{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
«سقوط العالم الإسلامي».. رهين تعاظم الأصولية وإدمان جروح الماضي
AbuNatalie غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 344
الانضمام: May 2005
مشاركة: #1
«سقوط العالم الإسلامي».. رهين تعاظم الأصولية وإدمان جروح الماضي
كتاب جديد


صادمة عبارات وأوصاف حامد عبد الصمد، بداية من عنوان كتابه الصادر حديثا عن دار ميريت. "سقوط العالم الإسلامي" نبوءة قاسية كما يصفها المؤلف، تزداد حدتها بكلمات علي شاكلة "أمة تحتضر" و"الشرق يحترق" و"التشنج الفكري"، وبعضها غريب ومصطنع كـ"زني محارم ثقافي"، نعرف بعد ذلك أنه يدلل بهذا الوصف علي أن صراع الحضارات الذي نادي به هينتنجتون انتقل من صراع بين الشرق والغرب إلي صراع بين الشرق والشرق، بين روح التغيير "قوي الإصلاح" وروح الجمود "دعاوي الأصولية" فيه.

هنا اقتبس دارس العلوم السياسية بإحدي جامعات ألمانيا طريقته "الخشنة" في التشخيص من الفيلسوف والمؤرخ الألماني "أوزفالد شبنجلر"، في كتابه "سقوط الغرب" الصادر منذ أكثر من 90 عاما، وتحدث فيه عن "شيخوخة المدنية الأوروبية". أما عبد الصمد فيتحدث عن "حضارة إسلامية فقدت بوصلتها" و"تتنفس بصعوبة"، واتفق مع شبنجلر في تحديد الملامح الأخيرة لأي حضارة، حين لا يبقي في تفكير الناس سوي الخبز واللعب، وهم ينظرون من خلف أقنعة التدين. "علي طريقة أرجوك لا تأخذ عدوي مني"، يحلل المؤلف طريقة الغرب والشرق لقراءة أحداث التاريخ المشترك، كلاهما استند إلي رؤي مغلوطة أو منقوصة، كل طرف يخون الآخر ويتعامل معه بأفكار مسبقة. أما طريقة العرب الخاصة جدا في قراءة التاريخ فيلخصها عبد الصمد في فصل بعنوان "ديناميت اسمه التاريخ"، حين "لا نري إلا أنفسنا ولا نواجه سوي مخاوفنا ونعظم ذواتنا بينما الآخر شيطان رجيم". يفسر ذلك بقلة الحيلة والنظرة البراجماتية لجروح الماضي، بعد أن "صارت مدنيتنا في بطوننا وجيوشنا في حناجرنا".

في العالم الإسلامي بحسب المؤلف لا صوت للآراء المستنيرة، السلفية والسلطة وحدهما ينتصران دائما في نهاية أمام كل صراع فكري أو سياسي، ذلك لأنهما يمارسان نوعا من أنواع "حرب الاستنزاف"، بينما أسئلة الإصلاح الديني تبدأ من نص القرآن وتنتهي عنده، لا يعنيها "خطاب ما بعد القرآن"، والتعبير لعبد الصمد أيضا، ويعني ألا نحمل القرآن فوق طاقته، وأن نبحث في حياتنا اليومية عن إجابات أخري قائمة علي إعمال العقل وتأويل النص.

ماذا سيفقد العالم لو اختفت جميع الدول الإسلامية مرة واحدة؟ هذه واحدة من الأسئلة المفزعة التي يسوقها الكتاب الصادر أساسا بالألمانية العام الماضي، يشبه المؤلف العالم الإسلامي المعاصر بسفينة تايتانيك، فما يسمون أنفسهم بالمصلحين يشبهون عازفي الموسيقي علي متن السفينة لا أحد ينصت إليهم، وفي موضع آخر يشير إليهم بـ"يرقصون علي درج السلم"، ومن ثم انتهت أغلب إن لم تكن كل مساعي الإصلاح في الوطن العربي إلي خانة الصفر. وبعدما فقدت سفينة العالم الإسلامي توازنها باصطدامها بجبل ثليج اسمه "الحداثة" ثمة أمل، عملية "إشهار إفلاس وجرد" هي كل ما يحتاجه العالم الإسلامي اليوم حسب المؤلف: "يحتاج المسلمون إلي إعادة النظر في التاريخ وأفخاخه والدين وحدوده والمثل الأعلي ومفهوم العدو".

