مرحباً للجميع :
يبدو أن البعض لديه حقد مزمن تجاه الآخرين وبناء على حقده المزمن يحاول أن ينظر بالسياسة .
لا أريد أن أغوص في تفاصيل المشهد السياسي اللبناني لإن الأمر يحتاج إلى وقت وجهد ، لكن بعض التلميحات لمن يبحث عن الحقيقة أو بالأصح عن رؤية أوضح لن تضر أحداً .

ولو حاولنا أن نبتعد عن البروبوغندا الإعلامية التي تقودها الدول الغربية تجاه كل من سوريا وحزب الله ودققنا في تفاصيل المشهد ، لالتقطنا العديد من التفاصيل الملفتة .

بداية دعونا نتفق على أن اغتيال الحريري في لبنان أتى ضمن سياق مشروع وليس كحدث منفرد . البعض يعتقد أن اغتياله أتى نتيجة القرار 1559 ، ولكن الحقيقة أن اغتياله أتى كي يحرك القرار 1559 .

كيف ذلك ؟
الموضوع ابتدأ بالمشروع الأمريكي الذي خطط للمنطقة ابتداءاً من أفغانستان مروراً إلى العراق ووصولاً إلى لبنان . هذا المشروع الذي سمي "الشرق الأوسط الجديد" سموه ما شئتم . كان يسير بالتتابع ووفق خطوات مدروسة ، فالقاعدة وطالبان في أفغانستان كانت الحجة لاحتلال أفغانستان رغم أن النظامين صنيعة الــ CIA .
وأسلحة الدمار الشامل كانت الحجة في العراق ، رغم أن الولايات المتحدة هي من وردها للعراق في خضم الحرب العراقية الإيرانية .
وبالتزامن كان يحتاج المشروع في لبنان إلى دفعة كبيرة كي يجبر سوريا على الخروج من لبنان ، وحتى نفصل لمن لا يعرفون في الشأن اللبناني أكثر عليهم أن يعرفوا أن سوريا استطاعت التمديد للحود لمدة رئاسية أخرى "رغماً عن أنف" كل القوى الإقليمية وفرنسا والولايات المتحدة ودون عناء يذكر على الصعيد الداخلي في هذا الموضوع .
فكان المطلوب تحريك الوضع الداخلي اللبناني لتأليبه على سوريا وخصوصاً أن القرار 1559 لا قيمة له حقيقية إذا لم يكن هناك طلب من جهات لبنانية داخلية بتنفيذه ، وقد كانت سوريا في وقتها لمن لا يعلم قادرة "وبأريحية" على جمع الدولة اللبنانية بكلها وكلكلها لمعارضة القرار 1559 .
كان مطلوب تحريك الوضع اللبناني الداخلي وإلقاء حجر في مياه السياسة اللبنانية الراكدة بحيث يكسر التحالفات الإقليمية والدولية ويخلطها ليعيد ترتيبها وفق الأجندة الأمريكية والإسرائيلية وهذا ما حصل .

تم اغتيال الحريري ولمن لا يعلم ، الحريري لم يكن ثائراً أو بطلاً قومياً أو محرراً أو أو ... كان ببساطة مقاولاً سياسياً لديه امتداد شعبي في طائفته السنية وهو يمثل امتداد للتفاهم السوري السعودي في لبنان ، وكان طبعاً يتمتع بالفطنة والذكاء السياسي .

أكثر من ذلك لم يقف الحريري مباشرة في وجه المصالح السورية لأنه كان يعرف حجمه الحقيقي في الصيغة السورية المرسومة في لبنان وقد كان أذكى من أن يتورط في مواجهة سياسية مع سوريا حتى لو اختلف معها ، وقد يعتقد البعض أن القرار 1559 كان بدعم من الحريري الأب لكي يضغط على سوريا للخروج من لبنان وينسى أن الحريري نفسه لم يقم بخطوة واحدة داخلية فعالة ضد الدور السوري سوى اتباع مبدأ السلبية السياسية في أفضل الحالات .

أيضاً وأيضاً كانت قد كسرت الحلقة "السورية" الممسكة بالملف اللبناني بتحييد عبد الحليم خدام ومن ثم غازي كنعان ، وخدام وكنعان بالذات كانا يشكلان حلقة مصالح مع الحريري وجنبلاط وكثير من السياسيين اللبنانيين ... هذه الحلقة التي كسرت أخلت بالتوازن القائم للصيغة الإقليمية والدولية في لبنان بتحييد أطراف داخلية سورية كنتيجة طبيعية للتغيير في سوريا ، استتبع هذا التغيير تهميش دور بعض القوى اللبنانية في الصيغة اللبنانية وهذا ما كان حاصل مع الحريري وقتذاك .

كل هذا يحتم علينا أن ننظر للأمور بحجمها الطبيعي لا أن نعطيها حجم أكبر مما هي عليه ...
والسؤال لماذا سوريا ستغتال شخص طالما هي قادرة على تحييده داخلياً على مستوى الصيغة اللبنانية وبشكل هادئ وتدريجي ؟
ولماذا سيغتال حزب الله حليف سوريا شخص كان في طريقه للتحييد من قبل سوريا بشكل هادئ وتدريجي ؟

أعزائي الحريري قبل لحظة اغتياله كان يسير نحو التهميش فيما لو استمر خلافه مع سوريا ، وبعد اغتياله صور كبطل في مواجهة سوريا !!.

وحتى يعرف الجميع المعادلة طالما سوريا لن تغتال الحريري فحزب الله لن يغتال شخص في الصيغة السياسية اللبنانية دون موافقة سوريا ...

واليوم حسب علمي قد أسقط الاتهام عن سوريا ، لمن يعتقدون ان المحكمة الدولية نزيهة .
والسؤال كيف سيقوم حزب الله بتغيير الصيغة اللبنانية وقتذاك دون موافقة سوريا الحليف الرئيسي وعمقه الاستراتيجي طالما سوريا ليست لها يد في الموضوع ؟

ملاحظة على الهامش : كلام أبو خليل في جزء كبير منه موضوعي فيما يختص بهذه القضية ويشرح طبيعة الصيغة اللبنانية ولكن البعض يتحسس كونه شيعي ويدافع عن حزب الله الشيعي ...

شكراً للجميع