اقتباس: لماذا تعتقد أننا منساقون خلف السياسة الأمريكية ؟

عزيزى بهجت ,أنا لا أوجه إتهاما لأحد بعينه ولكن أبديت ملاحظة عامة. فى أوقات كثيرة ألاحظ أن اللحن الذى يعزف بأمريكا بيتم الرقص على أنغامه بعدها مباشرة من بعض الدوائر بالعالم العربى ويحضرنى الأن مثالين هما مسألتى الوهابية وإيران. فضائح ومخازى الوهابية قديمة قدم نشأتها ومهازل القضاء السعودى والفتاوى الكوميدية ليست بالشئ الجديد على الإطلاق ولكن الجديد هو الموقف الأمريكى منها. نفس الأمر بالنسبة لإيران فبمجرد أن بدأت حدة الخلاف تزداد مع إيران بشأن برنامجها النووى تزامن ذلك مع موجة هجوم غير مسبوقة على الشيعة أخر فصولها كانت عملية مباهلة تذكرك بأجواء قريش وخزاعة وغطفان إلخ جرت وقائعها- وللأسف الشديد- فى القاهرة. أنا لا أعتقد أن الأمر مجرد correlation بل يتعداه إلى ال causation لكن هذا موضوع أخر.

اقتباس:الفارق الأساسي ان الشافعية المصرية كانت مسالمة هادئة موالية للدولة ،و لكن الوهابية مثل الفيروس النشط ، عدوانية تكفيرية معادية للدولة ،و تملك الثروة و النزق كي تبددها على التخريب .

أعتقد أن تلك المسألة هى محور سؤالى وأيضا نقطة الخلاف بيننا ووجهة نظرى أنه فى الحقيقة لا فارق يذكر بين الشافعية المصرية والوهابية السعودية والقضية يمكن تلخيصها بعبارة same shit, different flavor.
تاريخيا, فالشافعية المصرية ممثلة فى الأزهر كانت حجر عثرة فى طريق التحديث ولو راجعت مواقف وأراء وفتاوى الأزهر قبل ظهور الوهابية للوجود وخروجها للساحة الإقليمية ستجد أنها فى كثير من الأحيان متطابقة مع الوهابية.
خطورة المسألة تكمن من وجهة نظرى فى أنه هناك إعتقاد خاطئ لدى البعض بأنه يمكن إستخدام الأزهر فى مكافحة التطرف الدينى وبالإضافة لخطأ هذا الأسلوب من التفكير- لأنه ليس من المنطقى أن يكافح الشئ نفسه بل سيميل للحفاظ عليها بحكم غريزة البقاء- فالتجربة على أرض الواقع أثبتت فشل هذا الأسلوب ويحضرنى هنا نموذج ندوة للرأى وهو برنامج دينى أسبوعى كان يعرضه التلفزيون المصرى فى الثمانيات عقب إغتيال السادات وعبارة عن حوار بين رجال المؤسسة الدينية الرسمية وأعضاء الجماعات المتطرفة المقبوض عليهم والنتيجة كانت إنفجار موجة العنف فى النصف الثانى من الثمانينات وحتى نهاية التسعينات and the rest is history.

اقتباس:يجب أن يحترم كل منا ثقافة الآخر و خياراته بدون تدخل سافر أو مقنع ، فلا يتدخل المصري أو السوري في خيارات السلطة السعودية عندما تطبق الفقه الإسلامي الوهابي كقانون لإدارة المجتمع بحجة نشر المدنية و الحضارة ، ولا يتدخل السعوديون في خيارات العرب الآخرين عندما نرفض تطبيق هذه الحدود باسم حمايتهم للإسلام .
إن استغلال حاجة العربي للعمل في دول النفط لفرض معتقد خاص أو إلزامه بتطبيق مذهب محدد ،أو تمويل الحركات الأصولية و الإسلامية تحت مسميات متعددة بهدف ضرب و إحراج الحكومات العربية و دفعها لتطبيق الحدود ، سوف يؤدي إلى تفجر الصراع العربي – العربي من جديد ، كما حدث في الحقبة الناصرية .

نظريا كلام جميل لكن على أرض الواقع فالصراع دائر بالفعل والجنوح للسلم فيه بيتم ترجمته داخل العقل الأصولى على إنه ضعف وفرصة للتوسع خاصة وأننا نعيش فى عصر قاربت فيه الحدود السياسية على التلاشى بفعل التكنولوجيا وبالتالى فنظرية الباب اللى يجيلك منه الريح سده وأستريح لم تعد تجدى لأنه لم يعد هناك باب من أساسه وبالتالى لم يعد هناك مفر من الصدام ليس مع وهابية السعودية فقط ولكن مع اليمين المسيحى وبالذات النوع الأمريكى منه وحتى لو جنحوا هم للسلم فلايجب مصافحة أيديهم إلا وهى مقطوعة وتقطر دما- اللهم إلا إذا كنت تحاول ضربهم فى بعض فهذه مسألة أخرى.