من الصعب مقارنة الرئيس جمال عبد الناصر بمحمد على باشا

محمد على تسلم مصر وهى ولاية عثمانية خارج التاريخ ومات ومصر اقوى من السلطنة العثمانية ومات وهو يحكم مصر والسودان واجزاء من الجزيرة العربية وعندما فكرت اقوى امبراطورية فى العالم وقتها ألا وهى انجلترا غزو مصر فقد هزمها وجعل اهل مصر يطوفون برؤوس الغزاة فى شوارع رشيد.

بينما جمال عبد الناصر مات وثلث مصر محتل وثلاث محافظات تم تهجير أهلها وحدود مصر هى قناة السويس وضاعت السودان

محمد على هُزم فى جبال طوروس وجمال عبد الناصر هزم فى شرم الشيخ.

محمد على بنى القناطر الخيرية ولم يكن فى مصر مهندس مصرى واحد ، ولم يكن فى مصر جامعة او مدرسة وجمال عبد الناصر سلم قيادة الجامعات لمجموعة من المخبرين من كتبة التقارير على زملائهم حتى صارت الجامعات المصرية لا وزن لها.

إن جمال عبد الناصر تسلم مصر والجنيه المصرى اقوى من الاسترلينى ومات والجنيه المصرى يقارب قيمة الحبر المطبوع به.

حتى يكون حكمنا على جمال عبد الناصر اكثر دقة ارى انه يجب ان نضع الرجل فى حجمه الطبيعى وليس حجمه الذى صنعه الاعلام ، فالاعمال تحسب بالنتائج وليس بالنوايا الحسنة فقط.

وكثيرا ما سألت نفسى هل حققت مصر إنتاجا فكريا بدأت جذوره فى عهد عبد الناصر ، معظم الاقلام المحترمة والمبدعين وكبار اهل الفن بدئت مسيرتهم الفنية فى عهد مصر الملكية ولكن من تعلموا فى مدارس مصر الثورة اجد اعدادهم اقل كثيرا.

من اخطاء جمال عبد الناصر انه قتل روح الابتكار والمنافسة لدى المصريين بحسن نية ، عندما جعل الدولة تقوم بدور كان يجب ان يقوم به المواطن بنفسه من خلال حماية الدولة للمناخ العام للحريات.

حتى الآن أرى أن جمال عبد الناصر حكم مصر كمواطن محترم لم يعرف الحياة إلا من خلال الكتب ولم يعرف العمل إلا من خلال منظومة عسكرية تعتمد على آلية تنفيذ الأوامر.

وأنه لم يكن رجل دولة يصلح لمرحلة الانتقال من عصر الى عصر ومن نظام الى نظام بنجاح.

ربما يكون عشق عبد الناصر لدى الجماهير هو عشق ابوى ، فلا يشترط ان يكون أبى ناجحا حتى احبه ولكن يكفى ان اشعر انه يحبنى.