روكي, تعودت في السنوات الاخيرة أن أقضي ساعة الغذاء هي صراحة ٤٥ د بالمشي, بينما زملائي يجلسون بالقاعة الفخمة بشركتنا لتناول الطعام, بينهم من يذهب الى مكدونالد وبينهم من يطلب البيتزا...أخوكم ايميل يفضل دائما ان يسير ٤-٥ كلم ربما أقل بهالفترة لأسباب كثيرة قد أذكرها لاحقا...سبحان الله, دائما وفي الواحدة والنصف تقريبا كان يتقاطع طريقي مع طريق رجل محترم, مهيوب وصل الشيب الى آخر منطقة من شعره زاده إيهابا..وهذا يتمشى دائما مع كلبه روكي شيفر هوند أو الكلب الراعي...مع السنوات والايام احتكيت طبعا مع هذا الرجل الوقور عن طريق روكي, الذي كلما اشتم رائحتي أو شاهدني أسرع إلي...صدقوني اكثر من ٥ سنوات كنا نلتقي يوميا خلال الاسبوع نتبادل الحديث لعدة دقائق و وركي كان أثنائها يلز علي ويمسح فروته البنية بجينزي...اخر لقائات, بداية هذا العام كانت حزينة قليلا, فروكي بلغ سن العجز ولم يعد يخيف أحدا...صاحبه كان يقول لي...أخ عالزمان روكي عجز, روكي معه الان امراض خبيثة, روكي لا يسمع, روكي لا يشاهد إلى عين واحدة....أخر مرة شاهدت الأثنين فيها كان قبل اجازتي في آيار التي استغليتها و سافرت بها وحدي الى ماريوكا في هذا العام...بعد الإجازة و عند مشاويري اليومية لم اعد أشاهد صاحبي, الذي لا أعرف حتى اليوم أسمه...وروكي اصبح عندي جزا لا يتجزأ من ذكرياتي و ماضيي..اليوم, وخلال مشواري التراثي شاهدت من بعيد رجلا وقورا يتمشى مع كلبه, تذكرت عندها روكي وصاحبي الذي دون أسم...فجأة شاهدت كيف الكلب يجري باتجاهي بسرعة...إنه روكي...يا إلهي روكي بعده على قيد الحياة...شعرة البدن مرافقتني للان....احتضنت روكي و اعطيته قبلةً....هذه هي الحياة