الرد على: لماذا لا يخاف الملحد من عذاب الآخرة ؟
سبحان الله
صدقوني لا تقومون بشيء سوى بمحاولات للضحك على انفسكم وتبرير سقطات ومخالفات الإله , الإله ينبع من عقلكم وعقلكم غير معصوم فبالتالي كل ما تقولونه عن الإله هو قمة التناقضات.
وأكثر ما اضحكني هو القول بأن :
الله خالق الخلق والدكتاتوري ليس كذلك ؟؟؟
ولكن يا زميلي هل أنا اتحدث عن الخالق وحرية التصرف , أنا اتكلم عن مفهوم العدل , فالعدل واحد سواء كان على الأرض أو في السماء ونحن سنحاسب على ما اعتدنا عليه في حياتنا وليس على مالام نعتد عليه من مثل أن الله خالق فيحق له معاقبة من لم يؤمن به , لا يوجد على الأرض شيء يبرر لأي شخص أن يفتل مثلا بسبب امتلاكه سلطات معينة فالجريمة واحدة والعذاب والتعذيب واحد سواء أقام به الله أم غيره وقيام أي كائن بأي فعل لا يعطي ذلك الفعل أي شرعية , وهنا نجد ان الله سيعاقب من لم يؤمن به وهو نفس تصرف الدكتاتوريات البشرية , وهذا التصرف لا يتغير اسمه بتغير فاعله , والحق لا يعرف بالرجال بل يعرف الرجال بالحق كما قال علي.
وأنتم في كل حججكم عن تعذيب الكافر والمشرك تنطلقون من فكرة أن المشرك الكافر هو إنسان مجرم وهذا جريمة بحد ذاتها فلا أحد يحق له ان سقف المخالف بالمجرم فهو هنا معتقد والإنسان لا يحاسب على معتقده بل على فعله , فإن اعتقد إنسان بعدم وجود إله وقام بكل الافعال الخيرة فماذا سيدخله النار بعدها , هل الله له ثأر شخصي مع المنكرين له , وكذلك أي يعدل هذا الذي يجعل من المؤمنين يدخلون الجنة ولو فعلوا كل الموبقات ويجعل المنكرين يدخلون النار ولو فعلوا كل الحسنات والخيرات , فهذا الميزان الاعوج لا يوجد إلا عند من باع ضميره لوهمه وسمى هذا الوهم إلها .
المجرم في الأرض يعاقب حفاظا على المجتمع وليس من أجل معاقبته فهو لا يعاقب من أجل العقوبة بل من أجل تنظيم المجتمع زالتقليل من الاشياء المؤذية له , وفي الآخرة لا يوجد شيء يستطيع الكافر ( أو المجرم كما تصفونه ) أن يؤذيه فتكون عقوته على عقيدته وفكره ما هي إلا سادية وتعذيب من أجل التعذيب ولا شيء آخر .
ومن ثم ما هي هذا الشيء الذي له عذاب ابدي وبنفس الوقت ينال آخرون جزاء ابديا ؟ فلا الأول عمل فعلا يحتاج جزاءا ابديا ولا الآخر فعل ما يستحق أن يعطى عليه ثوابا ابدي , فلا هذه تستقيم ولا هذه , والاحتجاج بالايمان فهذا مجرد احتجاج كأنكم تقولون أن البطاطا لذيذة أي كأنكم تقولون أي كلام .
ومن ثم فالايمان يقوم على القين المطلق وهو هنا غير متحقق بتاتا فيما يسمى بالكائن الخالق , فلا يوجد يقين مطلق في هذه المسألة بل يقين نسبي والنسبية لا تستحق لا ثوابا ولا عقابا .
والتناقض الذي في ربكم هو أنه يتكلم عن العدل وهو أول من يخالفه , فلا يوجد أحد يعاقب من لم يؤمن بالفراغ إلا الله , فإذا لم تؤمن بشيء ما يسمى بالله ( وهو في الحقيقة فراغ ) فأنت في جهنم مستحق لعقابلها , والغريب في الموضوع أن المروجين للفكر الابراهيمي يقولون بأن الايمان واجب بناء على أن الله وهبك الحياة والعقل ولكن يتناسى هؤلاء أن رد الجميل يكون بالمثل أو بأفضل وليس بأقل أو بغيره , وهنا نحن بداهة لا نستطيع أن نرد أي جميل مزعوم للإله , فلا نستطيع أن نهبه الحياة ولا أن نسخر له شيئا , والعبادة لا يستفبد منها الإله في شيء بل ما هي إلا محوالات بشرية لإيهام النفس بأننا نقوم بواجبنا نحو إلهنا وكأن الله محتاج لنا لنقوم بواجب نحوه.