ما يطالب به المؤلف في فصل بعنوان "أصحاب الكهف.. مشكلة من لا يري إلا ظله" هو "نزع فتيل ديناميت التاريخ والتحرر من أعباء الماضي"، وترك مرحلة المقاومة التي أصبحت هدفا في حد ذاتها وثقافة أبدية. وفي فصل آخر ذي عنوان دال: "تجارة الغضب.. أنا مسلم إذن أنا زعلان" يقف المؤلف علي ظواهر السقوط، متمثلة في الشعور بالضعف أمام الأوروبي المتقدم، والضعف يولد الخجل، والخجل يولد الخوف، والخوف يقوي التمسك بالدين، وهكذا تتحول وقلة الحيلة إلي رسالة سامية وعمل نبيل هذه النظرة توفر علي المسلمين التفكير في أخطاءهم ومشكلاتهم وتجعلهميستدفئون بدور الضحية، ذلك لأن الإنسان لا يسعي للمعرفة والحرية في المقام الأول بل للأمان الذي يجده في الدين والقبيلة.


من الخطأ وفق عبد الصمد الاعتقاد بأن الأصولية الإسلامية ظاهرة حديثة ومؤقتة، فهذا الفكر الجامد موجود منذ نشأة الإسلام: ابن حنبل في القرن الـ9، ابن تيمية في القرن الـ14، محمد بن عبد الوهاب في القرن الـ18، وأسامة بن لادن في القرن الـ21، بينما يلوم المؤلف علي القومية العربية لأنها "بنت مشروعها علي أساطير وشعارات وظلت محبوسة في حناجر الخطباء".

في ختام روشتة التشخيص، يبث المؤلف قلقه علي مستقبل الأمة العربية والإسلامية من تفاقم الصراعات الفكرية والعقائدية التي تنهك الكثير من قواه بلا فائدة أو نتيجة وكذلك من الانحدار البيئي الوشيك وتغييراته ومصائبه التي تنبئ وتنذر بكارثة، ويطالب الاقتصاد العربي بإعادة اختراع نفسه، لأن سقوط العالم الإسلامي سيسقط معه العالم كله، سيهرب الناس إلي أوروبا، وستقف هي بين خيارين: إما قبول اللاجئين وتدمر اقتصادها أو إغراقهم في شواطئها فتخسر مصداقيتها. وهذه هي ازدواجية العولمة أو مراوغتها، "ستتصادم خطايا الشرق بخطايا الغرب في لقاء جديد غير متكافئ"، وربما تتلاقي نبوءة شبنجلر مع نبوءة حامد الصمد، إن لم ننتبه.
11-16-2010, 12:23 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
«سقوط العالم الإسلامي».. رهين تعاظم الأصولية وإدمان جروح الماضي - بواسطة AbuNatalie - 11-16-2010, 12:23 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  فلسفة المجتمع العربي الإسلامي حسن عجمي 0 417 06-16-2014, 12:32 AM
آخر رد: حسن عجمي
  لو ده الدين الإسلامي أنا خارجة منه إبراهيم 3 918 02-13-2013, 04:54 PM
آخر رد: Guru
  الحرب الأهلية السورية قبل سقوط النظام أم بعد سقوط النظام فارس اللواء 0 814 01-27-2012, 09:10 PM
آخر رد: فارس اللواء
  صناعة الأعداء بين الثوابت والنزوع للعنف في العقل الإسلامي فارس اللواء 1 752 01-22-2012, 02:06 AM
آخر رد: فارس اللواء
  من سلبيات الخطاب الإسلامي المعاصر/ الدكتور عصام البشير فارس اللواء 0 1,172 01-03-2012, 09:16 PM
آخر رد: فارس اللواء

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS