هجوم سوري عنيف على قوى 14 آذار : 'صبيان فيلتمان الأغبياء'
طباعة أرسل لصديق
كامل صقر - القدس العربي
08/ 11/ 2010
تتابع القيادة السورية مستجدات الملف اللبناني بدقة غير مسبوقة هذه الأيام، على خلفية تصاعد الخلاف السياسي المتصل من جهة، وتكشّف الخيوط التي يجري تحريكها بطرق جديدة، والتي لم تكن ظاهرة بالوضوح الذي بدت فيه خلال الـ96 ساعة الماضية من جهة أخرى.
وفيما تُبدي دمشق صمتاً دبلوماسياً ـ على الأقل ـ تجاه مستجدات الساحة اللبنانية، برزت لدى الأوساط السورية المتابعة لهذا الملف جملة معطيات ارتبطت بالأيام الثلاثة الماضية، تفيد تلك المعلومات بحسب هذه الأوساط، بأن عددا من الشخصيات اللبنانية، لاسيما من المحسوبين على تيار المستقبل، التي كانت تُبدي نوعاً من الانصات للقيادة السعودية في سابق الأيام على صعيد خطابها السياسي، وموقفها في اللعبة الداخلية اللبنانية قد خرجت تماماً مؤخراً من عباءة الرياض، لتتحرك خارج مسار الضمان السعودي حتى بأدنى حدوده، والمندرج أصلاً ضمن ما اصطلح على تسميته بمعادلة 'السين ـ سين'.
وترافق هذا الأمر، حسبما أفادت الأوساط السورية، مع ارتفاع في وتيرة الاتصالات الجارية بين أبرز فرقاء 14 آذار والقيادة المصرية، اتصالات تقودها وتشرف عليها مؤسسة المخابرات المصرية، وبجزء منها وزارة الخارجية التي يتولاها الوزير أحمد أبو الغيط، وتؤكد الأوساط لـ 'القدس العربي' أن دمشق ترى في المواجهة القائمة حالياً بين تياري المنطقة، أنها قد تكون آخر الجولات التي يجب كسبها لإنهاء سلسلة النوايا والتخطيطات التي رٌسمت من قبل اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري 2005، مع يقين القيادة السورية بأن الإعداد لإحداث فتنة مسلحة داخل لبنان قد دخل مرحلة جديدة كلياً خلال الـ 96 ساعة الفائتة، وفي مقابل ذلك تكثفت المتابعة السورية، وعلى مدار الساعة للتطورات الحاصلة في لبنان، فيما وُضعت الاتصالات السورية الإيرانية على نار حامية بخصوص الملف اللبناني والتهيؤ لأية تطورات سريعة قد تحدث ولم تستبعد الأوساط السورية من أن تكون زيارة وزيرالاستخبارات الإيراني قد رفعت من وتيرة تلك الاتصالات أصلاً وسخنت حرارتها وضروراتها.
إلى ذلك شنت صحيفة 'تشرين' هجوماً عنيفاً على جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط وفريق 14 آذار اللذين وصفهم مقال الجريدة بـ'صبيان جيف' فيما أطلق الكاتب علي جمالو على فيلتمان لقب 'حفار القبور الذي يقطف أعمارا'، وأنه أثناء وبعد حرب تموز ضحك فيلتمان على بعض اللبنانيين باسم السيادة والحرية والاستقلال وحولهم إلى أدوات لا حول لهم ولا قوة في لعبة الصراع العربي الإسرائيلي، واليوم ـ يضيف الكاتب ـ يكرر فيلتمان اللعبة وكأنه يقول (أيها الأغبياء، كرروا المحاولة).
وربطت صحيفة 'تشرين' بشكل غير مباشر بين الاجتماع الذي جمع بعض السياسين اللبنانيين في مبنى السفارة الامريكية في عوكر خلال حرب تموز 2006 واجتماع بكركي الذي التأمت فيه القوى المسيحية من فريق 14 آذار.
وأضافت 'تشرين'
أن فيلتمان 'الذي سيقاتل المقاومة الوطنية اللبنانية نيابة عن اسرائيل بأدوات لبنانية حتى أخر غبي، سيقاتل بدعم من عواصم غربية لها أهدافها
وعواصم عربية جف الدم في عقول قادتها وأعمى الحقد عيونهم وتلك معضلة ما بعدها معضلة'. وختمت 'تشرين' بالقول ان 'السباق اليوم في ذروته بين أصحاب الوعي وأصحاب الغفلة وان حفار القبور ينتظر ولن ينفع الندم بعد فوات الاوان'.
كامل صقر
المصدر:القدس العربي
حفار القبور
دمشق
صحيفة تشرين
آفـاق
الأحد 7 تشرين الثاني 2010
يكتبها: علي جمالو
يستحق السيد جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط لقب حفار القبور بجدارة فقد أتقن هذه المهنة منذ أن كان سفير الولايات المتحدة في لبنان وطور أدواتها بعدما تسلم مهام مساعد ناظرة الخارجية السيدة هيلاري كلينتون .
وحفار القبور هنا ليس مهمة إنسانية لدفن الموتى الذين يتوفاهم الله بعدما تنتهي أعمارهم بل مهمة قذرة تقطف أعمار الأبرياء وتدفن الأحياء أيضاً وحفار القبور في السياسة دجال موصوف يقلد العنكبوت في نصب شباكه للإيقاع بفريسته ، وبعض لبنان كما يعلم الجميع يوفر بيئة نموذجية لنشاط عناكب السياسة وتجار الحروب .
