الزميل قناع الهيثم
الشرور موجودة وستدوم ما دام الإنسان موجودا , والحياة هكذا فيها السعادة وفيها الحزن , فيها الآلام وفيها المصائب وفيها وفيها , والغالب من هذه الاشياء نقوم بها نحن إما ضد بعضنا أو حتى ضد انفسنا , ما عدا كوارث الطبيعة فهذه لا دخل لنا فيها .
الدين لن يقلل ولن يزيد من الشرور , فالإنسان السيء سيبقى سيئا , والإنسان الجيد سيبقى جيدا , والمشكلة أن تاريخ البشرية على الغالب يضم بين ثناياه الدين وسلطانه , وبرأيي أنه حتى من دون دين فإن الحروب ستبقى وكل افعال الإنسان الشريرة , ولكن قد نرى أرضا من دون دين أكثر حرية وتحررا من أرض باع الإنسان فيها حريته من أجل شيء ما قد يحصل عليه أو قد لا يحاصل , أي أنه قامر بحريته , تلك الحرية التي لن يعرف معناها وقيمتها إلا من تحرر من سلطان البشر السابقين الذين اوهموا الآخرين بأنهم انبياء وأن الله عنده برلمان وله حزب واحد منتصر , فلو كان الله يريد حزبا منتصرا ومن أجله خلق الجنة لكان وضعه في الجنة مباشرة وليس كما يقال : ليميز الخبيث من الطيب وكأن الله لم يعرف الخبيث من الطيب سابقا.
أعتقد أن بشرا من دون دين هم أكثر حرية من بشر هم اتباع لدين , فالإنسان اللاديني سيقوم بعمله ولن يبره بأنه اوامر إلهية أو شيء مقدس , ولكن صاحب الدين ستراه يدافع عن كل أعماله باعتبارها عبارات ومقدسات , أي أن الجريمة تقدس عند الإنسان صاحب الدين , بين عند الإنسان الآخر فهي جريمة ويعرف أنها جريمة ولا يبرر جريمته من أجل الإله والحصول على جنته المزعومة.