{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
«السنكري» في لبنان.. «بروفسور» من نوع آخر
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #1
«السنكري» في لبنان.. «بروفسور» من نوع آخر
«السنكري» في لبنان.. «بروفسور» من نوع آخر
http://www.aawsat.com/details.asp?section=67&article=592614&issueno=11656
في ظل زيادة الطلب وقلة العرض
لا يختلف اثنان في لبنان على مدى صعوبة إيجاد السنكري المتمكن الذي يستطيع حل أي مشكلة منزلية
بيروت: فيفيان حداد
قد تكون مشكلة المشكلات في لبنان إمكانية استقبالك من قبل مستشفى ما إذا ما وقعت جريحا أو مريضا، وذلك بسبب تقصير الدولة في ضمان المريض وتأمينه.

ولكن قد تتفاقم المشكلة في حال فاض خزان المياه في منزلك، أو تعطلت لغة مرور المياه في الحنفيات أو تعرضت لانسداد قوي في شرايين التمديدات في بيتك، مما يمكن أن يسبب انفجارا مدويا وأنت تنام قرير العين «ولا سنكري لمن تنادي».

فأصحاب مهنة «السنكري» - أو «السمكري» أو «السبّاك» - يعملون وفق المواعيد وحسب لائحة الزبائن المدونة لديهم وقد لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة في كل منطقة. وبالتالي، غدوا أشبه بـ«عملة صعبة» ليس من السهل التعامل بها؛ إذ يصعب في لبنان اليوم الاتصال بالسنكري أو تدبر موعد مسبق معه إلا بعد جهد جهيد ومع كثير من المنّ، ويرى بعضهم أنه تحول إلى «بروفسور» يعز الوصول إليه، والظفر بخبراته. وكان الرئيس اللبناني الراحل إلياس الهراوي أول من تطرق إلى هذه المشكلة عندما ناشد اللبنانيين في أكثر من مناسبة أن يوجهوا أولادهم نحو الاختصاصات الحرفية التي باتت نادرة أو معدومة في البلاد. ويومذاك أشار إلى أن اللبناني سيواجه أزمة جادة في الموضوع مع بداية الألفية الثانية؛ إذ إن الغالبية تفضل أن يتخصص أبناؤها في مجالات الهندسة والطب والمحاماة بدل السنكرية (السباكة) ونجارة الخشب أو تلحيم الحديد.. مثلا. وكان الرئيس الراحل قد تنبه لوجود هذه المشكلة عندما كان بصدد بناء منزل له في ضواحي بيروت فذاق الأمرين لتأمين اليد العاملة اللبنانية.

اليوم لا يختلف اثنان في لبنان على مدى صعوبة إيجاد السنكري المتمكن الذي يستطيع حل أي مشكلة منزلية تواجهها وفي أقل وقت ممكن. بل لا يقل أجر السنكري عن التعريفة الرسمية المعممة لدى زيارتك الطبيب في لبنان وهي خمسون دولارا، وأحيانا تتضاعف لتصل إلى المائة دولار وما فوق.

ويقول بيار قزح، وهو سنكري منذ أكثر من عشرين سنة، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إنه شخصيا لا يشجع ولده على العمل في هذه المهنة على الرغم من أنه يرافقه عادة في زياراته لبيوت الزبائن أو لورش البناء التي يتسلمها، ويؤكد أن «السنكري غير مرحب به في المجتمع والصالونات اللبنانية.. إذ يعتبر أقل شأنا من أصحاب الاختصاص والعلم على الرغم من أنه في البلدان الأوروبية والأجنبية عامة يكنون له كل احترام».

هذا، ويستغرق العثور على سنكري أحيانا أكثر من أسبوع، وإذا ما وجدت أحدهم بسرعة فهو يطلب أجرا إضافيا لأنه تمكن من تلبية طلب الزبون في الوقت المناسب مما جنبه تداعيات أسوأ من المشكلة التي واجهته سواء في صالة الغسل أو المطبخ أو غرفة الاستحمام.

وأحيانا كثيرة يأتي السنكري على رأس عاملين آخرين يرافقانه، ويكون بمثابة المشرف العام عليهما، يدلهما على طريقة التصليح وكيفية القيام به، بينما هو جالس يرتشف فنجان قهوة ويدخن سيجارة بهدوء.. مستحقا بذا لقب «البروفسور» أو الدكتور.

ومثل السنكري، كذلك النجار والحداد والدهان والبلاّط والبنّاء وغيرهم من أصحاب المهن والحرف اليدوية التي تعتمد أولا وأخيرا على أنامل العامل وخبرته. أما أكثر من يعاني من طريقة التعامل مع هؤلاء، فالمهندسون واختصاصيّو الديكور، الذين يضطرون أحيانا كثيرة إلى أن يقوموا بهذه الأعمال شخصيا للتعجيل بإنجاز العمل أو الورشة وتسليمها في الوقت المناسب. وهنا لا بد من الإشارة إلى انعدام وجود مدارس أو معاهد خاصة مختصة في تعليم مهنة السنكرية في لبنان، بينما توجد معاهد لتعليم النجارة والحدادة والحرف الكهربائية. وعليه، عادة ما تتوارث هذه المهنة أبا عن جدّ وتكتسب عبر الممارسة.

أما على الصعيد العملي، فعادة ما يستعان بالسنكري عند وجوب القيام بإمدادات المياه داخل منزل في طور التشييد أو الترميم أو التصليح، وأحيانا أخرى يستعان به لحل ألغاز لا يعرفها سواه إن في مشكلة تسرّب المياه مثلا أو انسداد مجرى معين.

وتتذكر ندى منيمنة، وهي سيدة في العقد السابع من عمرها، أن أجرة السنكري في الماضي كانت لا تتجاوز الـ5 ليرات لبنانية في اليوم، وكان أصحاب هذه المهنة ينتظرون من يحتاجهم أو يتصل بهم نظرا لعددهم الكبير في ذلك الوقت، أي في عقدي الستينات والسبعينات. وتؤكد أن ربة المنزل هي أكثر من تستفيد من السنكري الجيّد ولذلك تعامله معاملة حسنة لكي يلبيها في كل مرة تحتاج فيها إليه.
10-27-2010, 09:45 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
«السنكري» في لبنان.. «بروفسور» من نوع آخر - بواسطة بسام الخوري - 10-27-2010, 09:45 AM

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 3 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS