{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 1 صوت - 1 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
قضية التحكيم بين (علي ومعاوية) رضي الله عنهما
لواء الدعوة غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 946
الانضمام: Jul 2010
مشاركة: #36
الرد على: قضية التحكيم بين (علي ومعاوية) رضي الله عنهما
السلام عليكم ورحمة الله
السلام روحي تحية طيبة

كلامي ليس كما تصورت ، فنحن قد بنينا موقفنا من الفتنة ، وقلنا رأينا بوضوح تام ، وحددنا من المخطئ ومن صاحب الحق ، ومن الطائفة الحقة والطائفة الباغية وهذا موجود وموقف في كتبنا صراحة وبدون أي لبس ، ولكن أهل السنة والجماعة يتعمدون عدم فتح القضية من جديد وعدم نكأها مرة أخرى ، لأننا لا ننظر للماضي بهذه النظرة التي تنظرون أنتم لها ، بل نركز على الواقع والمستقبل وإرث النبي صلى الله عليه وسلم أولاً وعمل الصحابة ثانياً .

طلحة والزبير وعائشة بلا شك أخطأوا في خروجهم على علي ، وكذلك معاوية أخطأ في قتاله لعلي بن أبي طالب وهذا واضح ، ولكن القضية ليست هكذا ، القضية أن الفتنة في تلك الفترة لم يكن من السهولة بمكان معرفة الطرف الأحق من الطرف المخطئ ، ولذلك وجدت الكثير من خيرة الصحابة يعتزلونها وقد مدح علي إعتزالهم ، فضلاً على أن طلحة والزبير مدحهما علي وبرأ نيتهما من الخروج ، وقال عن الزبير قاتل إبن صفية في النار قاتل ابن صفية في النار ، وهذا يعني أن موقف الصحابة من الفتنة يختلف عن موقفكم تماماً .

أما حكم أبو بكر فأنت مخطئ جداً ، فالجميع أجمع على أبو بكر خليفة للمسلمين ، وهو وعمر نالا الإجماع تقريباً ، وما خلاف علي وقلة من الصحابة إلا خلاف سياسي فقط ، وهذا أمر طبيعي جداً ، ففي أي مجتمع لا يوجد إجماع كامل ، حتى داخل الحركات التنظيمية نفسها لا يوجد إجماع كامل على شخصية القائد ، مثلاً حسن نصر الله لا يمكن أن يحوز على رضى وموافقة كل قيادات مجلس شورى الحزب ، وكذلك أبو بكر وعمر فمن الطبيعي أن يكون هناك مؤيد ويكون هناك من يرى نفسه أحق بالخلافة وهناك من يطمع لها ، ولكن الإجماع حصل على أبو بكر في النهاية والطريقة التي تم اختيار فيها أبو بكر وعمر وعثمان ليست هي الطريقة التي جائت بمعاوية للحكم بل هي التي جائت بعلي بن أبي طالب للحكم ، ولذلك تجد في نهج البلاغة أن علي عندما خاطب معاوية وشيعته ليثبت صحة خلافته قائلاً " إنما بايعني القوم الذين بايعوا أبو بكر وعمر " وهذا يعني بأن الخليفتين حصلوا على إجماع الصحابة أولاً وأن طريقة إختيارهما كانت صحيحة وجيدة ثانياً ولذلك يتحجج علي ليثبت صحة خلافته بطريقة اختيارهما .

فأبو بكر وعمر وعثمان كانوا خلفاء لكل المسلمين ، لأنه لم يكن هناك لا مذهب شيعي ولا مذهب سني ، وهذا ما قاله حسن الأمين في مناظرة له على قناة المستقلة وهو مرجع شيعي معتبر ، بأن أبو بكر لم يكن مالكيا وعمر لم يكن سنياً وعلي لم يكن شيعياً بل كانوا مسلمين ، وما نراه الآن هو تمذهب بعيد عن الإسلام والهوية الإسلامية ، وهذا ما قاله به المفكر الشيعي الإيراني " علي شريعتي " بعدما ألف كتاباً يتحدث فيه عن علاقة الود بين عمر وعلي رضي الله عنهما _ فتم إغتياله في لندن _ وكذلك أتبعه المفكر الشيعي حسن العلوي بكتابه الرائع " عمر بن الخطاب رؤية علوية معاصرة " ، بالإضافة لكثير من المفكرين الشيعة الذين تعمدوا البحث الدقيق وخرجوا بنتيجة كما هي نتيجة شريعتي والعلوي مثل المفكر موسى الموسوي الذي ألف كتاباً بعنوان " الشيعة والتصحيح " ثم أتبعه بكتاب " يا شيعة العالم استيقظوا " فنالته السهام الكثيرة .

أضف لذلك أنه لا يوجد هناك شيء إسمه إمامة بالنص ، أو تكليف إلهي لبعض البشر ليقودوا الناس بعد النبي ويعطيهم العصمة الكاملة ، فهذا المبدأ يلغي العقل ويلغي حرية الإنسان في إختيار من يراه مناسباً للحكم ويلغي حرية النقد " فمن سيتجرأ على نقد إمام معصوم ؟ " ويؤدي للتكفير الصريح ، فمن ينتقد هذا المعصوم ينتقد الله عزوجل وبذلك يخرج عن الملة ، عدا عن كون الشيعة يقولون بأن الأئمة أعلى من مكانة الأنبياء وهذا بهتان وتقديس وصل بكم لحد الخرافة
، وهذا المبدأ لا يختلف عن مبدأ التوريث عند الأمويين ولا يختلف عن مبدأ السلطة الدينية التي كانت سائدة في العصور الوسطى في أوروبا .

فطريقة إختيار أبو بكر وعمر طريقة بشرية كانت الأنسب في تلك الفترة ، وهي الطريقة الأنسب للفطرة والحس الإنساني ، بعيداً عن التقديس والمغالاة .

نعود للثقافة ، فيا صديقي هذا أمر لا دخل له بموروث أهل السنة ولا ما يحزنون ، بل هو يدخل في حالة المجتمع الإسلامي بشكل عام من تخلف وضياع وبعد هن الذات والهوية الإسلامية ، فموروث أهل السنة والجماعة هو موروث ضخم جداً من العزة والجهاد وقهر الإمبراطوريات وتمريغ أنفها في التراب ومواجهة الأخطار التي هددت العالم الإسلامي والإنساني بشكل عام ، فمن قهر الروم هم أهل السنة ومن قهر البيزنطيين هم أهل السنة ، ومن قهر البربر هم أهل السنة ومن قهر الصليبيين هم أهل السنة ، ومن إنتصر في أشهر المعارك التاريخية في التاريخ الإسلامي هم أهل السنة ، فضلاً عن التاريخ الجهادي الحديث في الشيشان والهند وأفغانستان وكشمير ولبنان وفلسطين والبوسنة والهرسك هم تاريخ سني .

على العكس تماماً نجد ثقافة الخنوع والهزيمة موجودة في المذهب الشيعي تحت مبدأ التقية ، بعكس الأمر عند أهل السنة فنحن نرى الأولى الأخذ بالعزيمة وعدم المداراة والمهادنة ولين الكلام مع الظالم ، أما أنتم فعندما قلنا لكم لماذا لم يعارض علي أبو بكر وعمر قلتم لنا تقية ، ولماذا لم يعارض زواج ابنته من عمر قلتم لنا تقية ، ولماذا لم يجمع علي المصحف الصحيح قلتم لنا تقية .
لاحظ الفرق في النظرة السنية لأبو بكر عندما قاتل أغلب العرب عندما ارتدت عن دينها وقال " والله لو منعوني عقال بعير كان يعطونه لرسول الله لقاتلتهم عليه " وبين النظرة الشيعية لعلي الممتلئة بالذلة ، فعلي يرضى بكسر ضلع فاطمة ولا يفعل شيئاً ويرضى بخلافة شخصين ظالمين ولا يفعل شيئاً ويرضى بزواج ابنته من عمر ولا يفعل شيئاً ، كل هذه الأمور وتقول بان الموروث السني ؟
فأغلب العلماء الذين تنقمون عليهم " بن تيمية وابن القيم والبخاري وأحمد بن حنبل والشافعي وأبو حنيفة " كل هؤلاء عانوا أشد المعاناة من خلفائهم ، وجلدوا وتناثرت لحومهم من شدة الجلد وهم لا يتزعزعون عن مبدأهم وماتوا إما في السجون أو في المنافي .

