(11-05-2010, 09:48 PM)اولتميت واريور كتب:  لماذا تركنا الله في هذا الضلال بدون نبي أو رسول كل هذه السنين ؟
__________________________________________________

لماذا جعل الله ثلاثة اديان وبعد ذلك قال ان الدين الاسلامى هو الدين الحق لماذ لم يجعل الاسلام هو الدين الوحيد الصحيح من الاول؟ الم يكن ان يعرف الاسلام هو الذى سوف يكون الدين الصحيح قبل ان اتزل الكتب السماوية؟
__________________________________________________________________

ما الذي تقصد إليه بكلمة تركنا الله في ضلال ؟؟
لعلك تقصد أنه لا بد لكل جيل من أجيال البشر أن يكون بين يديه نبيا مرسلا يراه ويناقشه ويرى على يديه من المعجزات ويكون معه كتابا منزلا .. إذا كان هذا مقصد سؤالك فالله سبحانه لم يتركنا نحن وحسب كما تقول .. بل ترك أجيالا كثيرة من قبلنا دون نبي أو رسول، في حين كنت ترى أن نبيين اثنين من المرسلين أرسلهم في وقت واحد كما كان الحال مع نبي الله موسى وأخاه هارون إذن لابد أن الله سبحانه بناء على تخريجك لا يعرف متى يرسل الرسل ولمن يرسلها ويترك الناس في ضلال.
أقول إن علامة الضلال ليس بوجود نبي أو بانتفاء وجود النبي كما تقول، بل علامة الضلال هي الانحراف عن هدي الله سبحانه سواء بوجود النبي أو في فترة الرسل. بدليل أن من تسميهم أصحاب الضلال كانوا أثناء وجود الرسل ومع عدم وجودهم بل ربما بوجودهم أكثر بكثير من فترة عدم وجود الرسل كفرعون وهامان وقارون وعمرو بن هشام والنمروذ وسواهم.
أما لماذا جعل الله أديانا ثلاثة؟؟؟ لو كنت أكثر دقة لكنت قلت لماذا جعل الله كل هذه الأديان فالأديان على مقياسك أكثر من ثلاثة ، دين على عيسى ودين على موسى ودين على إسماعيل ودين على إبراهيم ودين على يعقوب ويوسف ودين على إدريس وداوود وسليمان وتأتي بكل نبي لتسأل لماذا جعل الله له دينا ؟؟
السؤال الذي تطرحه ينم عن عدم معرفة بالأديان وبطبيعة تعاليم الأديان، وأقصد بالأديان التي نعتبرها من مصدر رباني ونسميها تجاوزا ( الأديان السماوية) لا الأديان الشركية كعبادة النار والشمس .. فالدين كل دين ينقسم قسمين اثنين :
القسم العقدي والقسم التشريعي
أما القسم العقدي فهو الذي يتعلق بأساسيات الإيمان كالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر .. وهذا القسم لو أتيح لك أن تعود إلى التعاليم والكتب من عند الله سبحانه فلن تجد فرقا واحدا بين ما تدعو إليه هذه الأديان وإلا لانتفى أن تكون من مصدر إلهي واحد، وأرجو ألا تسألني عن قضية الاختلاف في عقائد الناس اليوم من أصحاب الديانات حتى لا أحيلك إلى ما طرحته أنت من قضية الضلالات والانحرافات التي طالما انزلقت بالبشر عن هدي الكتاب. ولا يغرنك أن يسمي المسلمون الإله ( الله) أو يسميه الإنكليز (God ) في حين يقول الإيرانيون (خودا) .
أما القسم التشريعي فهو ما يتعلق بالمعاملات والعبادات وهذا القسم هو الذي تجد فيه الاختلاف بين الأديان من مثل أن تجد تحريم الخنزير في شريعة خاتم النبيين في حين تجد أن من كانوا على شريعة نبي الله موسى قد حرم عليهم ما ليس محرم على من جاء بعدهم من الطعام ككل ذي ظفر والحوايا مثلا ، وكانت تعاليم الطهارة أشد مما هي في تعاليم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .
إذن .. فالجانب العقدي هو الجانب الناظم والأهم لكل هذه الأديان، ولذا فإنك لو رجعت اليوم وبعد مئات السنين لتعاليم هذه الأديان الثلاثة التي ذكرتها ستجد وعلى الرغم من الإختلاف الكثير من أوجه الشبه ، أما سبب الاختلاف هذا فليس مصدره ربانيا بل مصدره البشر الذين ينقلون التعاليم ويفسرونها ويخرجونها ويطبقونها والمستفيدين منها ومن تبديلها وتغييرها على مدار العصور لا يقل عن هذا أتباع ديننا الحنيف