Vanilla Sky
مغرور وغير متواضع
المشاركات: 111
الانضمام: Sep 2010
|
RE: من التدين إلى الإلحاد – حديث فتاة
(10-26-2010, 01:38 PM)حنيفا على الفطرة كتب: قول أن الألحاد يجلب السعادة هو ضرب من الجنون و هو من خرافات الملحدين
الملحد الحقيقي هو شخص تعيس و يكره الحياة على غرار جون بول سارتر
الوجودي الفرنسي سارتر انسجم مع إلحاده عندما قال في مسرحية (الذباب) إنه لا يستطيع الإيمان بوجود قيم أخلاقية في عالم لم يتح له الإيمان بوجود خالق فيه. وهو يعود فيعبر عن هذه الحقيقة المنبثقة عن إلحاده بإلحاح أكثر فيقول: (إن الوجودية تقول: إن عدم وجود الله معناه عدم وجود القيم المعقولة كذلك، وعدم وجود الخير بصورة مسبقة، لأن عدم وجود الله معناه عدم وجود وجدان كامل لا متناه يعقل ذلك الخير، وهكذا يصبح القول بوجود الخير أو بوجوب الصدق والنزاهة قولاً لا معنى له)([1]).
إن المسافة بين كلام سارتر هذا، والذين يدعون إلى تدريس الأخلاق بدلاً عن التربية الدينية، جدّ قصير .. إن كلاً منهما يعلن عن عدم الحاجة إلى البحث عن وجود الله والخضوع لسلطانه، غير أن سارتر أقرّ بما تنطق به الحقيقة عندئذ، من عدم وجود قيم أخلاقية في عالم لا يوجد له فيه إله، أما الآخرون فيؤكدون أن انضباط المجتمع الإنساني بالأخلاق الفاضلة لا يحتاج إلى وساطة إله. ولعمري إنهم ليعلمون أنها لن تكون حينئذ إلا أخلاقاً وهمية وقيماً كلامية، إذ الأخلاق والقيم لا تُفرض على المجتمع إلا من علُ، وهيهات أن يتسابق الناس فينجحوا في أن يفرض بعضهم إياها على بعض.
وأقول بحق: إذا ثبت أنه لا حاجة إلى توظيف الإيمان بالله من خلال تربية النشء تربية دينية، فقد ثبت ما قاله سارتر من أنه لا توجد قيم أخلاقية في عالم لا وجود للخالق فيه .. إذ إن الاعتقاد بعد الحاجة إلى توظيف الإيمان بالخالق، يساوي القول بعدم وجود الخالق، إلا في مقياس المتلاعبين بالعبارات المختبئين وراء لغو الإشارات
بخصوص 5 مرات في اليوم فالملحد يتعذب نفسانيا 5 مرات في اليوم نتيجة سماع الأذان الذي يشمئز منه قلبه
و يحس بضيق الصدر عند سماعه
( وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون ( 45 ) سورة الزمر
لا أدري كيف لمن يجهل شيء ولم يجربه أن يجزم به ويفتي فيه.
تصدق يا عزيزي أني لم أعرف - لن اقول السعادة فهي نسبية جدا - بل الراحة والاتساق بين عقلي وقلبي وقولي وفعلي إلا عندما تركت الله ودينه وخرافاته خلف ظهري.
برأيي لا علاقة بين الله والدين بالأخلاق، فالأخلاق وجدت قبل الله وأديانه، وكانت ستبقى تتطور مع تطور الإنسان العقلي والعلمي والمعرفي والتكنولوجي حتى إن لم نتعرف على الله وأديانه - فلا علاقة أيضا بين التطور في هذه الأمور بالله والدين -، حاجة الإنسان للأخلاق وللقانون نابعة من حاجته للحفاظ على نفسه وممتلكاته ولاستمراره في هذه الحياة بهدوء وسلام فلا يعتدي ولا يعتدى عليه، وإن حصل فقانون المجتمع الذي يعيش فيه والذي يطبق على الجميع هو الفيصل والحكم.
أعرف طفلا كان بمجرد سماعه مؤذن الجامع القريب من منزلنا يؤذ، يجري لباب المنزل حاملا حذاءه صارخا في المؤذن أن يسكت، فأضحك من تصرفه العفوي الصادق تجاه هذا العناد المستمر لإزعاج الكل يوميا 5 مرات في اليوم.
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 10-26-2010, 03:04 PM بواسطة Vanilla Sky.)
|
|
10-26-2010, 03:02 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}