اقتباس:إعلان الإلحاد أم الهجرة
تقبل إعجابي بك وبعقليتك وشخصيتك، فقصة تحولك للإلحاد واقتناعك العقلي به أمر أقدره جدا فيك.
نصيحتي لك أن تهاجر وذلك لأنني أراك شخصية مباشرة وصريحة وجادة وواعية بحاجة دائما لتعبر عن رأيها ونظرتها بوضوح لا أن تجلس في الظل أو تقبع في الزاوية تسمع ولا تنطق لأن ما ستنطق به لن يرضى ويعجب من حولك وسيجلب لك استنكارهم ودهشتهم وصدمتهم فيك وفي آرائك، وأنت بالطبع تعرف ما سيلحق هذا من تعليقات كـ " الله يهديك يابني "، " الله يردلك صوابك "، "احتفظ بآرائك هذه لنفسك ولا داعي ليسمعها أحد منك" ....إلخ.
إن اخترت أن تعلن إلحادك، سيبدأ الصدام بينك وبين أفراد عائلتك، فإعلان إلحادك سيؤثر عليهم أيضا، فمن حولهم سيحاولون دائما استحضار إلحادك ليؤذونهم بتعليقات سمجة واستفزازات مستمرة، وستجد من يهمس عند رؤيتهم " هؤلاء ابنهم ملحد، أستغفر الله وأعوذ بالله".
إن اخترت البقاء عليك أن تهادن وتنافق من حولك بخصوص الدين والله، أو على الأقل لا تناقشهم أو تجادلهم فيهما، فإعلان إلحادك سيدخلك في متاهات ومضايقات وإزعاجات أنت وأهلك بغنى عنها.
أما إن هاجرت ستجد لك مساحة أكبر من الحرية لتختار الحياة التي تريدها على أن لا ترتبط عند هجرتك بمجتمع لك فيه أقارب ومعارف فهم سيكونون أيصا بمثابة المجتمع الذي هربت منه حتى لا تنافقه وتجامله على حساب أن تتسق أفعالك وأقوالك مع أفكارك وآرائك، وستقع في نفس الدوامة مجددا وإن بصورة أقل وطأة بكثير.
والهجرة أفضل لك فيما يخص زواجك وأبنائك، حيث الفرصة متاحة هناك لأن تحصر وتضيق دائرة تأثير الدين عليهم وعلى تكوين عقولهم، ولا تخاف عليهم وعلى نفسيتهم من مجتمع متدين مغلق أن يؤذيهم في حال أعلنت فيه إلحادك، وستربيهم لوحدك أنت وزوجتك، دون تدخل العائلة من الجهتين لتفعل هذا بالنيابة عنك.
الزميل أبو الفتوح، كان العقل في عونك وقلبي معك، سعيد لوجودك هنا ولقراءة ردك، أثر بي فعلا، وأتخيل وضع الملحدة من النساء كيف يكون، لابد أن معاناتها أضعاف مضاعفة، فالمرأة في مجتمعاتنا الكل وصي عليها، على عقلها وجسدها.