يا جماعة ارحمونا بانسانيتكم المنقطعة النظير و خصوصا العضو الذي يحمل اسم فتاة.

قبل سنين عديدة اقتحم جيش الاحتلال بيتي الساعة الثانية ليلا و اقتادوني مع اكثر من 40 شخص الى معسكرهم، لقد اوثقونا بقيود بلاستيكية -نفس القيود الموجودة على يد الفتاة- بحيث توقف سريان الدماء مع الام مبرحة طول الوقت، اما ما فعلوه بنا فكانوا على مدار 14 ساعة يقتربون بهدوء من المعتقل (حيث جمعونا في حافلة كبيرة بعد ان تم بطحنا على الارض و الدعس علينا) و يصفعونه على وجهه و هو مغمغم بشكل كامل. اي اصبح الواحد منا لا يدري متى تاتيه الصفعة الفجائية على وجهه. و بعد ذلك اطلقوا سراحنا لانه ببساطة ارادوا ان يتسلوا تلك الليلة فانقضوا على قريتنا كالوحوش مثيرين الهلع و الخوف. فما بالكم لو كانوا في مهمة قتالية؟؟ في تلك اللحظات كنت كل ما اتمناه هو رصاصة في راسي لتنقذني من الوضع الجنوني و الذي لا يطاق: الام مبرحة و متواصلة من قيود بلاستيكية خاصة لا تترك اثرا كبيرا و صفعات فجائية و متواصلة على مدى 14 ساعة من اشباح يسيرون بجواري و لا اراهم او احس بهم الا بعد ان اضرب الكف، و منع تام من الذهاب الى المرحاض او طلب اي شئ منهم.

نحن شعب لا يسمح لنا بحمل السلاح بما فيه السكاكين التي تزيد عن 6 سم منذ الانتداب البريطاني بينما هم جيش يملك دولة، فكلهم جنود و مجتمعهم مجتمع فاشستي يسعى لابادة الاخر و سرقة وطنه و تاريخه و ثقافته -حتى تم سرقة الفلافل و الطابون و اللباس الشعبي. هو شعب ليس سوى مجموعات مسلحة احترفت القتل و نشر الاكاذيب و نحن شعب خرجنا من الحكم العثماني كشعب بسيط يكد ليل نهار ليجد قوته و يطعم اطفاله. نحن كان يصيبنا الهلع لمجرد سماع صوت الرصاصة لاننا لم نملكها قط منذ عقود و هم يدربوا ابنائهم على القتل بيالذخيرة الحية منذ نعومة اطفالهم.
عمل الجندي ليس جريمة امام القيم الاسرائيلية حتى لو قتل هذه الفتاة و عمل ما يشاء، فهم فعلوا اسوا من ذلك و لم يحاسبهم احد، لكن الجريمة هو نشره امام العالم لانه يصعب مهمة حربه الدعائية و الاكاذيب. فلو كان ضميرهم نظيف كما اشار احد الزملاء، لتم معاقبة الجندي منذ سنتين عندما ارتكب فعلت و نشرها على الانترنت، و ليس الانتظار حتى ينتشر خبر الشريط بين الوسائل الاعلامية العالمية.

ثقافة الطرف الاخر مبنة على مقولة: افعل ما شئت من قتل و ارهاب لكن لا تدع العالم يرى ما تفعل و سنغطي جريمتك باكاذيب من اقصى الارض الى اقصاها، لكن ان فضحت نفسك فستوبخ. و ما قصة اغتصاب و قتل و حرق الطفلة عبير الجنابي و عائلتها عنا ببعيد (حتى صدام يبكي على افاعيل المحررين!).

على كل حال كل فتاة تتمنى ان يرقص بجوارها جندي "عدو" بعد اختطافها الساعة الثانية ليلا من بيتها و من بين اطفالها و شد وثاقها و تغطية عينها فهي عديمة الشرف و الاحساس و شتان بينها و بين المناضلة و الام الفاضلة التي ظهرت في الشريط ابنة مدينة الخليل.