ذا سبيشل ون
القول بأنني أبرر ما جاء في المقطع هو أمر توقعته بينما كنت اكتب المداخلة السابقة ، لكن للأمانة ما لم أتوقعه هو أن يصدر هذا الكلام من شخص ذو مداخلات موزونة وواقعية مثلك
أرجوك خصص دقيقة أخرى من وقتك لقرائة مداخلتي مرة أخرى ، لتجد ان الأمر ليس كذالك .
يا سبيشل أنا أحدثك عن (
إنسانية الإنسـان ) و
لا أتحدث من زاوية سياسية .. فلا شأن لي باوسلو وكامب ديفد وقناة العربية واليسار واليمين والأنظمة .
كما ان القضية ليست قضية " ما يفعله النظام العربي بأبنائه " فقط ، هذه النظرة هي نظرة ضيقة لما يجري .. فياليتنا كنا ملائكة و أنظمتنا هم فقط الشياطين .
الأنظمة العربية هي وليدة المجتمع العربي .. وليست المجتمعات هي وليدة الأنظمة والجلاد قوي ساعده حين ترعرع فرداً في مجتمعنا ولم يطرأ على طابعه العنف حين تسلم منصبه .
فنحن قد نخرج من بيوتنا صباحاً فنصادف صاحب احد المحال ينهر شخصاً لمجرد انه أوقف سيارته امام محله لبضع دقائق ليشتري صحيفة من احد الأكشاك وقد يتطور الامر ويصل للشتم واللعن ( لاحظ هنا انه تم التعرض لكرامة انسان ما )
لكننا نمضي في طريقنا ونقول : يا عم احنا مالنا !
وبينما نقف في اشارة المرور نرى موكب احد المسؤولين يندفع باتجاهنا باعداد كبيرة من السيارات الرباعية الدفع مزغردتاً بانواع الصفارات وربما الاطلاقات النارية من اجل فتح الطريق امامهم ، وفي هذه الأثناء قد تصطدم احدى سيارات هذا المسؤولبشكل ما بسيارة أخرى واقفه في الاشارة .. ولا يستطيع صاحب السيارة المتضررة ان ينبس ببنت شفا ، لأنه يعرف بأنه مهما قال وفعل فهو الخاسر في النهاية ( لا حظ هنا بأن انسان ما قد تعرض ظلماً لأضرار مادية ) لكننا رغم ذالك نمضي في طريقنا ونقول : يعم احنا ملنا !
وحين نعود في أخر النهار منهكين إلى المنزل لننال قسطاً من الراحة ، وفجأة نسمع صراخ جارتنا تستغيث من زوجها الذي ينهال عليها بالضرب المبرح بكل ما اوتي من قوة ، بينما قد تم طرد الأطفال الصغار للشارع وهم يرتجفون من الخوف ( لاحظ هنا بأن إنسانة ما يتم تعذيبها ) لكننا رغم ذالك ندخل إلى بيوتنا ونقول : يعم احنا مالنا !
الآن ... ما اريد ان افهمه هو لماذا حين نرى جندياً اسرائيلياً " يرقص " بجانب امرأة مسكينة ( أقولها بصدق ) نشـعل مشاعل العزة والكرامة ، ويتحول الأمر فجأة إلى خبر تتناقله وسائل الإعلام والمنتديات ويتم إجراء حوارات حوله كما في حالتنا مثلاً
ما المانع أن نكرر هنا أيضاً مقولة : يعم احنا مالنا ! ؟
إلا لو كان الأمر سياسياً بحت ..
لهذا قلت ، وأقول : أتمنى مرة أخرى أن تدرك هذه السيدة التي رقص الجندي بجانبها بأن ما حدث لها وانتشار الخبر ومعرفة الجميع بقصتها مع الجندي لهو نسبياً أفضل وأهون مما قد يفعله بها أبناء جلدتها من مواطنين وجنود واجهزة امنية متعرضين لكرامتها ومالها وجسدها .. وحينها سوف لن يعلم أحد بأمرها لا لشيء إلا لأننا نحن الذين ننقل وننسخ ونناقش هنا ووسائلنا الاعلامية لا نرغب بتسييس القضية .
=========
الزميل نور الدين شكراً على المقاطع
=========
اقتباس: هل يعجبك مثل هذا؟
لا !