بالنسبة لموضوع المجرم ومعاقبة الدولة له , فأستنتاجك هو الخاطئ , فالمجرم قد يهرب من الدولة وقد تكون له سلطة فلا تستطيع الدولة أن تعاقبه وهنا نجد تكافؤ في القوة ولكن الله مطلق القدرة وكذلك فأنت مطلق القدرة ايضا أمام نملة من النملات فإذا قتلتها بحجة عدم فهمها لك تكون حينها طاغية وقاتلا ولا يبرر فعلك هذا كونك مجرد أقوى منها أو أكثر علما منها .
ومن الغريب والمضحك ايضا هو الافتراض القائل بأن الإنسان يجحد بنعمة الله , ولكن هل الله يصيبه شيء إن جحد الإنسان نعمته , طبعا لا ولكن الحقد من الطرف الآخر يأبى إلا أن يدخل من لم يؤمن مثل إيمانه النار , ومن البديهيات أن الطرف الآخر إذا لم يتأذى فهذه لا عقوبة عليها وإذا لم يستفد فمحاولة اعطائه شيئا تشبه عدم اعطائه اي شيء فلا الله يمكن ايذائه ولا نفعه بأي شيء ولذلك لا معنى لأي عقوبة في الآخر للمنكر له ولا معنى لأي ثواب في الآخرة للمعترف به , فهل إذا جئنا ومزقنا ورقة رسم عليها أحد الاشخاص فهل هذا يستلزم اعدامنا ومعاقبتنا , وكذلك الله فالله لا يمكن اذيته لتتم عملية المعاقبة من قبله , وانظر هنا يا اخي فإن العقوبة تأتي من مبدأ أن الايمان بالله هو قمة الخير وهذا لا يوجد سوى في فكر وعقل من يريد أن يسوق لهذه الفكرة , كما يفعل التجار لسلعهم فيقولون بأننا لسنا الوحيدين ولكننا الافضل.
وممارسة الله لسلطته على من هم اضعف منه هي دكتاتورية وتسلط وطغيان ولا فرق في العمل وصفته إن قام به الله أم الشيطان , ولو كان يوجد إله آخر لما رأينا تسلطا لهذا الإله على غيره لأن الإله الأقوى منه سيمحقه ويريه مقدار نفسه , وكم نحتاج لإله عادل يعلم هذا الإله معنى الحرية والعدل والحق فهذا الإله لم يجد من يردعه فتكبر وتجبر على غيره لا لشيء سوى ليملا فراغا في نفسه فقط .
وأما ادعاء أن هذه هي صفات خالق الكون ؟
فهذه من الكبائر ومن الفظائع , فكل ما يقال عنه مجرد افتراضات وكلام يقال عليه وهو في الحقيقة كذب وبهاتن , فالله ليس كما قال عنه بعض اللذين يبعون الدين مقابل سلطة وشهوة نفسية .
ومن يصد عن سبيل الحق هم من احتكر الله وصفاته وافعاله وليس من حاول أن يدفع هذا الجرائم التي يتم وصفه بها ومن ثم تبرر بأن لله حكمة أو علما أو مقدرة , فقبل أن تتهموا الغير بالصد عن الحق ارجو منكم ألا تمارسوه على غيركم من البشر ولا مانع من ممارسته على انفسكم فلا ضير في ذلك , ولكن أن تحتكروا الحقيقة فهذه جريمة مثلها مثل أي جريم أخرى وخاصة إذا تبجح القائل بامتلاكه لهذه الحقيقة وادعى أنه يعرفها , فلا فرق حينها بين الكذب والصدق ما دامت الادعاءات تثبت عن طريق التقديس لها وليس لأنها ادعاءات حقيقة فعلا.
نسأل الله للبشر الهداية من وهم امتلاك الحقيقة ومعرفة الإله.
وشكرا
|