اسمح لي يا سطام ان اخبرك ان تحليلاتك خاطئة....

خرج السوري من لبنان بشكل اساسي نتيجة الغباء الامريكي-الاعرابي....
الوجود السوري في لبنان كان دوما بغطاء امريكي-سعودي منذ عام 1990...بعد اجتياح العراق عام 2003 زار كولن باول دمشق و سلم الاسد لائحة مطالب طويلة تبدأ بطرد المنظمات الفلسطينية الممانعة و تنتهي بتجريد حزب الله من سلاحه, طبعا بشار رفض و كان ان صدر قانون محاسبة سورية و ال1559, و توالت التحديات المتبادلة وصولا الى زعزعة الارضية اللبنانية باغتيال الحريري و سحب الغطاء الدولي عن الوجود السوري في لبنان....
اتخذ الاسد عندها قرارا بأنه سوف لن ينزع سلاح حزب الله و ان كان على سحب الغطاء الدولي عن وجوده في لبنان فهو سينسحب و يترك جماعة بوش تقلع شوكها بيدها و لتجرب حظها بيدها مع حزب الله ....
كان قرارا ذكيا اتخذته سوريا, و نحن بتنا نعرف اليوم ان فرنسا عرضت على بشار يومها ان يبقى في لبنان مقابل تجريد حزب الله من سلاحه, لكن بشار -بعدما اطمأن الى حسن سير الامور- اختار سحب يده. من الموضوع و انسحب و تفرج عليهم ماذا سيفعلون مع حزب الله!..
طبعا بعدها نعرف ماذا حصل و كيف خرج مارد حزب الله من قمقمه بعدما كان همه محصورا في الجنوب و المقاومة و الممانعة .... عندما اصبح موضع هجوم فاضطر للدفاع عن نفسه (خصوصا بعد الانقلاب على التحالف الرباعي) و دخل الساحة السياسية اللبنانية من بابها العريض و بالاخص بعد الصفعة التي وجهها لاسرائيل في 2006 و الانبعاص الذي لحق بمؤيدي عدوان تموز داخليا....
التأثير الايراني في كل ذلك تأثير ضعيف جدا ..... نعم ايران تدعم المقاومة لوجستيا و عسكريا و ماديا, لكن عدى عن ذلك لا تدخلات سياسية لها تذكر في لبنان (مقارنة بكل من امريكا و سوريا و السعودية و مصر), و الجميع هنا يدرك ذلك بمن فيهم جماعة فيلتمان, هم فقط يتهمون حزب الله بالعمل وفق الاجندة الايرانية, الامر الذي لم يستطيعوا يوما ان يثبتوه.

و الى اليوم, التأثير السوري (و ايضا الامريكي) يفوق بأضعافا مضاعفة التأثير الايراني بدءأ من النفوذ و العلاقات الشخصية مع الرؤساء و السياسيين و الاعلاميين و انتهاءا بالتأثيرات على المخاتير و صغار الموظفين في الدولة... و هذا ما يعرفه الجميع, و لا مجال للمقارنة ابدا.... و ان احببت أتوسع لك في ذلك...