فى البداية لى بعض الملاحظات الشكلية. بالنسبة للغة والمفردات التى أستخدمها صاحب موضوع التعبير هذا; لفظ الرافضة الذى أستخدمه الكاتب أكثر من مرة بيشى بإنتماءه الطائفى وبينزع عنه صفة الحيادية والموضوعية جملة وتفصيلا. إذا أراد الإنسان أن يأخذ الأخرين مايكتبه على محمل الجد فأضعف الإيمان أن يستخدم لغة أكاديمية محايدة ويبتعد عن غوغائية خطباء المساجد. هناك أيضا قدر لابأس به من الهوس بالتكفير والإعتماد على دهاقنته كالغزالى والقرضاوى والإستشهاد برأيهم وهم عبارة عن جوز بهايم من النوع المعلوف جيدا وأيضا ملامح من نظرية المؤامرة عندما أشار إلى الطفولة الكنسية وحشر منظمات وهيئات مسيحية فى المسألة- بالمناسبة فى نفس الفقرات المقتبسة من أركون أشار إلى المزاعم التقليدية للمسيحية والإسلام فأين ذهبت الطفولة الكنسية?

أول شئ تذكرته وأنا أقرأ موضوع التعبير هذا هو كتاب أباطيل وأسمار لأحمد شاكر وكتاب من نفس العينة عن طه حسين لمهووس دينى يدعى أنور الجندى وتكاد تتكرر نفس الإتهامات حرفيا فى هذا الموضوع.

بالنسبة للمحتوى فهى نفس الجرعة من الغوغائية تحاول أن ترتدى مسوح النقد الأكاديمى لكن هيهات هيهات. سبب علو نجم المستشرقين الحقيقى هو إنعدام الدراسات النقدية الجادة للإسلام من جانب المسلمين وكل مايعرفوه هو تدبيج موضوعات تعبير ساذجة ومملة لاتستحق الإلتفات إليها وأتذكر بتلك المناسبة أنى وجهت نقدا لسيد القمنى عندما ذكر فى أحد حواراته التلفزيونية أنه لم يقرأ لمستشرقين لأنه خارج دائرة المستشرقين لاتوجد أى دراسات نقدية جادة للإسلام والمحاولات الإسلامية المتواضعة فى هذا الشأن تم قمعها فى المهد كحالة نصر حامد أبو زيد.
الكاتب - وكعادة من هم مثله- متخيل أن القرآن لايجوز الإقتراب منه بأى شئ غير التبجيل والتعظيم وعقلية كهذه بالتأكيد ستكون تعبيرات أركون ومفرداته صادمة والأفضل لمن هم فى حالته أن يبتعد عن أركون ويركز مع كهيعص.