(10-09-2010, 09:38 PM)أرمـانـد كتب:  

(10-09-2010, 09:04 PM)العلماني كتب:  وأنا معك ثانية بأن هذا لن يغير من الواقع الذي أواجهه كفلسطيني شيئاً، وأن "أمرنا بيدنا"، ولكن هذا لا يمنع من التنويه بهذه "الحقيقة" عندما نستعرض تاريخ المنطقة.

آسف يا زميل العلماني
كلمة "حقيقة" هذه كبيرة جدا على هذا الموضوع الذي بدأ بادعاء مزيف أنكره الجميع حتى أولاد عبد الناصر نفسه، فلا يمكن أن يرتجى منه أي حقيقة، يعني لو كان هناك متخصص في الدراسات التاريخية أو السياسية أو حتى علم النفس الذي اعتمدت عليه في تحليلك لشخصية السادات فهو - المتخصص - لن يجرؤ على استخدام كلمة مثل " الحقيقة " في مثل هذا المقام.
وهذا يدل على أن ما تتفضل به من طرح ينم عن انحياز وبعد عن الموضوعية مع إقحام التضخيم البلاغي اللفظي لإفزاع القاريء عاطفيا بما يجعل كلامك يبدو أكثر ثقلا.
الحقيقة تعني الإعتماد على وثائق رسمية ، وتعني الإعتماد على الأرقام ، وهنا يمكن البدء في مناقشة شيء .
صدقا يا زميل العلماني أنا لا آخذ جانب ناصر ولا السادات وأعتقد أن كلا منهما له إنجازات وله عيوب وأنظر لهما نظرة متساوية تقريبا، ويمكن القول أن الدفاع عن أحدهما أو الهجوم على الآخر هو أبعد ما يكون عني.
ولكن عندما أرى تحيزا عاطفيا يتجنى على التاريخ بهذا الشكل وتمجيد للفرد وعبادة لشخص حاكم ميت وشبعان موت ولن يقدم ذكره ولن يؤخر شيئا في حل المشاكل الحالية ، ثم أرى اللعنات تنصب على حاكم آخر لمجرد تبرير فشل سياسي بلادك في التوصل إلى حل فيما بينهم وتصرفهم بغباء منقطع النظير في حل قضيتهم وضعفهم الشديد في مواجهة الفئة المجنونة منهم والتي تسيطر على قطاع غزة الآن ، ثم بعد ذلك تدعي أن هذه هي الحقيقة ، فهذا بالنسبة لي يعد مؤشرا واضحا على سبب التدهور الذي تقبع فيه القضية الفلسطينية اليوم ، لأن المفكرين المستنيرين من الفلسطينيين لا يريدون تحمل مسئولية أنفسهم وتاريخهم الذي أوصلهم إلى هذه المرحلة ، ولم يجدوا إلا إلقاء اللوم على شخص أو فرد واحد وتحديد سبب اللوم بلون بشرته الأسود ، ثم العودة إلى الخلف 40 سنة والاختباء تحت عباءة جثة زعيم آخر مات منذ 40 عاما واندثر كل أثر له في العصر الحالي.
وضع يدعو للشفقة في أخف وصف له.

1) يعني أنت ماسكلي بفنجان القهوه يا "أرماند"؟
أنا تحدثت عن "حقيقة الخيانة" وليس عن "حقيقة قتل ابن ست البرين" لعبدالناصر. مع أنك لو قرأت المقال الذي أتيت أنت برابطه في هذا الموضوع قبلاً سوف تجد بأن "عبدالحكيم عبدالناصر" و"هدى عبدالناصر" لا يشاركوا أختهم الصغيرة في رأيها بتبرئة الساداتي.
عموماً، أنا قلت رأيي بأن الموضوع سوف يبقى هدفاً للتكهنات عند المؤرخين ولا سبيل لإثباته. على كل حال، من الجيد أن يتذكر كل مؤرخ وهو يحقق في هذه الواقعة بأن المستفيد الأول من موت "عبدالناصر" كان "الساداتي"، وبأن هذا "الساداتي" قام خلال بضعة سنوات بالانقلاب على كل نهج عبدالناصر في السياسة الداخلية والخارجية ومحاولة تحويل "إسرائيل" في المنطقة من كيان "استعماري مدسوس محاصر بدول معادية" إلى "دولة شقيقة"، و تحويل "مصر" من "شقيقة كبيرة" تقود العرب في حلهم وترحالهم وتقف على رأس طليعتهم إلى مجرد "كيان فقير منعزل عن محيطه" ومحاط بأسلاك شائكة من "التبعية لأمريكا" و"مصلحة إسرائيل".

2) أنت يستوي عندك "عبدالناصر" و"الساداتي"، وأنا لا يستويان عندي قبل أن تطلع الشمس من المغرب أو "أن يترك قطقط أولاد المدارس بحالهم" . فنحن نتحدث عن "رئيس وطني شريف" رغم استبداده وفشله في الكثير مما حاوله، وعن "متآمر خائن نذل" كل ما فعله هو اغتيال هيبة "مصر" واسمها وتاريخها وانتمائها وقوميتها، "فهل تساوي المؤمنين بالمجرمين، مالكم كيف تحكمون؟ ...

3) لا أعتقد بأنني أعبد عبدالناصر، ولكني أحترمه وأحبه لأسباب ذكرتها أكثر من ألف مرة هنا. وليس لي مشكلة شخصية بالطبع مع "ابن ست البرين" ولكني أكرهه لأسباب فصلتها أيضاً أكثر من ألف مرة.
عبدالناصر قضى، والساداتي مضى. وإذا كان يمكن حصر تأثير الأول على القضية الفلسطينية بالزاوية التاريخية فقط، فإن تأثير "الساداتي" أبعد مدى. فخيانته غيرت الكثير من موازين القوى ومن المفاهيم، وفتحت الدرب لكل عضروط رعديد كي يسير على طريق "الهرولة" - على حد تعبير نزار قباني -.
قبل "الساداتي" كان مجرد التعامل مع "اسرائيل" جريمة لا تغتفر، بعد "الساداتي" أصبح لا خيار للكثيرين من العرب إلا بالتعامل مع اسرائيل. هذا عدا عن ضرب مراكز "اليسار" في المحروسة، والتمكين للإسلامويين في الأرض كي يشغلونا بمعارك جانبية ليس لنا فيها ناقة ولا جمل. والحديث يطول !!!

4) الفلسطينيون تحملوا دائماً مسؤولية قضيتهم وبذلوا في سبيلها دماء كثيرة. وإذا كان الإشقاء العرب قد ساعدوهم، فهم وحدهم من يستمر في الموت يومياً من أجل قضيتهم بعد أكثر من ستين سنة على نكبتهم. فالشعب الفلسطيني، بعد أن طعنه "ابن ست البرين" في ظهره، قام باشعال انتفاضة بعد الأخرى، وما زال حتى اليوم لا يهدأ في سبيل استعادة حقوقه رغم المشاكل الداخلية التي أدت إلى خسارة الكثير. عموماً، موضوع فلسطين وخلافات فتح وحماس ليس هذا مكانه.

واسلم لي
العلماني