جنتي يحذر نجاد: سياسة الحكومة الاقتصادية ستشعل الغضب الشعبي خلال أسابيع
قال: إن ارتفاع أسعار السلع الأساسية إلى 4 أضعاف يثير استياء الأمة * طهران: صحافيان ألمانيان معتقلان اعترفا بخرق القانون
عناصر من القوات الجوية الايرانية يهتفون ضد الولايات المتحدة واسرائيل خلال صلاة الجمعة في طهران أمس (رويترز) وأحمد جنتي خلال القائه خطبة الجمعة أمس (رويترز)
طهران - لندن: «الشرق الأوسط»
حذر
رجل دين إيراني محافظ بارز حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد أمس من أن خطتها لخفض الدعم الحكومي الضخم على السلع الأساسية، مثل الطعام والوقود، في الأسابيع المقبلة تثير مخاطر إشعال الغضب الشعبي.
وتمثل هذه الخطوة أحدث دليل على الانقسامات داخل النخبة السياسة المتشددة التي تسيطر على الجمهورية الإيرانية، كما تعكس القلق المتنامي إزاء المصاعب الاقتصادية المقبلة. وزادت قيمة بعض فواتير الكهرباء بمقدار عشرة أضعاف في الشهر الماضي. وجاء التعبير عن الاستياء بين المؤيدين التقليديين للحكومة بسبب تعاملها مع الاقتصاد، حتى من بعض كبار رجال الدين في الجمهورية الإسلامية.
وقال آية الله أحمد جنتي في خطبة الجمعة: إن الناس لديهم أسباب للقلق بشأن الاقتصاد. وأضاف للمصلين: «يجب على الحكومة ألا تفعل أي شيء يثير استياء الأمة. هذه هي الأسباب.. ستتم زيادة الأسعار. لقد قيل لي مرارا إن أسعار الماء والكهرباء مرتفعة أكثر مما يلزم. يقال إنها ارتفعت بمقدار مثلين وأربعة أمثال. لقد دعوت الوزير وكتب رسالة.. ولم أتلق بعدُ ردا واضحا. وأقترح ألا يحدث ذلك. ولكن إذا كان هذا هو الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله ينبغي تفسير ذلك للأمة ويجب أن يقتنعوا بأن هذا هو الشيء الصحيح».
وجنتي حليف قوي للرئيس، لكنه يواصل انتقاد الرئيس نجاد في الفترة الأخيرة. كان جنتي قد دعا الإيرانيين، الأسبوع الماضي، إلى الاستعداد لربط الأحزمة على البطون. وقال: «سنواجه فترة من شبه التقشف». وأضاف: «ينبغي أن تكون الحكومة حريصة على تخفيف التوترات والآثار السلبية على الفقراء».
ويمثل خفض الدعم، الذي يكلف إيران ما يقرب من 100 مليار دولار أميركي سنويا، استراتيجية محفوفة بالمخاطر بالنسبة للحكومة وربما يؤدي لإحياء الاحتجاجات المناهضة للحكومة، التي هزت البلاد لشهور بعد انتخابات العام الماضي الرئاسية المتنازع عليها. وسيحصل الإيرانيون الفقراء على مدفوعات مباشرة لمساعدتهم في تحمل ارتفاع الأسعار.
وقال أحمدي نجاد: إن هذه السياسة ستقلل الفقر ولن تزيده، مؤكدا أن «معيشة الناس ستتحسن من البداية».
ومن المقرر أن يبدأ الإلغاء التدريجي للدعم، الذي أرجئ بالفعل 6 أشهر، بسبب خلافات بين أحمدي نجاد والبرلمان، لكن الحكومة لم توضح بالتحديد متى وأين سيجري خفض الدعم. وقال مسؤول رفيع: إن دعم البنزين سيظل ساريا لمدة شهر آخر على الأقل، وهو تأجيل قال محللون إنه قد يعني أن الحكومة أصبحت محجمة.
وتصاعدت الانتقادات من قبل جهات محافظة مؤخرا، وكانت السلطات قد اعتقلت الأربعاء نجل مرجع ديني محافظ بارز ينتهج سياسة معاكسة لسياسة والده، وضاعف مؤخرا انتقاداته للرئيس محمود أحمدي نجاد، كما أفاد موقع «راهسبز» الإلكتروني المعارض. واعتقل مهدي خزعلي بتهمة «النيل من الأمن الوطني وزعزعة النظام العام»، وأودع سجن أيوين في طهران بحسب الموقع.
ومهدي خزعلي طبيب ولديه مدونة إلكترونية ينتقد فيها، بشكل متواصل، سياسة الرئيس، وقد أصبحت مدونته إحدى أكثر المدونات شعبية في إيران. أما والده آية الله المحافظ أبو القاسم خزعلي، وهو عضو في مجلس الخبراء، الذي يتمتع بصلاحية تعيين المرشد الأعلى ومراقبة أعماله وأيضا إمكانية إقالته، فندد بكتابات ابنه.
كان مهدي خزعلي قد اعتقل للمرة الأولى عام 2009 خلال الحركة الاحتجاجية التي تلت انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد لولاية ثانية، ثم أفرج عنه بكفالة. وكانت السلطات قد منعته من الترشح إلى الانتخابات التشريعية عام 2008. ومنذ الانتخابات الرئاسية الأخيرة اعتقلت السلطات الإيرانية الكثير من قادة المعارضة الإصلاحية والمنشقين والصحافيين وأصحاب المدونات الإلكترونية وقد صدرت بحق بعضهم أحكام قاسية.