أخ أبو القيرواني
بداية الله يسامحك عن مسألة الفهم من عدمه
ثانيا الآية التي ذكرتها ومتمسك بها حضرتك عن أن داوود لم يخطأ إلا في مسألة أوريا الحتي فهي لا تثبت شيئا لأنه ببساطة لم يكن هناك من تشريع صريح يبيح أو يمنع هذا التعدد وقد جاء هذا التشريع في العهد الجديد لاحقا وبشكل واضح فالأصل هو شريعة الزوجة الواحدة فالله خلق حواء واحدة في الأساس من أجل آدم ولم يخلق له أربعة أو خمسة ...
وقد ترددت كثيرا قبل أن أكتب التالي حتى لا أدخل الموضوع في دائرة التشتيت لكني أرى ذلك ضروريا لتوضيح المعنى :
الخمر بقي مباحا في الإسلام حتى جاء الأمر بتحريمه حتى أن في القرآن آية تستحسنه
ومن ثمرات النخيل والاعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا سوره النحل67
وهذه الآيه تعد إباحة للخمر واستحسان له ثم بعد عشرين سنة منها غير الله رأيه وقرر أن الخمر والسكر رجس من الشيطان فأمركم بإجتنابه
فهل إستحسان الله للخمر هو إباحة له ...؟! الإجابة نعم
أما التعدد فلم ينزل به حتى تشريع يمنعه أو يسمح به لكن هذا أيضا لا ينفي أن الفطرة التي وجدت بها البشرية هي شريعة الزوجة الواحدة والتي أقرها المسيح لأنه جاء ليكمل ما هو ناقص في الشريعة ويصحح ما كان خاطئا

أما عن حديثك على النصوص التي برأيك ورأي القرآن تلاها الشيطان عندنا فلا أملك إلا أن أحترمه لأنه رأيك وإيمانك وهذا حقك فطالما أن القرآن من قال لك ذلك وأنت تؤمن به فلن أستغرب أو أستهجن ذلك لأنه حقك

أما حسب إيماننا نحن فلا أحد معصوم عن الخطية لكن المهم التوبة التي تلي هذه الخطية فسليمان وغيره من الأنبياء أخطأ لكن عاد فتاب وهذا لا يعيبه لأنه إنسان
فالكتاب المقدس ليس كالقران فهو كتاب يحوي تواريخ وحروبات وامبرطوريات وملوك واغتيالات وسبي وتجسس وروايات حول علاقات اسرية واختلافات اسرية وغيره الكثيره جدا !
كل راوية في العالم ايا كانت تقدر تستفيد منها من خلال ما تحوية من قضايا واخبار .. تنظر الى السيئ فيها وتتعظ ..

شيء أخير حتى عندكم الأنبياء غير معصومين عن الخطأ
سليمان مثلا أحب الخيل وتلاهى بها وانشغل عن ذكرالله
داوود نفس قضية أوريا موجودة عندكم وإن بشكل مخفف
يوسف كانت في نيته الزنى لو أنه لم يفعل
أكتف بهؤلا لأقول لا أحد معصوم حتى عندكم وإن أحببت أكمل لك الباقي

لك شكري واحترامي ...