زميلي انا اطرح شيئا وأنت ترد عليه بطرح آخر
أنا تساءل واطلب منك أن تعطيني اي شيء في الوجود ( ومن ضمنه كل ما كتبته في الفقرة السابقة ) سواء استوعبه العقل أم لم يستوعبه وسواء تصوره أم لم يتصوره وأنت تتحجج بأن تلك الاشياء موجودة ووجودها يعني أن الإنسان بطريقة ما اكتشف وجودها عن طريق تأثيرها المباشر والموجود حاليا في الكون الحالي وليس قبل الكون أو بعده ومن حتى حتى قضية ابعاد الكون فهي حتى الآن نظرية لأن التحقق منها يتطلب اشياء لا يملكها البشر حاليا .
انت تتحجج بأن الاشياء التي لا يتصورها العقل فهذا لا يعني عدم وجودها ولكن تغافلت عن أن الذي تكلم عن الابعاد هو العقل الإنساني وبالتالي هو تصور أو كون فكرة ابتدائية عن تلك الاشياء وحجتك هنا ناقصة لأن الله في الاصل لا يمكن لا تصوره ولا تخيله ولا ادراكه حسب قولكم , فحتى محاولة تصوره فهي مستحيلة ولذلك شتان بين طرحك وما اقول , فالابعاد شيء علمي قد يمكن اثباته أو لا ولكنه في الآخر يختص بالمجال العلمي الخاضع للقياس والتجريب ولكن هل تستطيع أن تقول بأن الله خاضع للقياس والتجريب .
هل اختصر لك لكي تفهم المقصود:
انت تحتج بالابعاد كاشياء موجودة ولا يمكن تصورها وأنا اضيف لك بأن الزمن موجود ولكن لا يمكن تصوره
القضية ليست قضية القدرة على الادراك او التصور بل القضية في أن الفكرة ذاتها تحيلك إلى مكان حيث لا يمكن فيه أن تتحدث عن اشياء من مثل التصور أو الادراك أو الفهم .
فالله لا يمكن تصوره ولا فهمه ولا ادراكه والفرق بين ما تطرح من ابعاد وما اطرح هو أن الاول يقاس ويجرب ويرى تأثيره بعكس الثاني , أي أننا من المستحيل أن نصل في يوم إلى معرفة الإله ابدا لأنه خارج القياس والتصور والادراك وحتى اللاتصور لا يفيد شيئا لأنه لا يقدم لك اجابة بل يحيلك إلى الخيال وما شابهه.
أنت تخلط بين الوجود المادي والوجود الذاتي الإلهي فهل الله ذرات وقوى كهرومغناطيسية وغيره من الاشياء الخاصة بالمادة حتى تقيس عليه مما هو موجود في الكون او في اكوان موازية وبين شيء هو فوق كل كون وفوق كل بعد .
اكرر القضية ليست قضية القدرة على التصور أم لا بل القضية هو أنكم تتحدثون عن شيء غير موجود وغير مشابه لأي شيء يمكن أن يستوعبه عقل الإنسان من مثل البعد والكون الموازي .
وإليك هذه السلسة التي تعيد فكرتك إلى اصلها المادة :
الكون موجود ويضم الذرات والجزيئات وهي ترتبط بقوة معينة وكل ذلك تم قياسه واثباته مع أنها فوق التصور
الكون الموازي موجود كفكرة حتى الآن أو كنظرية وهو من احتجاجات العقل ( المادي )
الابعاد كذللك من احتجاجات العقل ( المادي )
والله لا مادي أو أن لا مادة له فهو بلا سلسلة اي أنه شيء آخر فوق كل ما يتم طرحه وامثلتك للأسف لا تنفع لأنها لها سلسة تعود بها إلى مواد أولية إلا الله فلا اصل ولا سلسلة له بل هو مجرد فكرة لا أكثر والمشكلة أن هذه الفكرة مجردة وزئبقية ولا ارضية قوية لها يمكن أن تقوم عليها .
سؤال أخير سجعل من حجتك غير مجدية :
كيف عرف العلماء أو فكر العلماء حول الاكوان الموازية والابعاد الأخرى ؟
إذا اجبتني سيكون جوابك ناقضا لحجتك لأنك تحتج بالمادة اولا واخيرا سواء تم تصورها أم لا .