صهيل الوهم

خُذْنِي أَمَاما
واترُكِ الماضي ورائِي قد شَبِعْتُ تكبّرا
تلك الفقاعاتُ التي تأتي خَيَالا
من صَهِيلِ الوَهْمِ من عَيْنِ الضَّبابْ
نجترّها ندمًا مَرِيرْ
نَحْيِا على لَبْلَابِها زَمَن الطّربْ
نلهو نصفّق مُتْخَمين بكلّ صرعاتِ الكلامِ.
نُجِلّ مَنْ حَرَقَ المدائِنَ والمراكِبَ والحِسانْ
ونغوصُ في وَحْلِ الخداعْ
فنُداس نعلا إثر نعلٍ لا تذمّر أو عتبْ
وَنَقُولُ في صَلَفٍ وَمَيْنْ:
في غابر الأزمان كنّا
السّائدينَ الحاكمينَ الظالمينْ
كنّا الجهاتِ
شِمالَها وجُنوبَها كنّا الغَضَبْ
ولنا الشروقُ وغربُه في العالمين
هيهاتِ يا زمنًا قَضَى
قَدْ كُنتَ مجدا غابرًا،
صُرْتَ الكَرَبْ
ما عاد بالأَنْدَلْسِِ وصلٌ أو وجودْ
هذا زمان
فرّ من أمجادِ موسى بِِنْ نُصيرْ
هذا زمانٌ
غاب فيه خالدٌ وطَوَى الرشيدْ
فاغسِلْ على ندمٍ يديك
فلن ترى في الأفق أفقًا أو ضياءْ
خذني بعيدا
إنّما الماضي كان يوما من حديدْ
واليوم يـا ؟
صَدِئَ الحديدُ وصارَ وهما بل هُراء
ضوضاؤُهُ وضياؤُهُ كلٌّ سواءْ
عِشْنا على أَوْهامِه زَمَنَ الصهيلْ
ثمّ عدنا خائبينْ
حتى بلا خفّي حُنين
فاغسل على ندمٍ يديكْ
وكما تغنى شاعرٌ
"هوّن عليك"
خذني أَمامًا لا تطلّعَ للوراءْ
يا أنتَ أنتِ وأنتما
أنتم وأنتنّ هناكَ وهاهُنا
كلُّ الوراءِ إلى وراءْ
فحياتُنا باتَتْ خُواء
ما دُمْنًا نَحْيا آنَنا أَمْسًا
بلا أمسٍ فلا...
اليومَ نحياهُ ولا أُفُقَ الغداةْ.
ديك المعرّي
لم يعد يُصحي نيامًا سادرينَ
وفجره ملّ انتظار الغافلينْ
ولَسَوف نُبلي أقمصَ الأزمانِ نجري
خلف وهمٍ من منارْ
نمضي حفاةَ الفكرِ والعقلِ الرزين
أَسرَى لما كُتِبَ على غبشِ الجَبين
أسرى الأئمةِ والشيوخِ
أسرى الْمقدّس من كتابٍ أو قرارْ
أسرى اجتهادِ مجاهدٍ قسمَ اليمينْ
والليل داجٍ
لا أرى في لجّهِ ثقبًا
ولا حتى سراجًا من غبارْ
أيعودُ ذاك الفجرُ يومًا
أمْ تُرانا سَوْفَ نبقى حالمين
وفي اغتراب؟

محبتي ومودتي
الدرة سابقا

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني