RE: قضية التحكيم بين (علي ومعاوية) رضي الله عنهما
الاخ لواء الدعوة :
تفضلت بالقول :
...............
أما حكم أبو بكر فأنت مخطئ جداً ، فالجميع أجمع على أبو بكر خليفة للمسلمين ، وهو وعمر نالا الإجماع تقريباً ، وما خلاف علي وقلة من الصحابة إلا خلاف سياسي فقط ، وهذا أمر طبيعي جداً ، ففي أي مجتمع لا يوجد إجماع كامل ، حتى داخل الحركات التنظيمية نفسها لا يوجد إجماع كامل على شخصية القائد ، مثلاً حسن نصر الله لا يمكن أن يحوز على رضى وموافقة كل قيادات مجلس شورى الحزب ، وكذلك أبو بكر وعمر فمن الطبيعي أن يكون هناك مؤيد ويكون هناك من يرى نفسه أحق بالخلافة وهناك من يطمع لها ، ولكن الإجماع حصل على أبو بكر في النهاية والطريقة التي تم اختيار فيها أبو بكر وعمر وعثمان ليست هي الطريقة التي جائت بمعاوية للحكم بل هي التي جائت بعلي بن أبي طالب للحكم ، ولذلك تجد في نهج البلاغة أن علي عندما خاطب معاوية وشيعته ليثبت صحة خلافته قائلاً " إنما بايعني القوم الذين بايعوا أبو بكر وعمر " وهذا يعني بأن الخليفتين حصلوا على إجماع الصحابة أولاً وأن طريقة إختيارهما كانت صحيحة وجيدة ثانياً ولذلك يتحجج علي ليثبت صحة خلافته بطريقة اختيارهما .
...............
الجواب:
هذه مغالطة كبيرة و تشويه لحقائق تاريخية مع احترامى لوجهى نظرك
ان قتل عثمان بن عفان فى ثورة شعبية عارمة هو ما اتى بالامام على عليه السلام الى الحكم فى اجماع لم يحصل لاى من الخلفاء , و لو ان عثمان لم يقتل لتولى معاوية الخلافة دون اى شوشرة و لاعتبره اخواننا السنة اليوم الخليفة الراشد الرابع , و لكن مقتل عثمان قلب الطاولة و اسقط المخطط الاموى المرسوم منذ عشرات السنين للوصول الى الحكم عن طريق دعم ابى بكر و عمر فى الوصول الى الحكم لتصل بعد ذلك الى بنى امية .
و اما عبارة الامام على عليه السلام : إنما بايعني القوم الذين بايعوا أبو بكر وعمر .
فهى لم تكن موجهة الى شيعته و لا الى المسلمين بل هى فى نص رسالة الاحتجاج على معاوية و انصاره , اذ ان الامام يقيم عليهم الحجة باعتباراتهم و مبادئهم التى الزموا بها انفسهم , فهم الزموا انفسهم بان من تتم مبايعته فى المدينة من الصحابة فلا تجوز مبايعة غيره و على المسلمين فى كل بقاع الدولة ان تتابعهم بالمبايعة , فاحتج عليهم بمبدئهم هذا الذى برروا فيه شرعية خلافة ابى بكر و عمر و عثمان , فيثبت لهم ان شرعيته تحققت فى قانونهم و ما الزموا به انفسهم , فلم يعد لهم اى حق فى عدم المبايعة و الخضوع للخليفة , و لكن هذا لا يعنى انه يعتقد بذلك المبدء , فالامام عندما اجتمع عليه الصحابة و اختاروه خليفة بعد مقتل عثمان اذ اصبحت الخلافة منصب خطير لا يتجرء اى شخص فى المدينة ان يتقدم اليه بعد مقتل اخر خليفتين , فان الامام عليه السلام اعلن رفضه لهذا المنصب و لم يقبل بالسلطة و الخلافة الا عندما اعترف و شهد العشرات من الصحابة انهم سمعوا الرسول الاعظم يقول فى غدير خم :
من كنت مولاه فعلى مولاه .
