كل مضبطة بدها بدالة وقود وبدالة مكابح، بدالة كبس وبدالة رفع..

علماء السلاطين، التيار السلفي بشقيه الجهادي والمدّارك إلى الأرض هم أحد البدالتين فقط، والمندفعين تلقاء أحضان الغرب هم البدالة الأخرى، الهدف واحد والمطحنة واحدة حسب ظني المتواضع، وفعل أي منهما يغذي الطرف الآخر بقوة، بل لعله مبرر لوجوده. من سيشتم المستغربين ويضعهم جملة واحدة في النار هم وأبناءهم ونساءهم وأنصارهم؟ من سيشتم المتمسلفين ويضعهم في الخانات الظلامية وأعداء البشرية؟ لمن المنابر المنصوبة إلا للردح المتبادل بين شقي المعادلة.

بنظري لا ينقص هذه المعادلة إلا علامة المساواة =

وضاعت الأمة يا ولدي... بين حانا ومانا ضاعت لحانا، بين رجوع حاد عن النهضة أو تبعية للغرب مطلقة، لن نجد إلا العنت...

لا تواخذونا يا جماعة الخير، اللهم اجعل كلامنا خفيف عليهم..

يعني واحد مهسهس مثل المذكور أعلاه، لو شكل حديثه أي خطر على النظام، فلن يسمح له إلا بالقعود على أول خازوق، سيان أكان إسلاميا أم ملحدا، لو طالب بحقوق العباد قبل أن ينظر في شأن التماثيل لكان مصيره أقرب مكرهة صحية من تلك المسماة سجونا، لو تحدث عن حق الأمة الذي كفله لها الإسلام، والذي قتل الحسين عليه السلام فيه، وهو حقها في اختيار الوكيل عنها بحكمها، لكان مصيره التجريص ثم السحل والإخفاء.

أما أن يتحدث عن تماثيل، كما قال الزميل عاشق الكلمة، ليته انتقل من التماثيل إلى حقوق الناس، وحق صاحب الملك في الركاز المأخوذ من أرضه، وحق الدولة في احتكار شرائه بقيمة مثله لمصلحة، دون حق في مصادرته، والحديث عن حق الدولة وحق صاحب الملك يطول وله شجون، تطول حقوق الناس في الدولة، ووضع الدولة القانوني كوكيل عن الناس، وأن الأصيل يعين الوكيل ويعزله، وليس العكس، لكان خيرا له وأجدر به إذ أراد قعود المنبر.