الغريب شيئين :
1. ان نقارن اغتصاب ارض ما و تشريد شعبها و اذلاله من قبل سكان غرباء قدموا من اصقاع الارض ليتحكموا بسكانها الاصليين, ان نقارن ذلك بقمع يمارسه نظام ما على شعبه و ابناء جلدته....
في الحالة الاولى المغتصب غريب و هو -اضافة للاذلال و القمع- لا يمت للضحية بصلة و لا حقوق له عليه و لا يحق له التواجد اصلا في هذه الارض, بينما في الحالة الثانية, يكون الشرطي من ابناء الشعب و من بني جلدته, و ينتمي اليه, و قد يكون قريبا للمواطن المقموع, عليه يكون الوضع مختلفا تماما...
منطق غريب حقا...
هناك من برر مثلا فضائع ابوغريب بما كان يمارسه النظام العراقي من قمع, او برر اجتياح حنوب لبنان عام 82 بالتصرفات التعسفية التي كانت منظمة التحرير تمارسها... احد الزملاء (حسام الراغب) أفتى مرة بأن سيناء كانت افضل حالا ابان الاحتلال الاسرائيلي, و ان تحريرها كان امرا سيئا!
حتى ان غصنا اكثر, لوجدنا من كان يبرر العبودية بأن حال الافارقة لم يكن افضل حالا في اوطانهم الاصلية في افريقيا!!!!
و حتى الاستعمار, يمكن النظر اليه على انه قوى متحضرة بديلة عن المجتمع الاصلي المتخلف....



مفاهيم مقلوبة, و عقدة (الرجل الابيض) تظهر بوضوح!!!
انا افضل ان اندعس تحت دبابة جندي من بني جلدتي و يمت لي بقرابة الدم و النسب و اللون و الحضارة و التاريخ, من ان يوجه لي جندي اجنبي غريب محتل اشقر الشعر غريب اللسان كلمة (ولاه).....

2. الامر الغريب الثاني, هو ان الاساليب الاعلامية و التسويقية تنطلي على البعض هنا و ليس فقط الرأي العام العالمي الموجهة اليه, البعض هنا لا يقر انه حتى السماح بنشر الفيديو و محاكمة الفاعل هو تفصيل ضمن خطة اعلامية مدروسة بدقة بينما نجد ان اسرائيل ترفض بشدة اجراء اي تحقيق او قبول نتائج اي تحقيق حيث يكون هذا التحقيق مضرا بها (طار بطرس غالي من منصبه لانه سمح بنشر تحقيق حول جريمة قانا, و كلنا نعرف ماذا حدث لتقرير غولدستون و السفينة التركية -هذا حتى لا نغوص في مئات القرارات الدولية و التقارير الحقوقية)....
 نشاهد بين الفينة و الاخرى تحقيقا حول حادث فردي تافه, بينما لا نشاهد تحقيقات حول المواشيع الهامة فعلا مثل المسؤولية عن الاحتلال و الحروب و الاستيطان و قضم الاراضي و تدمير البيوت و تشريد السكان......