فقبل بالخلافة , مما يعنى انه لم يقبل ان ينصبه الصحابة باجماعهم و مشورتهم بل قبل بالخلافة كمنصب دينى نصبه اياه الرسول الاعظم , و الا فلن يقبل منصب الخلافة الذى يصنعه البشر بمشاوراتهم او ثوراتهم او باى طريق اخر .
ابو بكر لم يحصل على اجماع الصحابة
فالهاشميون كانوا رافضين لخلافة ابى بكر , و كذلك سعد بن عبادة سيد الانصار , و كذلك طلحة و الزبير و غيرهم من كبار الصحابة الذين رفضوا خلافة ابى بكر .
كذلك الذين تعتبرونهم من المرتدين و تسمونهم مانعى الزكاة , فانهم فى واقع الامر لم يمنعوا الزكاة بل انهم لم يعترفوا بابى بكر خليفة للمسلمين فهم يعلمون ان النبى الاعظم نصب الامام على خليفة على المسلمين و حصل له على البيعة فى غدير خم , فرفضوا دفع الزكاة الا الى الامام على عليه السلام فقاتلهم ابو بكر ظلما و طغيانا دون الاستناد الى اى مصدر شرعى , فالرسول الاعظم لم يقتل اى انسان منع الزكاة و لم يدفعها , و لذلك احتج عمر فى البداية و تراجع عن احتجاجه عندما راى اصرار ابى بكر على قتالهم لاجبارهم فى الواقع على الاعتراف بشرعيته .
يعنى لم يكن هناك اى اجماع على خلافة ابى بكر , نعم رضيت بخلافته القبائل القوية التى كرهت خلافة الامام على عليه السلام الذى قتل سادتها و خيرة رجالها فحقدت عليه و انتظرت اليوم الذى تستطيع فيه الانتقام من الامام على و ابنائه و بنى هاشم لانهم فى الحقيقة لم يؤمنوا بل اسلموا اذ قال تعالى :
قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
و قال تعالى :
وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ
و قال تعالى :
الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ , وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ.
اما بالنسبة لعمر بن الخطاب :
فقد تسلم الخلافة من ابى بكر , فاى اجماع هنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
المشكلة ان الخلفاء الثلاثة تم تعيينهم بثلاثة طرق مختلفة اذ ان عثمان تم اختياره من عمر مع مجموعة من ستة اشخاص فرض عليهم عمر ان يختاروا خليفة منهم .
فاى هذه الطرق الثلاثة التى شرعها الله سبحانه و تعالى لاختيار الخليفة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لو ان خلافة ابى بكر و عمر و عثمان تمت بنفس الاسلوب , فربما نستطيع الاعتقاد انها طريقة امرهم بها الله و رسوله , اما اختلاف الاسلوب فى اختيار الخلافة ثلاث مرات يعنى ان الامر حسب الهوى و لا يمت الى دين الله باى علاقة .
و حضرتك اعترفت :
................
فطريقة إختيار أبو بكر وعمر طريقة بشرية كانت الأنسب في تلك الفترة ، وهي الطريقة الأنسب للفطرة والحس الإنساني ، بعيداً عن التقديس والمغالاة .
..............
فسبحان الله , الدين تدخل فى كل دقائق حياة المسلم , حتى انه نص على طريقة دخول الخلاء و الخروج منه , و تدخل فى طريقة الجماع و الشرب و الاكل و الركوب و النزول عن الدابة و طول اللحية و طول الثوب , و لكنه لم يبين للمسلمين اهم قضية ستواجههم و هى قضية الخلافة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هذا ما تعتقدونه اخى الكريم
بينما الشيعة تعتقد ان الاسلام حدد بالاسم و العدد من هم خلفاء الله و رسوله فى الارض كى يهتدى بهديهم الناس و لا يضلوا و ينحرفوا وراء المنافقين المدعين
قال تعالى :
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا.
اللهم صل على محمد و ال محمد
لا فتى الا على و لا سيف الا ذو الفقار
|