بعيدا عن الهسهسة، واللغط الذي ترافق مع هذا الموضوع

ادريس المذكور في النسب هذا ليس نبي الله إدريس صلوات الله وسلامه عليه، إدريس المذكور هو إدريس الأكبر بن عبدالله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي وفاطمة من آل محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
وإدريس الأكبر هذا لمن لا يعرفه هو الشيخ الثائر الذي نجى من واقعة فخ، وواقعة فخ هي كربلاء أبناء الحسن، قادها ثائرا حسين الأصغر بن علي الخير بن الحسن المثلث بن الحسن المثنى بن الحسن السبط، ثائرا على المتسلط العنيد موسى بن محمد بن أبي جعفر العباسي الشهير بالهادي.

سقط في الواقعة رجال ونساء من آل محمد، وارتث إدريسا الأكبر مولى له بربري، وفر به إلى المغرب الأقصى حيث جمع الجموع لينقض على المتسلط من ولد العباس هارون بن محمد الشهير بالرشيد.

حيث سُم إدريس الأكبر قبيل ولادة زوجته التي تزوجها إثر قدومه بلاد البربر، سمي الولد إدريسا على اسم والده، وهو إدريس الأزهر، لأن منه تفرعت الشجرة الإدريسية الحسنية.

وبعد، هذا نسب إدريس، ولا ينفع مع النسب سوء عمل، ولا يضر مع حسن العمل جهالة نسب، والنسب يعلم للمسؤولية، وهي مسؤولية الولاية والعاقلة والنفقة وصلة الرحم والميراث والحضانة، وليس له في الفخر إلا سوء المقال لسيء الفعال.

أما تناولكم أنبياء كراما بالتندر فهو أشبه عندي بالعجز ولا يضيرنا ذلك، فكان المستهزؤون لهم وهم أحياء كثر ولن يضيرهم أن يهزأ بهم وبآلهم بعد مماتهم من لا يعلم ولا يعرف ولا يذكر ولا يفقد ويقضى ما يقضى بغيابه ولا يستأذن إن شهد.