(10-09-2010, 07:25 PM)مسلم كتب:  بالنسبة الرياضيات شيء لم استطع فهمه في يوم ما
العمليات الحسابية البسيطة نعم ولكن عندما نصل إلى المعادلات والتفاضل والتكامل والمثلثات والاحصاء وووو إلى آخره
لا استطيع أن افهم منها شيئا وكل شيء يرتبط بالرياضيات او مشابه له كالفيزياء والكيمياء
فهمي لهذه الاشياء يكون بالامثلة الواقعية وعندي مشكلة كبرى في فهم ما معنى المعادلة وما الهدف منها وكيف تطبق وما هو استخدامها
ولذلك حولت في الثانوية إلى الفرع الادبي الذي لا يشكل لي اي عائق فهو اسهل عندي من اكل البطيخة
أما الرياضيات فأظن أن المنطقة الخاصة بالرياضيات والارقام معطوبة أو انها بها شيئا غير طبيعي أو أنني افتقد لجين الرياضيات الموجود عند الآخرين والذي يجعل من الرياضيات شيئا سهلا عندهم .
وعلى فكرة لاحظت أن المحبين للعلوم الرياضية سيئون بالعلوم الآخرى من مثل التاريخ والفلسفة والجغرافية وغيرها والعكس صحيح
فما هو السبب يا ترى
وكيف هو الحل مع شخص مثلي لا يستطيع أن يستوعب الكثير من امور الرياضيات ؟

بالنسبة للرياضة عامة فمشكلة البعض معها تتلخص فى مسألتين مهمتين:
1- عدم الإلمام الجيد بالمفاهيم والقواعد الأساسية للرياضة وعملياتها المختلفة كالجذور والأسس وهو مايؤدى إلى صعوبات جمة عند التعامل مع المعادلات الجبرية والدوال والمنحنيات وباقى أفرع الرياضة.
2- عدم إدراك لأهمية الرياضة والمغزى والفائدة من تعلمها وفهمها ويمكن التغلب على تلك العقبة عن طريق ربط أبواب الرياضة المختلفة بتطبيقات لها فى الحياة العملية حتى يستطيع الطالب إدراك المغزى والفائدة مما يدرسه فالرياضة ليست مجرد أرقام ورموز مبهمة وغريبة الشكل يتم ممارستها كنوع من الترف العقلى ولكن علم له فوائد وتطبيقات كثيرة جدا وتعتمد عليها كل العلوم التجريبية بلا إستثناء واحد.

العلم بخلاف الفن ينحو إلى التحديد والتخصيص وليس هناك تحديد وتخصيص أكثر من تحول أى شئ إلى رقم أو معادلة. الفن على العكس من ذلك فكلما مال الفن إلى التجريد والتعميم كلما زاد إرتقاءا ولهذا فالموسيقى من وجهة نظرى هى أرقى الفنون لأنها عبارة عن تجريد كامل ليس بها أى نوع من التخصيص والتحديد ولكن مجرد إطار هلامى يحتمل كل شئ ولكن المسألة تختلف بالنسبة للعلوم التجريبية. العلوم التجريبية فى بدايتها كانت تعتمد على لغة وصفية تحتمل الكثير من التأويلات والتفسيرات - تماما كالكتب المقدسة-وكلما تقدم علم من العلوم تجده تلقائيا بيتجه ناحية الرياضيات. علوم كالفيزياء والكيمياء هى أوضح مثال على ماأقول فبعد أن كانت علوما تتحدث بلغة وصفية كأكبر وأصغر وحامض وقلوى وأحمر وأصفر وحرارة وبرودة حل مكان كل ذلك أرقام ورموز و معادلات رياضية وهو شئ يلاحظه أى إنسان يفتح أى كتاب يتعلق بتلك العلوم فالفيزياء والكيمياء والعلوم المعتمدة عليهم لم تعد هى نفسها كيمياء وفيزياء العصور الوسطى المهمومة بتحويل التراب إلى ذهب والتى يشارك الله شخصيا فى تسيير أمورها ولكن مجرد معادلات رياضية ... أنت النهاردة لو نظرت لأى تقرير طبى صادر عن معمل ستعتقد أنها ورقة منزوعة من كتاب رياضيات لإمتلائها بالأرقام والمعادلات والمنحنيات وهذا حدث لأن الطب بحكم كونه علم معتمد على غيره من العلوم التجريبية تحول هو الأخر بالضرورة تجاه الرياضة.

حتى تدرك أهمية الرياضة وتطبيقاتها العملية والدور الذى تلعبه فى حياتنا فعملية مثل عملية جمع القمامة فى أى مدينة أمريكية هى عملية تتم وفقا لمعادلات رياضية حتى يمكن معرفة أكثر الوسائل توفيرا للوقت والمجهود والمال فى عملية جمعها ... عربة القمامة البريئة التى تراها فى الأفلام تقوم بجمع القمامة فى مدينة مانهاتن الباسلة لاتسير وفقا لرغبة السائق ومزاجه الشخصى ولكن تم تحديد مسارها مسبقا عن طريق معادلات رياضية للحصول على أقل تكلفة ممكنة لعملية جمع القمامة.
أنا شخصيا لم أكن أظن فى نفسى أنى موهوب بالنسبة للرياضيات كبعض من عرفتهم أثناء المرحلة الإعدادية والثانوية - غالبا لأن مراكز الرياضة فى مخى تم إقتطاع جزء منها لصالح قدراتى اللغوية ولسانى- وبالرغم من هذا كنت أبدو كما لو كنت ندا للموهوبين رياضيا فى الفصل ليس لأى سبب سوى كثرة الممارسة. الكتاب الشائع الإستخدام عندما كنت طالبا كان كتاب إسمه المعاصر وكان كل الطلبة بتذاكر منه لكن لأنى مدرك بعدم تميزى فى الرياضيات وهو الشئ الذى من الممكن أن يؤثر سلبا على برستيجى فى الفصل فكنت بروح أجمع كل كتب الرياضة الموجودة بالأسواق إشى لامى وإشى الرياضيات وكتب الرياضة التقليدية- حيث كنت رياضة حديثة- وأقعد أحل فيهم وبالتالى فإذا كان كل طالب حل 50 مسألة على باب من الأبواب تجدنى حليت 300 أو 400 مسألة زيادة عنهم وفى سرية كاملة وتعتيم إعلامى منقطع النظير فينتهى السباق وأنا ند لأينشتين نفسه فى هذا الموضوع.

اقتباس:وعلى فكرة لاحظت أن المحبين للعلوم الرياضية سيئون بالعلوم الآخرى من مثل التاريخ والفلسفة والجغرافية وغيرها والعكس صحيح
فما هو السبب يا ترى

هذه المسألة بالنسبة لى أوضح ماتكون فى مسألة الكتب المقدسة والدين عموما. أنا شخصيا أستمتع بالتاريخ وأحب القراءة فى موضوعاته المختلفة لكن عندما يأتى الأمر للدين والكتب المقدسة عموما فلا أستطيع متابعتها لأكثر من دقائق معدودة بعدها أشعر بفوضى شاملة تجتاح عقلى مع رغبة شديدة فى القئ مصحوب بإسهال وبدون مبالغة فالمرات المعدودة التى حاولت فيها سبر أغوار تلك الكتب كنت تحت تأثير نبات البانجو المخدر كمانع للقئ ولمحاولة توسيع مداركى وخيالى لإدراك ما أستعصى على فهمه وبرضه مفيش فايدة!