الإعلام البريطاني يتحد للمرة الأولى ضد ميردوخ
صلاح أحمد من لندن
GMT 19:00:00 2010 الثلائاء 12 أكتوبر
تتحد في بريطانيا وسائل إعلام مختلفة ومتنوعة مع تواتر الأنباء التي تشير إلى قرب استحواذ
إمبراطور الإعلام الاسترالي روبرت ميردوخ مالك العملاق (نيوز كوربوريشين) على فضائية «بريتيش سكاي برودكاستينغ» التي تمارس نشاطها تحت اسم "سكاي" بصفقة تقدّر بحوالي 12.5 مليار دولار.
لندن: عندما يتعلق الأمر بالمواقف السياسية، فإن الصحافة البريطانية تتميز بنعوت يتداولها الناس فقط في بعض دول العالم الثالث مثل «التعصب» و«الطائفية» وحتى «القبلية».
وقد اشتهرت هذه الصحف بدخولها يوميا في معتركات يراق على جوانبها الكثير من الحبر.
ولكن عندما تجد أن «تليغراف» و«ميل» (ديلي أو صنداي) اليمينيتان اللتان تدعمان المحافظين تقليديا تتحدان مع «غارديان» اليسارية الوسط و«ميرور»، عمود الظهر الإعلامي لحزب العمال، فاعلم آن الأمر جلل ويساوي عندنا «أنا وأخي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب».
أما «الغريب» في هذا المقام فهو الإمبراطور الإعلامي الاسترالي روبرت ميردوخ
مالك العملاق «نيوز كوربوريشين» التي تصدر أيضاً بعض أشهر الصحف البريطانية مثل «تايمز» و«الصن» و«نيوز أوف ذي ويرلد».
وأما سبب توحيده لمؤسسات إعلامية بريطانية متنافرة فهو اقترابه من الاستحواذ بالكامل على فضائية «بريتيش سكاي برودكاستينغ» (بي سكاي بي)، التي تمارس نشاطها تحت اسم «سكاي»، لقاء 8 مليارات جنيه (حوالي 12.5 مليار دولار).
وبهذا يقدم توحّد الصحافة النادر ذاك دعما رئيسيا لمؤسسات كبرى تحتج على الصفقة وأهمها «بي بي سي» التي كان مديرها العام مارك تومبسون، أول من طالب الحكومة بعادة النظر في مفاوضات ميردوخ مع بي سكاي بي.
ويشمل معسكر الاحتجاج أيضا تلفزيون «تشانيل فور» و«بريتيش تيليكوم» (بي تي) وهي هيئة الاتصالات البريطانية، إضافة إلى مكتب المحاماة «سلوتر آند ماي» الذي تولى إعداد الاعتراضات القانونية على الصفقة.
وقد رفعت تلك المؤسسات عريضة مشتركة إلى وزير الأعمال التجارية، فينس كيبل، تطالبه بسد الطريق فورا أمام إتمام هذه الصفقة.
وتقول هذه المؤسسات إن تعزيز ساعد ميردوخ بإتمامه مراده سيكون له عواقب وخيمة على الميزان الإعلامي البريطاني بما يؤدي فقط إلى زلزلة أسس الحوار الديمقراطي في البلاد.
ومن ناحية سياسية بحت، سيشكل هذا الأمر حرجا لرئيس الوزراء المحافظ ديفيد كامرون الذي تسلم السلطة بعد دعم واسع النطاق من الصحف المملوكة لميردوخ وأهما التابلويد الشعبية «الصن» كونها الأكثر مبيعا على الإطلاق.
وإضافة إلى هذا فإن كامرون يوظف الآن آندي كولسن رئيسا للاتصالات في 10 داونينغ ستريت. وكان هذا الأخير يترأس هيئة تحرير «نيوز اوف ذي ويرلد» وهي نسخة الأحد من «الصن».
ويذكر أن «نيوز كوربوريشن»، شركة ميردوخ، تملك أصلا 30.1 % من أسهم «بي سكاي بي»، وتريد الآن الحصول على الـ69.9 % الباقية. وكانت المؤسسة العملاقة قد طرحت سابقاً مبلغ سبعة جنيهات (10.5 دولار وقتها) لشراء السهم الواحد.
ويضع هذا العرض قيمة «بي سكاي بي» على عتبة 18 مليار دولار. ويذكر أيضا أن «بي سكاي بي» أسست في العام 1990 عبر دمج «سكاي تيليفيجن» التابعة لـ«نيوز كوربوريشن» نفسها ومنافستها «بريتيش ساتالايت برودكاستينغ».
وفي مايو / أيار الماضي ذكرت «بي سكاي بي» أنها دفعت مبلغ 160 مليون جنيه (240 مليون دولار وقتها) نقداً إلى شركة «فيرجين ميديا» لإتمام صفقة استحوذت بموجبها على قنوات «تشالانج» و«تشالانج جاكبوت» و«فيرجين 1». وستغير «سكاي» اسم هذه الأخيرة لاحقاً.
وهكذا، ففي حال تبادل العقود النهائية واستحواذ «نيوز كوربوريشن» على «بي سكاي بي»، فستصبح الأولى أكبر مؤسسة إعلامية من نوعها على الإطلاق في عموم المملكة المتحدة. ويقول الخبراء الماليون إن إتمام الصفقة سيعود على ميردوخ، من العائدات السنوية لـ«تايمز» و«الصن» و«نيوز أوف ذي ويرلد» و«بي سكاي بي» مجتمعة، بمبلغ 12 مليار دولار في العام، مقارنة بمبلغ 4.9 مليار دولار الذي تحصل عليه «بي بي سي».