(10-12-2010, 10:27 PM)علي هلال كتب:  الزميل المحترم العلماني/ هل لو لم يخن السادات (على حد تعبيرك) اخوانه العرب كنت ستفتح له الملفات القديمة وتنسى له أي معروف صنعه وتفعل معه كما تفعل مع جمال عبد الناصر؟ لكل له مزاياه وعيوبه(طبيعة بشرية) فهل لك ان تفكر في الاشياء الجميلة التي تنسب للساداتِ ولو كانت قليلة نسبة الى مساوئه, انا اعتقد ان بجانب الاضرار التي جنيناها في عهده هناك اشياء يُحمد عليها فمثلا حرب أكتوبر فلولاها لكانت اسرائيل نازلة فينا ... ولكنا تمنينا يوما من ايام الاحتلا البريطاني او الفرنسي او حتى الهكسوس (كانوا استضعفوا بني اسرائيل تاني) فهم أهون من هؤلاء المجرمين, طيب لأنك لست مصري فغير مستفيد من طلوع اسرائيل من مصر ولكن لا ذنب لك في ذلك فلم تأخذ بنفس فكر الرؤساء العرب الذي لم يشاركوا بعد حرب 48 والذين اعترضوا على ما فعله السادات بالرغم من دعوتهم للمفاوضات؟ ان النصر الحقيقي يأتي عن طريق المسؤول الاول وهو الشعب الفلسطيني الكريم فاليوم مقاومة بالحجارة وبعض الاسلحة وغدا انتفاضة وبعد غد نصر باذن الله, فلأننا تعودنا على القاء اللوم على غيرنا ولعب دور الضحية نحاول تبرير ما نفعله وما يفعله احبابنا لكن الحق كما يقال أبلج مثل الشمس فالمتضرر الاول بعد 73 من اسرائيل هي فلسطين ثم تاتي باقي الشعوب العربية وانا من خلال نظرتي الايديولوجية لا ارى النصر يتحقق الا بعد الاتحاد على اساس اعلاء كلمة الله ثم مشاركة الذين ظلموا واخرجوا من ديارهم بغير حق الا ان قالوا نحن اهل هذه الارض المباركة, ومن يعلم, فربما اذا لم يتفاوض الساداتُ معهم كنا زماننا الآن محتلين من جديد والروؤوس تتساوى.

هل "للساداتي" إيجابيات؟ قد يكون، ولكني لا أعلم في أي مجال بالضبط، وعلى راي المثل: "شو رح آخذ منك يا سفرجله، كل عضه بغصّه".

هل "حرب أكتوبر" أنجاز ساداتي؟ باعتقادي أنها كانت حرباً "مفروضة" على "ابن ست البرين"، ولو استطاع تدبر أمره دون أن يخوضها لفعل، ولكن هيهات!! فمصر كلها كانت تريد أن تقاتل، وما كان "ابن ست البرين" بمستطيع أن يحافظ على كرسيه بعد زعيم بحجم "جمال عبدالناصر" دون "إنجاز حربي ما".

قرار الحرب إذاً كان "مفروضاً" على "الساداتي"،وكانت مصر كلها تنتظره وتستعجله، ولم يكن يستطيع أن يحيد. ولكن الذي صنع الانجاز المصري (وهو انجاز جزئي جداً بالمناسبة) في "أكتوبر" ليس "ابن ست البرين"، ولكنهم جنود مصر الأبطال بقيادة " الفريق سعد الدين الشاذلي". وعندما تدخل "ابن ست البرين" فإنه أضر إضراراً كبيراً بالجيش المصري (حسب ما يقول الشاذلي نفسه لو راجعت مذكراته).

لم يرد "ابن ست البرين" القتال أصلاً ولم يكن يهمه أن يحرر سيناء من أساسه ، فكل ما رسم له هو "مجرد إنجاز صغير" يستطيع من خلاله أن يحافظ على كرسيه ويجلس بعدها في حضن أمريكا واسرائيل. هادماً في الفترة نفسها كل ما حاول عبدالناصر أن يبنيه، ممهداً لعهد "الانفتاح" الذي يقول عنه "محمود فوزي" (في كتابه عن "السادات") أنه أحد أسس بلاء الاقتصاد المصري والتفجر الديمغرافي.


واسلم لي
العلماني