في السابق قبيل وأثناء وبعد حرب تموز ضحك هذا الفيلتمان على بعض اللبنانيين باسم السيادة والحرية والاستقلال وأخذ بيدهم إلى هوامش ومتن العار وحولهم إلى أدوات لا حول لهم ولا قوة في لعبة الصراع العربي- الإسرائيلي وزج ببعضهم في الجبهة المعادية لبلاده وأهله وأمته ولم يحصد هؤلاء المساكين سوى الخيبة والذل وإن كابروا وقالوا غير ذلك في وسائل الإعلام واليوم يكرر اللعبة ذاتها من موقعه الجديد إذ ينفخ في بوق الفتنة ويكلف أصحاب الغفلة بمهمة جديدة تطابق مهمتهم السابقة في الشكل والمضمون، في الهدف وفي الطريق إليه ،في اللغة ووسائل التوصيل وكأنه يقول من غير خجل ( أيها الأغبياء! كرروا المحاولة ! ) والطريف والمثير أن هؤلاء يكررون المحاولة من غير استخلاص دروس وعبر الماضي ، لم ينس اللبنانيون والعرب صورة الاجتماع الذي جمع بعض السياسيين اللبنانيين في مبنى السفارة الأميركية في عوكر في ذلك الصيف الدموي عام 2006 عندما كانت الآلة العسكرية الإسرائيلية تفتك بالأبرياء من الأطفال والنساء في القرى والبلدات اللبنانية، تدك البيوت بالقذائف والقنابل العنقودية وتطارد الهاربين من جحيم الموت تقتلهم داخل سياراتهم وتحول أطفالهم إلى أشلاء ، كان ذلك الاجتماع مفصلياً لأنه أسقط وقتها ورقة التوت عن العورات البشعة لهؤلاء الضالين المضللين الذين كانوا ينتظرون بحقد وسفاهة من إسرائيل القيام بذبح المقاومة وهدر دم رجالها واستباحة الأرض والبحر والسماء بل ذبح أهلهم و إذلال أبناء بلدهم وإشعال النار في المنطقة برمتها وكان فيلتمان ومعلمته السابقة كونداليزا رايس وأفراد الحاشية يتداولون في شكل الشرق الأوسط الجديد الذي قالت عنه ناظرة الخارجية الأميركية السابقة أنه دخل مرحلة المخاض ، ولكن عندما بدأت ملامح المواجهة تتمظهر عرف العالم شكل هذا الشرق الأوسط الجديد الذي لا عنوان له سوى المقاومة ، اليوم يستكمل صناع الفتنة محاولتهم بثوب واسم المحكمة الدولية لتحقيق ما عجزت عنه إسرائيل في ذلك الصيف الدموي ويقوم السيد حفار القبور جيفري فيلتمان أو المستر جيف كما يحب بعض أصدقائه من اللبنانيين مناداته تحبباً، يقوم بدوره المعروف في تزيين الموت والانتحار يجمع أصحاب الغفلة ليكلفهم بالوظيفة التي يجب عليهم القيام بها في الزمان والمكان والشكل المرسوم بدقة، مكان الاجتماع غير ذي أهمية , لا فرق بين صالون السفارة في عوكر وصالون آخر أكثر اتساعاً , لا ضرورة لحضوره شخصياً الاجتماع في زمن الاتصالات المفتوحة ، لا ضرورة لشد عصب هؤلاء القوم الذي يفاخر بعضهم بعمالته التاريخية لإسرائيل ويحلم بعودة تلك الأيام ، تكفي قصاصة صحيفة عليها تصريح مقتضب لينطلق خيال المحللين البارعين برسم أمر العمليات وتوقيته! والحقيقة أشعر بالمرارة والخوف وانا أتخيل طريقة تعامل قيادة المقاومة ورموزها ورجالها مع هذا الفخ، مع حالة كهذه حيث الربح فيها خسارة والخسارة فيها خسارة لأن الانجرار إلى ساحة الفتنة لا تليق بالرجال الرجال الذين عاهدوا الله والوطن فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا، الانجرار لا يليق والظلم كفر والصمت موت وان لصبر الأحرار حدوداً, ولذلك تبذل سورية بالتعاون مع الأشقاء والأصدقاء كل جهد ممكن لمنع وقوع هذه الفتنة التي لا تخدم سوى إسرائيل، وجهد سورية ينطلق بالأساس من فهم عميق لحال المنطقة وأزماتها والتحديات التي تواجهها وما يعيشه لبنان هذه الأيام يكشف النقاب بشكل واضح عن هذه التحديات التي دخلت مرحلة شديدة الخطر لأن الفتنة التي تعمل إسرائيل ومن يقف معها على إشعال نارها لا تهدف إلى تدمير لبنان فحسب بل إلى تدمير المنطقة من المتوسط إلى أطراف الخليج العربي باستحضار أحقاد دينية من خزائن التاريخ وعثرات الماضي , وطبيعة المعركة تفرض علينا اختيار نوع سلاح المواجهة , وهذا السلاح ليس سوى الوعي الذي لا يعرفه – مع الأسف – صبيان جيف فيلتمان الذي سيقاتل المقاومة الوطنية اللبنانية نيابة عن إسرائيل بأدوات لبنانية حتى آخر غبي .! سيقاتل بدعم من عواصم غربية لها أهدافها وعواصم عربية جف الدم في عقول قادتها وأعمى الحقد عيونهم وتلك معضلة ما بعدها معضلة , السباق اليوم في ذروته بين أصحاب الوعي وأصحاب الغفلة .. حفار القبور ينتظر ولن ينفع الندم بعد فوات الأوان! حمى الله لبنان.
http://www.champress.net/index.php?q=ar/...view/75640