(10-04-2010, 12:36 PM)أبو خليل كتب:  

اقتباس: فمصر قبل ناصر اجمل وارفع واكثر تحضرا ورفاهية وتقدم وصناعة للرموز الفكرية والثقافية

يا ريت يا عزيزي ابن نجد تخففلي شوي من مشاهداتك للافلام الاكلاسيكية بتاع قصور البشوات و العربات المزركشة التي تجرها الخيول ...و اوبرا عايدة و اسمهان و ليالي الانس في فيينا....

هي الصورة النمطية عن الحكم الملكي عادة ما تكون جميلة (ربما السبب هو في قصص الاطفال الكلاسيكية التي ننشأ عليها)
لكن الصورة شيئ, و الواقع شيئ آخر مختلف تماما.....

نفس الصورة الكلاسيكية الوردية ممكن ان نطبقها على فرنسا ايام الملكية (قبل ان ينقض الهمج الرعاع على صورتها الجميلة) و كذلك على روسيا القيصرية و كذلك على ايران الشاه....
فغالبا ما تكون الثورات نبيلة الاهداف بشعة المظهر..

الناصرية كانت حركة نقلت المنطقة من عصر الى آخر, و العديد من الامم و الشعوب في نفس تلك المرحلة خبرت حركات مشابهة و معاصرة نمت و نجحت معظمها.... (الهند, اندونيسيا, يوغوسلافيا, امريكا اللاتينية, افريقيا الخ....
الا انه للاسف عندنا حوربت تلك التجربة و اُحبطت و خُنقت... و السبب طبعا الخوف على اسرائيل و على مشيخات النفط...طبعا يتحمل الغرب بشكل اساسي المسؤولية التاريخية عن ذلك,

لو قيض للتجربة الناصرية النجاح, لكان الوطن العربي اليوم في مكان آخر مختلف تماما عما هو اليوم, سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا و ثقافيا....
في اسؤ الحالات كنا سنكون كدول اوروبا الشرقية اليوم, او حتى الهند, بدل التشرذم و الهبل الذي نحن فيه غاطسون....
 

أبو خليل .
لا أنكر أني فوجئت بمداخليتك في موضوع عبد الناصر ،و كانت مفاجأة سعيدة ، فتحت نفسي للحوار معك . فلا شيء يسعدني بمقدار أن أرى قيم التحرر و الثورة مازالت حية في نفوس الشباب العربي . أعتقد أن هناك مساحة مجهولة مشتركة بين أطياف قوى التغيير علينا أن نكتشفها بالحوار العقلاني الهادئ .
مداخلتك بسيطة و غير تقليدية و لكنها صادقة تماما ، و تعبر عن حقيقة ما حدث في مصر كما لو كنت مصريا وطنيا مخضرما كزميلكم بهجت. إن قوى الإستعمار و الصهيونية و أمريكا تريدنا أن نفقد الثقة في أنفسنا و في التغيير، وهي تحاول تدمير كل الرموز العربية العظيمة ، فكل من يقاوم المشروع الأمريكي – الصهيوني طاغية ،و ان كل مشكلتنا هي الإنتخابات و الدمقرطة على طريقة كوندا الفوضوية ، هي ليست المشكلة الفلسطينية ولا التعصب الوهابي ولا الإستغلال الإقتصادي .
أنت على صواب ولا تصدق أن مصر كانت في أفضل حال . جمال عبد الناصر في أهم صوره هو رائد حقوق الإنسان في مصر ، و بالمناسبه أقول هذا الوصف و أنا سليل الذين أخذ عبد الناصر ممتلكاتهم ليوزعها على من ينكرونه الآن !. ليس قبل عبد الناصر عرف المصري أن له حقوقا إجتماعية ، ليس قبله عرف المصري أن حقه على المجتمع أن يتعلم و أن يعالج و أن يجد عملآ . كان 90% من الشعب قبل عبد الناصر مستبعدين تماما من الحياة Exclusives ، هذا أشبه بالمجاميع الصامتة في الأفلام يأتون و يذهبون ، مجرد كومبارس لا حق لهم سوى في العيش البيولوجي بالكاد ،و جاء عبد الناصر ففتح لهم المجتمع ، ليصبحوا أعضاءا فاعلين ، مع دخول كل تلك الجموع هبط المستوى العام للبرجوازية التي اتسعت لتشمل ملايين تضرب جذورهم في البؤس و الفقر . نحن نتحسر على القيم التي كانت موجودة و هذا حقيقي ،و لكنها كانت قيم صفوة صغيرة جدا لا تذكر . لقد خاض عبد الناصر بالمصريين مغامرة الحرية ،و مازالوا يخوضونها ، هذا كله بفضل عبد الناصر . معظم من ينتقد عبد الناصر و يتحدث عن الطغيان ما كان ليتعلم هو و أهله لولآ مجانية عبد الناصر ،و هذه حقيقة غريبة بالفعل ، فمعظم من يدافع عن عبد الناصر من الأغنياء الذين أخذ عبد الناصر أموالهم ،و معظم من يهاجمه من الفقراء الذين و ضعهم على قائمة الحياة ! .
أحييك مرة أخرى .. رؤية واضحة صحيحة .. هذا ما نحتاج إليه .