لأسباب عائلية خاصة وجدت نفسى مرة أخرى فى مواجهة الرياضيات من دوال ومعادلات خطية وتربيعية ولوغاريتمات ومصفوفات والذى منه. أنا شخصيا علاقتى بالرياضة أنتهت مع إنتهاء إمتحانات الثانوية العامة وكل ماتبقى منها فى ذاكرتى هو حل بعض المعادلات البسيطة والدوال.بالرغم من قيامى بعملية صيانة وإحلال وتجديد لمعلوماتى الرياضية عن طريق بعض الدراسات الذاتية ولأغراض لغوية فى الأساس لأنى درست رياضة بالعربى وأردت أن أكون ملما بالمصطلحات والتعبيرات الرياضية بالإنجليزية إلا أنى لم أنجح فى إستعادة مجدى السابق فى عالم الرياضيات لضيق ذات الوقت ولعدم الممارسة الدورية لها. بالإضافة للظروف العائلية السابق الإشارة إليها فقد كنت دائما أنظر بإحترام شديد للمتفوقين فى الرياضيات لأن التفوق فى الرياضيات بيعنى أن العقل قادر على على التفكير التجريدى بكفاءة كبيرة ويمتلك قدرات ذهنية غير متوفرة لدى كثيرين. هناك أيضا إعتقاد شخصى لدى أن ممارسة الرياضيات بالنسبة للمخ هى كممارسة الرياضة البدنية بالنسبة للجسم تحافظ على كفاءة المخ وتجعله يحتفظ بقدراته لأطول مدة ممكنة وتزيد من مقاومته فى مواجهة عوامل التعرية كالتقدم فى السن والإنشغال بمشاكل وهموم الحياة اليومية كما أنى وعن طريق التجربة الشخصية وجدت أن الإندماج فى حل المعادلات الرياضية له تأثير نفسى مهدئ لأنه بينزع الإنسان من الدوامة التى يعيش فيها ويلقى به فى أحضان الجذور والأسس ومعادلات الدرجة التانية والميل والمتواليات والجا والظا ومربع الوتر يساوى حاصل جمع مربع الضلعين الأخرين وضرب المصفوفات وهو الشئ الذى من شأنه أن يزرع الهدوء والسكينة والطمأنينة فى نفس الإنسان - هذا لو إستطاع التغلب على الفوبيا التى لدى البعض تجاه الأرقام والعمليات الرياضية المختلفة.

نظرا لكل ماتقدم وبناءا على الأدلة والبراهين والشواهد والقرائن التى قمت بعرضها أنفا فقد قررت مراجعة الرياضيات بالكامل ومن طقطق لسلام عليكم ولكن العقبة التى واجهتنى هو كيفية عمل ذلك فمسألة شراء كتب ومذاكرتها عملية بالإضافة لأنها مملة فهى فى الغالب ليس لها طابع الديمومة والإستمرارية وعزم الإنسان بيفتر بعد مدة ومسألة أخذ كورسات حية فى الجامعة بالإضافة لعدم توفر الوقت فستجد نفسك بجانب شوية مراهقين ولاد قحبة كل مايعنيهم هو إجتياز الإمتحان بأى شكل ومش مهم يفهموا ولو أستعنت بمدرس خصوصى فبالإضافة لغرابة الأمروممكن يعتقد إنك مجنون فممكن يحدث عدم قبول شخصى بيننا وبصراحة الواحد مش ناقص فواتير جديدة فى حياته فعندى منها مايكفى ويزيد ولهذا قررت الإستعانة بصديق ألا وهو الإنترنت.

بعد عملية بحث وتنقيب لم تطل كثيرا عثرت على ماأريده فى شكل موقع للرياضيات بإشتراك شهرى وهذا الإشتراك يتيح لك مشاهدة كل فيديوهات الموقع والتى تتناول الرياضيات من أول العمليات الحسابية الأساسية كالجمع والطرح إلخ وحتى حساب المثلثات والتفاضل والتكامل والميكانيكا وأسلوب الشرح هو الأسلوب الكلاسيكى عن طريق السبورة والطباشير- هو مش طباشير قوى ولكنها أقلام وهو من وجهة نظرى تحسن هائل فى العملية التعليمية فقد كان الإنسان يشعر بالإختناق عندما يقوم المدرس بمسح السبورة والفصل يبدو كما لو كان تعرض لضربة بالأسلحة الكيميائية.

بعد إشتراكى بالفعل فى هذا الموقع وتلقى العلم الرياضى النافع على يديه وهو الشئ الذى أتوقع منه أن يؤدى إلى تحسن فى مستواى الرياضى بشكل أسى- وهو الأمر الذى بدأت تظهر أعراضه على بالفعل- بدأت أفكر فى مسألة إستغلال الإنترنت فى عملية إصلاح التعليم بمصر والتى أرى أنها بالإضافة لأنها ممكنة فهى مجدية إقتصاديا وستحل كثير من المشاكل كتكدس الفصول, وتوحيد ال standard بالنسبة لعملية التدريس للتغلب على عقبة عدم وجود عدد كاف من المدرسين المؤهلين للتدريس ناهيك عن التدريس بطريقة صحيحة ولمناهج حديثة, وتخليص العملية التعليمية من قبضة المدرسين وهم من وجهة نظرى سبب أساسى فى تدهور التعليم بمصر.
أنا شخصيا أدفع عشرين دولار فى الشهر ويحق لى مشاهدة كل ماأريده من فيديوهات بالموقع فى نفس الوقت الذى وصلت فيه حصة الرياضيات فى أحد المراكز بمصر والتى تدرس ال SAT وهى المعادل الموضوعى للثانوية العامة بمصر إلى 100 جنيه فى الحصة وهو تقريبا نفس المبلغ الذى أدفعه شهريا! وبهذا الشكل ف12 حصة فى هذا المركز تكفل لى إشتراك سنوى فى موقع الإنترنت بالإضافة لوجود تخفيضات كبيرة لعملية الإشتراك الجماعى!

من الممكن جدا لوزارة التربية والتعليم بمصر أن تقوم بإنشاء مواقع مشابهة على النت ولكافة المواد تكون بشكل عالى الجودة وبواسطة ناس بتفهم وليس مدرسين على ماتفرج وكل مايحتاجه الطالب جهاز كمبيوتر ووصلة إنترنت وهى أشياء تكاليفها لاتقارن بما يتم دفعه بالفعل فى الدروس الخصوصية بالإضافة لتكلفة عملية التعليم التقليدية من مرتبات وإنشاء وصيانة المدارس إلخ من نفقات.