المقال بدأ بطريقة عكست الواقع جيدا (الشيعة في لبنان كانوا فعلا مناصرين للحركات التحررية اليسارية و العلمانية و القومية, و كانوا يناصبون الشاه العداوة -يوم كانت بعض المشيخات العربية تعيش تحت عباءته) و هم الى اليوم مستعدين لدعم في اي مشروع بديل تحقق تطلعات الشعوب العربية و آمالها التي هم جزء منها بطبيعة الحال....

لكن عندما وصل الكاتب غسان امام الى مرحلة الحريري و ايحاءه بأن حزب الله كان متضررا منه (رغم ان المشروعين تعايشا بكل وفاق ل12 عاما) تغافل عن سلسلة الاحداث و التغيرات الاقليمية الهائلة التي حدثت.... بدءا من 11 أيلول و صعود مشاريع المحافظين الجدد و غزو العراق ولائحة المطالب من سوريا و ال1559 الخ.... قفز الكاتب عن كل ذلك الى تلميحه الضمني بأن اغتيال الحريري تم على يد حزب الله لان الحريري نغص عليه مشروعه (لم يحدد لنا ما كان مشروع حزب الله يومها )

ثم االامر الغريب حقا هي في الجزء الثالث و الاخير من مقاله, حيث انتقل و بدون مقدمات الى الصورة الاقليمية (كان يجب العكس)... و صور لنا المشروع الشرق اوسطي الجديد المتمثل بتركيا و ايران على انه (بعبع) للعرب (ذكرني بنفس المواقف التي كانت تصور الاتحاد السوفياتي بل و المشورع الناصري نفسه على انه بعبعا),
و الطرافة تأتي عندما يناشد بشار الاسد الى عدم الانجرار الى هذا الحلف الشرير... لكنه لم يقل لنا الى اين يريده ان يذهب؟ لم يجرؤ غسان امام ان يدعوه صراحة الى المحور الاسرائيلي , و لا هو برهن لنا ان هناك بديل ثالث واضح باستثاء مروره السريع على (ثقل مصر السكاني -نحمد الله على اكياس القمح الامريكي) و كذلك على (الثقل المادي السعودي, صاحبة اكبر صفقات تبذير اموال كهباء في تاريخ البشرية)....

ما يهمني من الموضوع برمته, هو ملامح المعارضة للمحور التركي الايراني الناشئ التي بدأت بالتشكل عند الكتاب النفطيين من اتباع محور الاعتدال الاعرابي.. و ذلك يدلنا على آفاق المرحلة القادمة و طبيعة الصراع الآتي و موقف مشيخات الاعتدال و مستقبل علاقتها باسرائيل و امور اخرى سيكون لها وقع على مستقبلنا جميعا...