(10-12-2010, 01:08 AM)the special one كتب: طيب ماذا عن الخلق من صلصال او تراب ... بالمناسبة يقول الاعجازيين ان هناك عظم بالمؤخرة لايفني وهو الذي يستخدم باعادة البعث الالهي ...
رغم أني أدرك أن هذا لن يغير شيئا في نفس الملحد
قضية الخلق من صلصال او تراب
محمد متولي الشعراوي رحمه الله
هذا أمر غيبي نأخذه عمن خلق..الا أن الحق سبحانه وتعالى حين يعرض قضية غيبية، فانه ينير طريق العقل دائما بقضية نحسها ونشهدها..تقرب القضية الغيبية التي يتحدث عنها..فالله خلقني من تراب..من طين..من حمأ مسنون..من صلصال كالفخار..ثم نفخ في من روحه.
إذا أخذنا التراب..ثم نضيف إليه الماء فيصبح طينا.
ثم يترك لتتفاعل عناصره فأصبح حما مسنونا كالذي يستخدمه البشر في صناعاتهم..ثم يجف فيصبح صلصالا..هذه أطوار خلق الجسد البشرى..والبشر..ثم خلقهم من الطين..من الارض..فإذا جئنا للواقع..فلنسأل أنفسنا: الانسان مقومات حياته من أين..من الارض..من الطين..هذه القشرة الارضية الخصبة هي التي تعطى كل مقوئمات الحياة التي أعيشها..إذا فالذي ينمى المادة التي خلقت منها..
هو من نفس نوع هذه المادة..وهي الطين..ولقد حلل العلماء جسد الانسان فوجدوه مكونا من 16 عنصرا..أولها الاوكسيجين..وآخرها المنجنيز..والقشرة الارضية الخصبة مكونة من نفس العناصر..إذا عناصر الطين
المخصب هي نفس عناصر الجسم البشري الذي خلق منه..هذا أول اعجاز..وهذه تجربة معملية لم يكن هدفها اثبات صحة القرآن أو عدم صحته..ولكنها كانت بحثا من أجل العلم الارضي.
ولقد جعل الله سبحانه وتعالى..من الموت دليلا على قضية الخلق..فالموت نقض للحياة..أي أن الحياة موجودة..وانا انقضها بالموت..ونقض كل شئ يأتي على عكس بنائه..فإذا أردنا أن نبنى عمارة نبدأ بالدور الاول..وإذا أردنا أن نهدمها نبدأ بالدور الاخير..إذا وصلت إلى مكان واردت أن أعود..ابدأ من آخر نقطة وصلت إليها..انها تمثل أول خطوة في العودة..ونحن لم نعلم عن خلق الحياة شيئا..لاننا لم تكن موجودين ساعة الخلق..ولكننا نشهد الموت كل يوم..والموت نقض الحياة..إذا هو يحدث على عكسها..اول شئ يحدث في الانسان عند الموت.
ان الروح تخرج..وهي آخر ما دخل فيه..أول شئ خروج الروح..إذا آخر شئ دخل في الجسم هو الروح..ثم تبدأ مراحل عكس عملية الخلق..يتصلب الجسد..هذا هو الصلصال..ثم يتعفن فيصبح رمة..هذا هو الحمأ المسنون..ثم يتبخر الماء من الجسد ويصبح الطين ترابا..ويعود الى الارض..إذا مراحل الافناء التي أراها وأشهدها كل يوم هي عكس مراحل الخلق..فهناك الصدق في مادة الخلق..والصدق
في كيفية الخلق..كما هو واضح امامى من قضية نقض الحياة..وهي الموت..شئ آخر..يقول الله سبحانه وتعالى (ونفخت فيه من روحي)..ومعنى النفخ أي نفس..أي أن هناك نفسا خرج من النافخ الى المنفوخ فيه..فبدأت الحياة..وبماذا تنتهى الحياة بخروج هذا النفس..فأنت إذا شككت في أن أي انسان قد فارق الحياة..يكفى أن يقال لك أنه لا يتنفس..لتتأكد يقينا أنه مات إذا دخول الحياة إلى الجسد هو دخول هذا النفس..مصداقا لقوله تعالى (ونفخت فيه من روحي)..وخروجها هو خروج هذا النفس..فالمسألة يقينا كما قال الله.