تفكر بالعربية ولكن ان كان المخاطب فرنسيا حدثته بالفرنسية ان كنت تعلمها
وهذا لا يعني ان لغتك هي الفرنسية فانت لغتك العربية وتكلمت بها في نفسك ثم تكلمت مع المتلقي بما يفهم
وهذا لا يعني ايضا ان كلامك حدث حين كلمت الرجل بالفرنسية فيمكن ان تكون تكلمت بهذا منذ زمن ثم لما قابلت الرجل كلمته فيتذكر كلامك و يحدث به نفسه بالفرنسية التي هي ليست لغتك و لكنك تكلمت بها
ولله المثل الاعلى
فالله تعالى تكلم بالقران منذ الازل وهذا لا يعني ان الغة العربية هي لغة الله تعالى ولكنه يعلم ان العرب الذين قدر ازلا انه سيخاطبهم سيتحدثون هذه اللغة
القرآن للبشر المتعلمين جميعا وليست الحجة في ان البعض يعلم والبعض لا يعلم
فهو إما للكل أو ليس للكل
فهل القرآن انزل من أجل كل البشر أم من أجل بعضهم
فهل الرياضيات هي من أجل كل البشر أو أن البشر كلهم يفهمونها
وكذلك هل القرآن يفهمه كل البشر أم بعضهم
والقرآن إن لم يكن يفهمه كل البشر فهو ليس لكل البشر
وكيف يستقيم ان القرآن ( ميسر للذكر ) وأنتم تقولون بأنه يحتاج لناس أفهم من ناس لكي يشرحوا للذين أقل منهم فهما أو علما معاني القرآن ومن ثم من هو صاحب الفهم الصحيح
وأي تفسير هو التفسير الصحيح
فلو قبلنا شرط أن القرآن يحتاج للتفسير من أجل بعض الذين لا يفهمون القرآن من دون فحينها يجب أن نتفق على التفسير الصحيح للقرآن فهناك العشرات من التفسيرات والتأويلات فبأيها نأخذ ؟
ولذلك حجتكم في أن القرآن واضح وميسر للذكر فهي باطلة لأنه لو كان كذلك لما احتاج لتفسير
وحجتكم أن العذر في افهام بعض البشر وليس في القرآن فهذه أيضا باطلة فوجود أكثر من تفسير يؤكد على أن البشر لم يتفقوا على فهم واحد للقرآن ولا يوجد فهم بحجة على فهم آخر ولذلك تسقط حجتكم في مسألة الفهم أو العلم ما دام فهم العلماء وعلمهم يختلف وهنا نجد ان النقطة هي ضد القرآن فلو كان القرآن واضحا لما اختلف البشر في تفسيره وتأويله وخاصة العلماء منهم .
وأما مسألة اللغة فبعيدا عن كل ما قيل من ذبذبات وغيره فهذا غير مهم في الموضوع
الموضوع أو السؤال:
هل القرآن أو الكلام المكتوب في القرآن هو كلام الله ذاته؟
الجواب هو طبعا لا والدليل هو:
ليس للإله لغة ( لا بذبذبات ولا من دونه )
إن كان لله لغة فهي مخلوقة
الحروف مخلوقة والله لا يتكلم بحروف
وكلام الله غير كلام البشر ( ليس كمثله شيء )
فبالتالي القول أن القرآن هو كلام الله ( بعينه وهو ذاته كلام الله ) كلام غير صحيح مطلقا كما ذكرنا سابقا.