فالعبرة ليست بالموروث ، بل بمدى تطبيق الأمة لهذا الموروث ، هل حقاً الأمة وفية له ؟ تطبقه وتحترمه ؟ أم أنها تبتعد عنه ؟

وما تراه من قوة للشيعة ليس بسبب موروثهم ، بل بسبب وجود بعد معنوي ودولة قوية تمثلهم جيداً وهي إيران ، ولذلك لك أن تسأل عن الشيعة في لبنان قبل الثورة الإيرانية وقبل أن تدربهم منظمة التحرير ، حيث كانوا يعملون خدماً عند المارونيين وغيرهم ، وكذلك الحال عند شيعة إيران في عهد الشاه ، ومن ضعف وجبن وخور في عهد صدام قبل الثورة الإيرانية وكذلك حال معظم الأقليات الشيعية في العالم الإسلامي .
ولو وجدت دولة قوية سنية إسلامية مثل إيران ، حينها لن تجد الوضع كما هو عليه الآن ، لأن أهل السنة سيجدون الدولة التي تمثلهم حقاً ، عدا عن ذلك فالأمر سيكون صعباً ومعقداً .

أما عن الحالات التي ذكرتها ، فهل يعقل أن تنسب الأنظمة العربية لأهل السنة ؟ هذا خطأ لا يجب أن تقع فيه ، فهذه الأنظمة ليست مسلمة أصلاً حتى تنسبها لمذهب من المذاهب الإسلامية ، فضلاً عن تحكم بعض الأحداث الجارية في تشكيل الوعي السني كما هو في لبنان .

فالقضية ليست وقوف مع العمالة ، ولكن التجربة العراقية والدور المخزي الذي لعبه الشيعة هناك والجرائم المهولة والحرق بالأفران والثقب بالدريلات عدا عن القمع التي تمارسه إيران ضد أهل السنة في بلدها والإحتقان الطائفي الموجود الآن هو من جعل أهل السنة يتخوفون من حزب الله ليس لأنه طرف مقاوم بل لمذهبه الذي ينتمي إليه ، وما رآه أهل السنة أثناء 7 أيار عندما هاجم شباب حزب الله الأحياء السنية التي لا ناقة لها ولا جمل وسبوا عائشة وأبو بكر وتوعدوا أهل السنة بحرب شرسة كان له الدور في الإصطفاف السني خلف بعض البيادق الأمريكية .
فلا تنسى أن أهل السنة كانوا عنوان المقاومة في لبنان ضد إسرائيل عندما كانت المنظمة " التي علمت الشيعة إستخدام السلاح " وفي عهد قوات الفجر .
علماَ بأني أقف مع حزب الله في حسمه كمبدأ عام وأختلف معه في بعض التصرفات التي قام بها بعض المنتمين اليه أثناء هذا الحسم .

إذاً المشكلة التي يعاني منها أهل السنة هي :
1- عدم وجود القيادة وغياب القائد " الكاريزماتي " لقيادة الأمة .
2- غياب القدوة الصحيحة والدولة النموذجية التي تمثل أهل السنة ، كما هو حال إيران بالنسبة للشيعة .
3- البعد عن الإرث والموروث التاريخي .
4- البعد عن الدين الإسلامي ومبادئه الأصلية وخطوطه العريضة .
5- فضلاً عن المؤامرات التي تحاك ضد الجماعات الإسلامية في البلدان التي تكون فيها مثل جماعة الإخوان في مصر ، وملاحقة الإسلاميين في اليمن وعدم السماح في وجود أحزاب إخوانية وغير اخوانية في السعودية والتضييق عليهم في الأردن ، ومحاولة وأد تجربتهم في فلسطين .
6- مرحلة الفتور التي وصل لها المجتمع الإسلامي بعد المعاناة التي تكبدها نتيجة الثورات والإرهاق الفكري الذي أصاب المجتمع مثل الجزائر وما عانته بسبب الحرب الأهلية وما يحصل في الصومال وأفغانستان والشيشان .

وأعتذر عن الإطالة ... وتحياتي .

ولي عودة للرد على أخي أبو خليل .
10-01-2010, 05:34 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
الرد على: قضية التحكيم بين (علي ومعاوية) رضي الله عنهما - بواسطة لواء الدعوة - 10-01-2010, 05:34 PM

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS