ماقاله هذا المتخلف بالنسبة للأثار ليس رأيا أو فكرا شاذا بل لاأبالغ أن أقول أنه هو الرأى السائد لدى بهايم السلفية والأصوليين بوجه عام وقرأته فى فتاوى وسمعته مباشرة منهم فى مرات عديدة فالمشكلة فى أصلها ليست حسان ولكن الإسلام ذاته. ليس من قبيل المصادفة أن يخلو التاريخ الإسلامى من أى أعمال نحتية هامة ناهيك عن أعمال خالدة تذكر وليس من قبيل المصادفة أن تخلو السعودية من أى تمثال أو أن تقوم طالبان بتدمير تمثال بوذا فكل هذا ممكن تجميعه تحت بند عداء الإسلام للفنون وهو شئ متغلغل فى ثنايا هذا الدين بشكل يجعل إنفصالهما أمرا مستحيلا. الأمر ليس مقتصرا فقط على التماثيل والأثار ولكن هناك أراء مشابهة بالنسبة للرسم والموسيقى والغناء بل وحتى التصوير الضوئى- لكن واضح أن الفتاوى التى تحرم التصوير الضوئى شهدت تراجعا فى الأهمية مع إطلالة خفافيش الظلام وغربان التخلف من شاشات التلفزيون- وبإختصار شديد فاليوتوبيا التى يحلم بها البعض ماهى فى حقيقتها إلا قبر كئيب وبارد وموحش الجحيم أفضل منه. المناخ المعادى للفنون الذى يخلقه الإسلام أينما حل بيؤدى لحالة من الجدب والإفقار الثقافى والفكرى لدى المجتمعات التى تقع بين براثنه والنتيجة واضحة للعيان اليوم سواء على مستوى أرقام ومعدلات التنمية أو نوعية البشر المتواجدة حاليا.