أعتقد أن التقنين المبالغ فيه يتسبب في تأخر المجتمعات، فيما عدا ذلك فإن الصحيح واضح والقبيح واضح. أعني مثلا، تتفق الإنسانية أن القتل والسرقة والاغتصاب والأعتداء بالضرب والسب... الخ أمور قبيحة. كما تتفق أن التعليم والعمل وإعانة المحتاج وزيارة المريض والصفح .... الخ أمور صحيحة. وهذه لا يختص بها دين دون الآخر! هذه يمكن لأي "عاقل" معرفتها.
ليس مكتوبا في كتاب سماوي أن قطع الإشارة على سبيل المثال محرم! ولكن بالإدارك والوعي الإنساني تعرف أن هذا غير صحيح وقد يتسبب في مقتل شخص آخر

1 - حسنا ماذا تقصد بالتقنين المبالغ فيه وماهي حدود المبالغه ؟ وماهي المجتمعات التي تخلفت مثلا بسبب التقنين المبالغ فيه ؟ أعط مثالا


إن سلمت بالأولى فحلت الثانية! مادامت هذه الأمور ليست من الاعتداء بشيء فمالي ولها ولتكن ما تكن

مثلا أن تشاهد شخصا يقول أن وجود الله لا شك فيه وأن الإسلام هو الدين الحق وأن ماسواه باطل هل تعتبر هذه حريه شخصيه مثلا أم ستقول عنها اعتداء على مشاعر اللادينين والملحدين . ماهي حدود الاعتداء من وجهه نظرك ... فقد يكون أمرا ما محبذ لدى فئه من الناس في وقت يكون لدى آخرين اعتداء وعند آخرين حريه شخصيه فلاهي محبذه عندهم ولا هي اعتداء .. الذي اقصده هو من هو الذي يحدد أن هذا اعتداء من عدمه ؟


بحسب طبيعة الشخص، قد يعبر عن رفضه بالابتسام أو قد يجادل لتوضيح فكرة معينة. كأي شخص -متدين مثلا- عندما يجادل من أجل فكرة دينية معينة، أو يكتفي بـ "إنك لا تهدي من أحببت"

المؤمن يكشف إيمانه ويجادل فيه في المجتمع بينما بعض اللادينيين أو الملحدين يخفي جانب الحاده ولا يناقش مبادئه الإلحاديه أو اللادينيه بنفس الدرجه الذي يمارسه المؤمن في طرح آرائه وأفكاره وما يقتنع به . فالأمر ليس مقتصرا على مجادله فكرة معينه أو أمرا معينه يمكن قبولها أو رفضها بل الأمر متعلق بالأصل والأساس وهو وجود إله للكون وينبني عليها تصرفات كثيره فالأمر أكبر من كونه خوض في جزئيات أو فروع .

معظم القوانين لا تتصل ضرورة بالدين ، بل في الحقيقة مَن من المتدينين يقف عند الإشارة "لله" في الواقع هو يفعل لأجل القانون ولحفظ السلامة العامة. نعم يصوم لله ويصلي لله ولكن هل يقوم بتجديد (استمارة السيارة مثلا) لله؟

ولكن المؤمن على كل حال يخاف من العقوبه سواء كانت عقوبه قانونيه أو ميتافيزقيه ولكن اللاديني هل هو نفس الشيء مثلا لا يفعل ماهو مطلوب إلا بالتخويف من العقاب ؟ هل عندما لا تقتنع بقانون معين ستضرب به عرض الحائط ولا تبالي بحجه رفض المنطق لهذا القانون ؟ هل ستمارس قناعاتك الشخصيه فقط أم أن عامل الخوف من العقوبه هو الحافز الأساسي ؟


وهل يحل الدين مصاعب الحياة؟ لو كان كذلك لما وجدت الملل والنحل (التي تنقص وتضيف على الدين) واللادينيين! ربما تعني بدون وجود "الله" الذي تلجأ إليه عن المصاعب وتتكل عليه في أمورك، إن كان هذا ما تعني فالاعتماد على ذات في حل المشاكل يزيد الأمر سوءا ويحمل على الكسل والتواكل

الملحد أو اللاديني عندما يفقد الماده ويكون معدما ماديا هل سيكون بنفس شعور المؤمن ؟ هل لديه قيمه غير ماديه كالمؤمن ؟ هل سيشعر بقيمته كما يشعر المؤمن كأن يفسر أنه ابتلاء وامتحان وأنه اختبار من الله وأن كل شيء مكتوب مثلا أو أنه سيعوض بذلك في الآخره ؟ طبعا بالتأكيد لا فالملحد أو اللاديني ليست لديه هذه الأمور وهذه نقطه تحسب لصالح الدين ويؤكد أن الدين عامل مهم في تحمل مصاعب الحياه وشقاوتها وأتعابها وحرمانها وإلا فالملحد أو اللاديني قد ينتحر أو يصاب بالهلاوس وفقد القدرات العقليه أو الإصابه بالإنهيار العصبي أو يقوم بالسرقه لتعويض النقص المادي كونه لن يعيش حياه غير هذه الحياه ولابد أن يعوض عن أي حرمان في المعيشه بشكل عاجل فلا يوجد أحد يعوضه عن حرمانه متع الحياه أما مسأله التواكل والكسل فهذا موضوع آخر .



بل بالعكس الملحد لا يرى شيئا فوق الإنسانية على غرار المتدين الذي قد يقتل ويستبيح حق الإنسان من أجل قوة خارقة عظمى!

كيف لا يرى شيئا فوق الإنسانيه ؟ هل هي بالتطور مثلا بحيث يرى الإنسان أعلى الحيوانات مرتبه في التطور ؟ أم ماذا تقصد بالضبط خصوصا أنه عندما نستخدم النظرة الالحاديه فأن الحيوان له الحق كما الإنسان ولا يوجد فرق سوى أن مجموعة الصدف خدمت الإنسان وجعلته أعلى مرتبه من الحيوان
لا أكثر وإلا فجميعهم واحد وأصلهم من خليه ؟ هل تؤيدني في هذا ؟ حدد النظره بشكل أدق
وبالنسبه أن الدين أو الديني قد يقتل من أجل قوة خارقه عظمى فلا ننسى أن الإلحاد قد تسبب في القتل بشكل مهول من أجل القوة الماديه العظمى ولا تنسى أيضا أنك معرض في كل لحظه للقتل في الشارع أو المنزل من قبل اللصوص وعصابات المخدرات الذين يهمهم في المقام الأول الماده وهي الدافع لهم على ارتكاب القتل والترويع في سبيل الماده !! إذا فالملحد أو اللاديني لديه حافز ممارسه القتل واستباحه حق الإنسان الآخر في سبيل الماده ؟ الفرق أن المتدين قد يقتل في سبيل الله أو أي سبيل آخر بينما الملحد أو اللاديني يقتل في سبيل الماده وكما يقال تعددت الأسباب (والقتل) واحد !!

عموما اشكر لك مرورك الكريم وبانتظار استمرار نقاشك وكذلك ننتظر مزيد من الأخوه اللادينيين