لا لا أرى أنه نازي البتة...

لكن تعليقي كان على كلام طريف، لأن الشريعة الإسلامية أشياء كثيرة لا تصلح إلا أن تأتي معا... فأين رأى الشريعة قائمة حتى نعلم...

أما ما استعرضتموه على أنه عورة، فهو من باب المعارك الأيدولوجية التي لا أهتم بها كثيرا عادة...

لا أهتم بها، لأنه لن يفسد الشجرة دود يأخذ ببعض ثمرها، يفسدها دود يأخذ بأصلها.. وكان جل تركيز المخالفين على الثمر، وقلما أجد من يتطرق لأصلنا الثابت، بما يجعلني سعيدا محبورا..

فالحمد لله الذي رد أمركم إلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى، وجعلكم تنأون عجزا أو غير عجز عن إثبات واجب الوجود لذاته، واستحالة إدراك ذاته من قبل الإنسان، وإمكان ادراك وجوده، وحتمية الرسالة والرسول، وأن الأفعال لا يمكن تحسينها وتقبيحها من قبل العقل البشري، وأن القرآن متنزل من عند الله لأسباب ذاتية في القرآن نفسه، وأن محمدا رسول الله للناس كافة.

هذا البناء الهرمي السلمي، قلما أجد من يناظره، اللهم إلا الزميل العزيز الحاضر الغائب أنكي، الذي تناول بجدية مسألة واجب الوجود ووجوده لذاته، وسعى أن يثبت أن الكون هو واجب الوجود، والكون الفيزيائي هو ما ندركه منه، وهي نظرية قديمة جميل أن نراها تطرح بأسلوب جديد من الزميل العزيز..

أما ما هو إنساني وما هو نازي، وما هو صواب وما هو خطأ، وما هو مقبول وما هو مرفوض، كل هذه أمور نسبية تخضع لتقلبات أهواء الإنسان، وما نراه اليوم ممجوجا مرفوضا قد يصبح هو هو المطلوب والمحبوب من قبل الناس بعد مائة سنة.

كانت النظرة العامة في أوربا قبل الحرب العالمية الثانية بتراتبية الأعراق وعلو بعضها ونزول بعض، وكتبت في ذلك الرسائل العلمية ودبجت المحاضرات، وماذاك إلا لأن الرأي العام كان يؤيدها، لا لأنها صواب ولا لأنها خطأ بل لميل مشاعر الناس نحوها، واليوم انقلب الحال أيضا لتقلب مشاعر الناس، ولا نعلم أين تذهب مشاعر الناس بعد مائة سنة.

لن أحبر شيئا في موضوع أصول الفقه في الشريعة، وكيفية تولد الحكم، ولماذا ولد بعض الفقهاء هذا الحكم، وكيف نفرق بين الجزء البشري من الشريعة والجزء الإلهي منها، ومتى يكون مخالفة الشريعة عصيان لله أو اجتهاد آخر مقبول عند الله، لن أحبر شيئا في ذلك لأني لا أرى أن هناك من سيهتم بالاستفادة، المطلوب هو قطع شجرة الإسلام عن طريق جذ ثمارها حتى يقوم أهلها عليها فيقطعونها، لذا أي كلام في الثمار لن يفيد أعزائي الكرام...

من جهل شيئا عاداه، ودمتم بخير!!!